«أبرار» تنعى شهداء الواحات من الحرم: 16 عمرة باسم كل بطل

الزمان: الجمعة ليلاً، أخبار تتناقل على صفحات «السوشيال ميديا»، يبدو أن هناك حدثا إرهابيا جديدا، الجميع يسأل ماذا يحدث؟، هل هناك شهداء جدد؟.. الإجابة ظلت غير واضحة للسائلين على مواقع التواصل الإجتماعى، ومنهم أبرار فايد، حتى انتشرت صور شهداء الواحات، لتجيب عن أسئلة الجميع، وتجد «أبرار» شقيق زميلتها ضمن صور الشهداء. دائماً تستقبل «أبرار»، 32 عاماً، مضيفة فى الخطوط السعودية ومقيمة فى جدة، الأخبار من هذا النوع بوجع كبير، لكن هذه المرة استقبلتها بكثير من الوجع والألم، وتقول: «كل مرة بعرف إن فى حد استشهد قلبى كان بيتوجع عليه جامد وبقعد أعيط كأنه حد من قرايبى لكن المرة دى واحد منهم شقيق زميلتنا فى الشركة عشان كده يمكن حسيت بالوجع كمان أكتر».
وفى مساء السبت، وخلال سجودها فى إحدى الصلوات، قررت «أبرار» التفكير فى طريقة لنعى الشهداء، وأنه لابد من رد فعل مناسب لهذا الحدث الجلل، وعقب لحظات قليلة وأثناء السجود فكرت فى التصدق، لكن الفكرة تبدلت تماماً بمجرد انتهاء الصلاة، وتقول: «بعد الحادث بيوم كنت قاعدة بصلى وهتجنن نفسى أعمل حاجة تنفع الشهداء، فكرت أتصدق لهم فى مكان الصدقات فى المدينة، لكن بعد ما خلصت الصلاة الفكرة اتغيرت تماما».
«عمرة لشهداء الواحات».. هكذا قررت «أبرار»، وبالفعل استعدت للاعتمار عن جميع الشهداء بهدف «الطبطبة على قلوب أسرهم»، وتوضح: «قررت أعمل عمرة للشهداء عشان أواسى الأهالى اللى قلبهم موجوع على ولادهم أقولهم إن إحنا معاهم، وبعدها نشرت الفكرة على جروب على فيسبوك، وناس كتير كتبت لى إنه مينفعش عمرة واحدة لكل الشهداء.. فعاهدت نفسى أعمل عمرة لكل شهيد، يعنى 16 عمرة».
تحمست «أبرار» للفكرة وقررت البدء على الفور: «اتشجعت جداً، ومن ضمن الأسباب إنى لما أموت ألاقى حد يفتكرنى بالخير».
«أحمد شوشة» كان أول الشهداء الذين قررت «أبرار» إهداء روحه عمرة باسمه: «لما قررت أبدأ مفكرتش فى هبدأ بمين، لكن بمجرد ما نويت لاقيت فجأة قلبى بيقولى الشهيد أحمد، وده اللى قررت إنى أعمله فى كل عمرة، هسيب قلبى يقولى هعمل لمين».
نشرت «أبرار» مساء الخميس صورة لها فى الكعبة وهى تحمل ورقة مكتوبا عليها:«عمرة عن الشهيد أحمد شوشة اللهم تقبله عندك وأنزله منزل الشهداء» وعلقت عليها: «فرّحوا أهله» بعد الانتهاء من أداء العمرة، وبالفعل عقب ساعات قليلة استقبلت عدة اتصالات من أسرته وأصدقائه بل باقى أسر الشهداء، وتقول: «أسرة أحمد كلمونى ودعولى، وكمان أسرة الشهيد إسلام وصّونى أبعت لهم صورة من قدام الكعبة، وأسرة محمد الحايس طلبت منى أعمل له عمرة وأن أدعو ربنا يرده سالما لهم، وفرحت جداً إنى قدرت أفرحهم.. العمرة دى فى ميزان حسناتهم».
«الشهيد إسلام مشهور هو صاحب العمرة التالية»، هكذا قررت «أبرار» وهى تصلى فى الحرم مساء أمس الأول، وتقول: «من إمبارح وأنا فى الحرم وإسلام هو اللى جاى فى بالى وبأمر الله العمرة الجاية هتكون عنه وغالباً هعملها له فى يوم 1 فى الشهر».
«أبرار» قررت تنظيم وقتها لإنجاز مهمتها فى أقرب وقت، وتوضح: «فى كل إجازة عندى من الشغل هعمل عمرة لشهيد».