6 قتلى بأول صدام بين بغداد والأكراد فى كركوك

لقى 6 عناصر من قوات الحشد الشعبى العراقى مصرعهم، وأصيب 4 آخرون بجروح، جراء اشتباكات متقطعة اندلعت مع قوات البيشمركة الكردية فى بلدة طوز خورماتو بجنوب كركوك شمالى العراق، فيما يترقب العراقيون ما ستؤول إليه المواجهة بين الجانبين بعد الإنذار الذى وجهته بغداد لإقليم كردستان بإخلاء آبار النفط فيها، فى وقت دخلت فيه واشنطن على الخط للتهدئة.
وقالت مصادر محلية لقناة «سكاى نيوز» الإخبارية، السبت، إن اشتباكات متقطعة بين البيشمركة وقوات الحشد الشعبى فى بلدة طوز خورماتو، جنوب كركوك، أسفرت عن مقتل 6 من عناصر الحشد وإصابة 4 آخرين، مقابل إصابة عنصر من البيشمركة.
وأضافت المصادر أنه تم استهداف أحد مقار حزب «الاتحاد الوطنى الكردستانى»، فيما ردت البيشمركة على مصدر النيران، ونجحت بفك الحصار عن المقر، وأجلت من كان بداخله.
واستعادت القوات العراقية، الجمعة، دون معارك عدة مواقع استولت عليها قوات البيشمركة الكردية فى يونيو 2014.
وتقدمت أرتال من الدبابات والقوات الحكومية إضافة إلى قوات الحشد الشعبى إلى هذه المناطق الواقعة جنوب كركوك، واستعادت عدة مواقع، فيما انسحبت قوات البيشمركة دون قتال.
ويؤكد رئيس الوزراء العراقى أنه لا يريد إشعال حرب ضد الأكراد، بينما تؤكد أربيل أن «التصعيد لن يأتى من جانبها»، وفى ذات الوقت حشد الجانبان آلاف المقاتلين فى أطراف مدينة كركوك المتنازع عليها. وبدأت التوترات فى كركوك منذ إصرار الأكراد على إجراء استفتاء الاستقلال فيها على الرغم من معارضة بغداد، وبقى محافظها فى منصبه على الرغم من قرار البرلمان إقالته.
ومن أجل تفادى صدامات مسلحة، أمهلت القوات العراقية قوات البيشمركة 48 ساعة للانسحاب من المواقع التى استولت عليها فى عام 2014 وتسليمها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء السبت، حسبما أكد مسؤول كردى. ومع اقتراب نهاية المهلة دخلت الولايات المتحدة التى تنشر قوات مع الجيش العراقى والبيشمركة على خط الأزمة محاولة تهدئة التوتر.
وقال وزير الدفاع الأمريكى، جيم ماتيس، إن بلاده تحاول «نزع فتيل التوتر وإمكانية المضى قدما دون أن نزيح أعيننا عن العدو» فى إشارة إلى قتال داعش الذى يجرى بدعم التحالف الدولى بقيادة واشنطن. وقال ماتيس إن «القوات الأمريكية» تحاول أيضا ضمان استبعاد أى نزاع محتمل».
ووصل الرئيس العراقى فؤاد معصوم إلى كردستان، الجمعة، لإجراء محادثات مع مسؤولين أكراد، بحسب مصادر فى الإقليم.
وقال أحمد الأسدى، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبى، إن ما يحدث فى جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة. وأضاف: هذه القوة مكلفة بإعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 يونيو 2014. وأكد القيادى فى الحشد الشعبى العراقى، جبار المعمورى، أن عودة كركوك إلى السلطة الاتحادية العراقية مسألة وقت، وقال إن رئيس إقليم كردستان مسعود برزانى دخل فى مغامرة فاشلة.
وأضاف أن الاجتياح العسكرى لكركوك أمر مستبعد، ولن نطلق رصاصة ضد إخوتنا.
وكان قائد قوات البيشمركة فى محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى أكد أن قوات البشمركة انسحبت من بعض المناطق التى دخلتها عام 2014 مشيرا إلى أن اتصالات جارية مع رئيس الوزراء لمعالجة المشكلة، خلال 48 ساعة.
واستغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية فى 2014 خلال هجوم واسع لتنظيم داعش الإرهابى على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وحولت مسار الأنابيب النفطية إلى داخل إقليم كردستان، وباشرت تصديره، دون موافقة بغداد. كما سيطرت على مناطق أخرى فى محافظات مجاورة.
وتضم كركوك 3 حقول نفط تضخ 250 ألف برميل يوميا، من أصل 600 ألف برميل هى مجموع ما يصدره إقليم كردستان يوميا.