(أنا مسلم لكننى لست إرهابيا)، (اسمى رضوان خان، هندى مسلم لكننى لست إرهابيا). تلك كانت العبارات التى ظل ينطق بها بطل فيلم (اسمى خان ولست بإرهابى) الذى كتبت عنهُ عام 2010 عندما عُرض بمصر، ووجدت أنه فيلم يساوى ألف مقال وكتاب، هو السينما عندما تعى دورها تماما وتدرك قيمة انتشارها وتأثيرها ووصولها إلى كل الناس. مقالات متعلقة * من حيث انتهى الآخرون * فوبيا المناصب العامة * طرق السداح مداح من البلد الذى يحوى ديانات عدّة ومنها الإسلام، من الهند جسد نجم السينما الهندية القدير (شاروخان) دوره فى هذا الفيلم كمهاجر مسلم إلى أمريكا مصاب بمرض التوحد ويقع فى حب فتاة هندوسية ويتزوجها ويمنح ابنها من زوج سابق اسمه (خان) وفى حادثة عنصرية بمدرسة الطفل ولأن لقبه يَدُل على أنه مسلم يعتدى عليه زملاء المدرسة بالضرب المبرّح ويموت. تحزن الأم كثيراً وتقرر الابتعاد عن زوجها (رضوان خان) وعندما يسألها متى يعود إليها تجيب: عندما تستطيع أن تقنع الناس بأنك مسلم وليس بإرهابى، وتضيف: إذهب إلى الجميع وحتى الرئيس الأمريكى وقل لهم ذلك علهم يصدقونك. ويمضى الفيلم إلى نهايته وبطله يتحين الفرص للقاء الرئيس حتى يصل إليه ليصرخ فى وجهه وهو يردد أنه مسلم لكنه ليس إرهابيا. ومنذ عام 2010 وحتى الآن مرت علينا سنوات صعبة، شديدة الوطأة، نما خلالها تنظيم داعش الإرهابى وأصبح اسم الدولة الإسلامية مقترناً بالموت والدمار والخراب، وأصبح الإسلام- للأسف- فى نظر كثيرين ملازماً للإرهاب والاعتداء على الآمنين والقتل والذبح والتفجير والتدمير والسبى والدهَسْ والطعن، ونجح الإعلام الغربى نجاحا باهرا فى تكريس صورة ذهنية للمسلمين مقترنة بالعداء ضد الإنسانية متناسيا أن صناعة الإرهاب فى العديد من دول الشرق الأوسط والأدنى كانت من صنع هذا الغرب نفسه وتأييده وتمويله وتدريبه وتشجيعه لكن يبدو أن هذا الغرب لم يُدخل فى حساباته أن هذا الإرهاب سيكون عابراً للقارات، مستشريا بين البلاد وأن آلامه ستطال الجميع. فى الأيام الآخيرة طال الإرهاب الأسود إسبانيا وفنلندا وروسيا وذهب هذه المرة أبعد من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا وتنوعت وسائله بين الدهس والطعن والقتل بدم بارد، وللأسف تبين أن المدانين دائما من المسلمين، ولم يعد غريبا أن يضع كل منا يده على قلبه عند الإعلان عن كل عملية إرهابية جديدة فى الغرب متوقعاً أن يكون فاعلها مسلماً، ويتبادر سؤال مهم يدور فى ذهن كل واحد منا: هل يمكن أن يُصدق أحد بعد الآن أننى مسلم لكننى لست إرهابياً؟ اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
