مبادرة روجرز مبادرة طرحتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لإيقاف القتال لمدة 3 أشهر بين مصر وإسرائيل في أعقاب نكسة يونيو 1967، وجاءت نتيجة المعارك الجوية التي دارت بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية وأُسقطت فيها طائرات أمريكية حديثة الصنع تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى، فضلا عن حرج داخلى واجهته إسرائيل بسبب الخسائر البشرية اليومية في صفوف قواتها إبان حرب الاستنزاف، وكانت مقدمات طرح هذه المبادرة قد بدأت في سبتمبر 1967 الذي شهد تجدد القتال بين مصر وإسرائيل بعد النكسة عندما قامت معركة بالمدفعية في منطقة القنطرة خسر فيها الإسرائيليون حوالى 80 قتيلا و250 جريحا، فضلا عن نجاح البحرية المصرية في 25 أكتوبر في إغراق المدمرة «إيلات». ورغم صدور قرار مجلس الأمن في 25 نوفمبر 1967 بوقف إطلاق النار، واصل عبدالناصر حرب الاستنزاف التي كثّفت فيها إسرائيل غاراتها الجوية بغية إصابة النظام بالشلل وفق ما قالته رئيسة الوزراء، جولدا مائير، لكن خسائر إسرائيل تزايدت، وفى مؤتمر عقد في 9 ديسمبر عام 1969 قال وليام روجرز «إن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تهدف إلى تشجيع العرب على قبول سلام دائم وفى الوقت نفسه تشجع إسرائيل على قبول الانسحاب من الأراضى المحتلة بعد توفير ضمانات الأمن اللازمة». وحينما كان جمال عبدالناصر في زيارة للاتحاد السوفيتى في يوليو 1970 أعلن قبوله المبادرة الأمريكية، لاحتياج القوات المصرية لفترة التقاط أنفاس والانتهاء من مواقع الصواريخ على الشاطئ الغربى للقناة بعد أن بلغت خسائر المدنيين الذين اشتركوا في بناء قواعد الصواريخ 4000 شهيد، أما إسرائيل فقد بادرت إلى رفض المبادرة وفى يوم 23 يوليو في العيد الثامن عشر للثورة عاد عبدالناصر ليجدد قبوله للمبادرة، وتصور الإسرائيليون أن المبادرة هي خطوة أولى نحو السلام فعلا، وكذلك تصور الرأى العالمى أيضا. فيما تراوحت ردود الفعل العربية فاتهمت بعض القوى الفلسطينية كل الذين قبلوا المبادرة بالخيانة إلى أن تم وضع المبادرة موضع التنفيذ «زي النهارده» 8 أغسطس 1970 لمدة 90 يوما.