«حجة الإسلام المفكر الإيرانى: حسين بهراز» ماذا لو استبدلنا مجلس الشورى بمجلس الحكماء؟! وتكون وظيفته حل الأزمات التى تتعرض لها البلاد! خذ مثلاً: أزمة كاميليا ووفاء قسطنطين، يجتمع المجلس ويوصى بالآتى: 1- استضافة كاميليا ووفاء قسطنطين بواسطة القناة الأولى والفضائية المصرية لمدة ثلاث ساعات، حتى تعلنا ما لديهما من حقائق، وما هما عليه من إيمان، فالمسيحية والإسلام تؤمنان بحرية العقيدة، ولا إكراه فى الدين، ولا الشق (معرفة) عما فى القلوب. 2- أن تعلن مشيخة الأزهر، ودار الإفتاء، ووزارة الداخلية بصراحة مطلقة وضع هاتين السيدتين. 3- أن يرقى الناس إلى خطورة الوضع الحرج الذى تمر به البلاد من الشرق (إسرائيل) والغرب (العمالة الليبية)، والجنوب (منابع مياه النيل) ونحن نقيم الدنيا ونقعدها من أجل سيدتين فشلتا فى حياتهن الزوجية، ولن تفخر المسيحية بوجودهما، ولن تأسف على خروجهما! كنت فى الهايدبارك (لندن)، وإذ بشاب واقف على «Stand» خشبى عال (منبر) مكتوب عليه: الكنيسة الكاثوليكية، والشاب البالغ من العمر 25 عاماً تقريباً.. يقول: كنت مسلماً، والآن.. أنا مسيحى.. وأشكر الله! قلت له: كم دفعوا لك؟! نظر إلىَّ شذراً. وسألنى: هل أنت مسلم؟! قلت: بل مسيحى يحترم كل الأديان. فرق شاسع بين ما أرى وبين ما أعرف! أرى مظاهرات وتهديدات من أجل كاميليا ووفاء، وما أعرفه مختلف تماماً عما أراه! ها هو ذا عبدالمطلب يذهب لأبرهة الحبشى مطالباً بماله وجماله، تاركاً الكعبة لأن للبيت رباً يحميه! ترن فى أذنى: وجادلهم بالتى هى أحسن! ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك! ذكّر إنما أنت بمذكر.. لست عليهم بمسيطر! لا إكراه فى الدين! اذهبوا فأنتم الطلقاء!! ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة. هو ذا عبدالله بن الزبير يسب ويشتم معاوية لأن رجاله اعتدوا على أرضه، فيطلب يزيد من والده أن يعد جيشاً أوله عند عبدالله وآخره عند معاوية! ولكن معاوية مؤسس الدولة يرسل لعبدالله: لقد غضبت مثلك مما حدث لك، ولك أن تأخذ أرضى المجاورة لأرضك ترضية لك!! العبقرية هى قدرة الفرد على حل مشاكله اليومية، وكم من الدول ضاعت بسبب رعونة حكامها أو شعوبها! هل تحترق مصر من أجل محافظ أو سيدتين؟! هناك احتجاجات دون خسائر.. هناك قضاء نلجأ إليه! مصر أولاً يا قوم قبل أى اعتبار آخر! هل سمعتم عن حجة الإسلام.. المفكر الإيرانى حسين بهراز؟! إنه القائل: «إيران هى أمى، وديانتى المحمدية هى زوجتى! أستطيع أن أطلّق هذه، بينما لا أستطيع أن أطلّق تلك؟! وأنا بدورى أقول لكم: أنا مصرى أولاً.. مسيحى ثانياً.. مصر هى أمى منذ عشرات الآلاف من السنين، والمسيحية هى زوجتى منذ ألفى سنة فقط، فإذا كان لى أن أختار بينهما.. فأنا أختار أمى قبل زوجتى، لأنى أستطيع أن أطلّق زوجتى ولا أستطيع أن أطلّق أمى! وكما أن للبيت رباً يحميه، كذلك المسيحية لها رب يحميها.. أما مصر فليس لها إلا أنا وأنت من محبى مصر وليسوا ساكنى مصر. إنها قلة عقل وليست قلة مال، قال برناردشو عن الرسول (ص) لو كان بيننا لاستطاع حل مشاكل العالم بفنجان من القهوة! ولعلنا نذكر صراع القبائل على حمل الحجر الأسود، وكيف حُلت المشكلة.. بملاءة تحمل الحجر.. ويمسك بها كل الأطراف المتنازعة! هذه الحكمة هى التى حوّلت قبيلة إلى إمبراطورية! «from a tribe to an empsre» هل تعرفون معن بن زائدة وكيف وضع يده على إمارة اليمن دون إذن الخليفة، فأرسل الخليفة مقسماً بسفك دمه، ووطء تراب اليمن بأقدامه (أى غزو اليمن) إن لم يترك اليمن فوراً؟! هنا العبقرية تتجلى.. طلب معن من الحكيم أن يبذل من دمه كمية، ووضعها فى وعاء، كما ملأ وعاء آخر بتراب اليمن، وأرسل للخليفة رسالة تقول: هذا هو دمى إن شئت.. اسفكه، وهذا هو تراب اليمن إن شئت طأه (دوس عليه) إبراء لقسمك، وأعدك ألا أعمل شيئاً إلا بعد أمرك يا مولاى! وأخذ «معن» اليمن دون حروب أو سفك دماء.. إنه الذكاء! هذا الذكاء مطلوب من الحاكم قبل المحكوم.. فهذا الاختيار السيئ للمحافظين لم يكن ذكياً، وهذه المظاهرات ليست ذكية.. ما دامت مدمرة، وما دمنا نستطيع أن نصل لنتائج مثمرة بوسائل سلمية. [email protected]