«الفدية الخبيثة» يضرب العالم من جديد.. وطوارئ بالبنوك المحلية

ضرب فيروس الفدية الخبيثة الجديدة «بيتيا» العديد من المؤسسات حول العالم مجددا، وذلك فيما يبدو محاكاة لهجمات «وانا كراى» التى حدثت مؤخرا وأصابت العديد من المؤسسات الدولية.
وفى حين لا يزال العامل الذى يسبب الإصابة بهذه البرمجية الخبيثة غير واضح إلى الآن، فإنه من المحتمل أنها تحاول الانتشار إلى الأنظمة الأخرى عبر بروتوكول SMB اعتمادا على الثغرة الموجودة فى أنظمة مايكروسوفت ويندوز، إذ تم اكتشاف هذه الثغرة فى أبريل الماضى، من قبل قراصنة أطلق عليهم اسم «شادو بروكرز»، واكتشفت شركة مايكروسوفت هذه الثغرة وقامت بإصلاحها فى مارس الماضى، إلا أن بعض المؤسسات لم تقم بتثبيت هذه التحديثات، ما جعلها عرضة للهجمات التى تستغل هذه الثغرة، وبمجرد أن تصيب هذه البرمجية إحدى الأنظمة فإنها تقوم بتشفير ملفات النظام الخاصة بالمستخدم وتطالبه بدفع فدية قيمتها 300 دولار لإعادة فتحها والوصول إليها.
وعقدت إدارات البنوك العاملة فى مصر اجتماعات طارئة، لبحث تأمين الشبكات لديها وحمايتها من أى هجمات محتملة، والتأكد من تنزيل كل التحديثات التى أصدرتها «مايكروسوفت» لسد الثغرات التى يدخل منها الفيروس على أنظمة ويندوز.
وفى تقرير أولى لجهاز تنظيم الاتصالات حول الهجمة الأخيرة لفيروس «بيتيا»، قال إن الهجمة اعتمدت بشكل كبير على اختراق برمجيات أوكرانية، ما جعلها الدولة الأكثر تعرضا للضرر، لافتا إلى أنه يقوم بالتوغل فى الشبكات وتجميع كلمات المرور من الأجهزة المصابة، ولا يعتمد على الثغرات فقط، ويتميز بخاصية الانتشار التلقائى عن طريق محاولة إصابة جميع الأجهزة المتصلة بالجهاز المصاب.
وقال تاج الخياط، مدير «F5 نتووركس» المتخصصة فى أمن المعلومات فى منطقة الخليج وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، إن هذه الهجمات تتزايد بصورة مستمرة لتضرب الخدمات التى تؤثر على حياة الناس اليومية، مثل الرعاية الصحية والبريد والنقل والمواصلات، وإنه فى حين تطلب الجهة التى تقف خلف الهجمات الجديدة مبلغ 300 دولار لفك تشفير الملفات المصابة، إلا أن هذا المبلغ سيزداد بسرعة كبيرة، والجانب الأبرز فى ذلك هو مدى تأثير هذه الهجمات على البنية التحية للبلدان، وعندما تتراجع «السحابة» التى أحدثتها هذه الهجمات ينبغى تحديد مصدرها ومعالجتها.
وتوقع أن يزداد معدل الهجمات الرقمية مع التوجه نحو العالم الرقمى الجديد المرتبط بتقنية إنترنت الأشياء والأجهزة المتصلة بالإنترنت، والذى يتم التركيز فيه على التطبيقات، وذلك بسبب الفرص الجديدة التى يوفرها العالم الجديد للمهاجمين للتسلل إلى البيانات واختراقها، ما يتطلب تركيزا أكبر من المؤسسات على أمن التطبيقات والبيانات، فضلا عن تثقيف المستخدمين حول مسائل الأمن الإلكترونى.
ونصح «الخياط» المستخدمين باستخدام الحلول الأمنية التى تعتمد على مبدأ الوقاية من الهجمات والاختراقات وإيقافها بشكل آلى، وتثبيت آخر التحديثات الصادرة عن شركة مايكروسوفت لنظام التشغيل، وتحديث أنظمة التشغيل القديمة التى توقفت «مايكروسوفت» عن توفير الدعم لها.