هيونج مين.. الكوري الجنوبي الطامح لأسطورة ميسي ورونالدو (تقرير بالإنفوجراف)

رغم فشل الكوري الجنوبي سون هيونج مين، نجم هجوم نادي توتنهام الإنجليزي، في قيادة فريقه للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي، إلا أن مستواه ربما ينجح في مساعدته على نسيان ذلك.
وكان توتنهام قد احتل وصافة الدوري الإنجليزي، عقب انتهاء الموسم الحالي، برصيد 86 نقطة، بفارق 7 نقاط عن نادي تشيلسي، البطل، ليفشل في الفوز بالبطولة للموسم الثاني على التوالي.
ولكن يبدو أن حال توتنهام كان معاكسًا لحال لاعبه «مين»، أبرز لاعب في كوريا الجنوبية خلال الفترة الحالية، خاصة مع نجاحه في إنهاء الموسم بتسجيل 21 هدف في 47 مباراة بجميع المسابقات، ليحطم رقم تشا بوم كون، كأكثر لاعب كوري جنوبي تسجيلًا للأهداف في موسم واحد بأوروبا.
وكان «كون»، نجم المنتخب الكوري الجنوبي في ثمانينيات القرن الماضي، يمتلك الرقم القياسي لأكثر من 31 عامًا، بعدما نجح في تسجيل 19 هدف في موسم «1985-1986» مع فريق باير ليفركوزن الألماني، والذي يصادف أنه الفريق السابق ل«مين».
وبدأ «مين»، 24 عامًا، قد بدأ مسيرته الأوروبية، حينما انتقل من صفوف عملاق العاصمة الكورية سيئول إلى ناشئي نادي هامبورج الألماني، في صيف 2008.
وواصل «مين» تدرجه في صفوف ناشئي هامبورج على مدار عامين، تخللتهما إعارة إلى نادي سيئول في صيف 2009، قبل أن يتم تصعيده لصفوف الفريق الأول بالنادي الألماني العريق في صيف 2010.
بداية التألق:
على مدار 3 مواسم مع هامبورج، شارك «مين» في 78 مباراة بجميع المسابقات، تألق خلالهم بشكل كبير، مسجلًا 20 هدف وصانعًا ل3 أخريين لزملاءه، لينتقل لصفوف العملاق الألماني الأخر باير ليفركوزن، في صيف 2013، في صفقة بلغت قيمتها حوالي 9 مليون يورو.
وقد نجح «مين» في تثبيت أقدامه سريعًا مع النادي الألماني، وذلك بفضل مهاراته وسرعاته الكبيرة، وقدرته العالية على تسجيل الاهداف وصناعتها لزملاءه، حيث شارك خلال موسمين في 87 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 29 هدف وصنع 11 أخريين لزملاءه.
وكان «مين» من أبرز العناصر المؤثرة في ليفركوزن، خاصة مع تسجيله للكثير من الأهداف الحاسمة للفريق الألماني، يأتي أبرزها تسجيله للهدف الثاني للفريق أمام نادي شاختار دونتسك الأوكراني، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، موسم «2014-2015»، وصناعته للهدف الأول، في المباراة التي انتهت بفوز باير ليفركوزن «3-1».
وواصل «مين» تألقه في دوري أبطال أوروبا، بتسجيله ثنائية فريقه أمام نادي زينيت سان بيطرسبرج الروسي، ضمن منافسات الجولة الرابعة، ليساهم بشكل بارز في تأهل فريقه لدور ال16 بالبطولة.
وقد سجل «مين» في هذا الموسم إجمالًا 17 هدف في 42 مباراة بجميع المسابقات، كما صنع 4 أخريين لزملاءه، ليجذب أنظار الأرجنتيني ماوريسيو بوتيتشينو، المدير الفني لتوتنهام، والذي نجح في التعاقد معه، في صيف 2015، مقابل 25 مليون يورو، ليصبح وقتها الكوري الجنوبي والأسيوي الأغلى في تاريخ كرة القدم.
توتنهام والدوري الإنجليزي الممتاز:
سعى «مين»، في موسمه الأول مع توتنهام، لتبرير الضجة التي صاحبت انتقاله للدوري الإنجليزي، من خلال تقديم مستوى جيد مع «السبيرز».
إلا أن موسم «مين» الأول مع «بوتيتشينو» لم يكن على مستوى التوقعات، حيث فشل في الحصول على مكان أساسي في تشكيلة المدرب الأرجنتيني، ليكتفي بالمشاركة في 42 مباراة، بإجمالي 2000 دقيقة، سجل خلالهم 8 أهداف فقط، وصنع 5 أخريين لزملاءه.
ولكن يبدو أن «مين» كان مع موعد مع المجد خلال الموسم الحالي، بتقديمه لموسمه التهديفي الأعلى في مسيرته الرياضية.
ورغم بدايته الجيدة في الدوري الإنجليزي، بتسجيله ل4 أهداف في أول 3 مباريات له بالبطولة خلال الموسم الحالي، بالإضافة لتسجيل هدف فريقه الوحيد في مباراة تشيسكا موسكو الروسي، في المباراة التي انتهت بفوز توتنهام «1-0»، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، إلا أن معدل «مين» التهديفي انخفض إلى حد كبير، فلم يسجل سوى هدفين فقط في المباريات ال16 المتبقية التي شارك فيها خلال عام 2016، سواء بالدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا.
ولكن مع قدوم 2017، تفجرت القدرات التهديفية للاعب، ليسجل في 2017، ليسجل 14 هدفًا أخريين، جعلته يسطر اسمه من ذهب في تاريخ الكوريين الجنوبين بالكرة الأوروبية، ويتخطى رقم «كون»، الذي فشل الكثير من الكوريين في الوصل له على مدار 3 عقود.
كما حصل «مين» على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، عن شهري نوفمبر 2016 وإبريل 2017.
وبدا «مين» متواضعًا إزاء كسره لرقم «كون»، حيث أشار إلى أن أمامه الكثير ليحققه، حتى يصل لإنجاز أسطورة المنتخب الكوري الجنوبي السابق.
وقال «مين»، في تصريحات لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية: «لا يمكن مقارنتي بلاعب صارع للتألق في ظروف أصعب كثيرًا من التي أواجهها الأن».
وعن مقارنته بالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، نجمي فريقي برشلونة وريال مدريد على الترتيب، قال «مين»: «سيكون من الصعب أن أمنح نفسي درجة 100 من 100، إلا إذا ظهرت بشكل مشابه لليونيل ميسي، أو كريستيانو رونالدو».
وأضاف: «أدرك أني حققت الكثير هذا الموسم، لكني تعرضت أيضًا لأوقات صعبة، وهذه اللحظات ساعدتني على التطور كلاعب، أمنح نفسي 70 درجة (من 100)».
ويبدو أن «مين» بالفعل يسعى لزيادة دوره المؤثر خلال الفترة المقبلة في تشكيلة «السبيرز»، الساعي للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، للمرة الأولى منذ موسم «1960-1961».
ويستعرض «المصري اليوم»، خلال الإنفوجراف التالي، أرقام «مين» خلال الموسم الحالي: