وزير النقل أمام «النواب»: «تذكرة المترو ستزيد ولكن لا أعلم قدرها»

قال هشام عرفات، وزير النقل، إن المترو يحقق خسائرا منذ عام 2011، نتيجة زيادة المصروفات وقلة الإيرادات، مؤكدا أن أجور العاملين بالهيئة ضعيفة ضاربا المثل بسائق المترو الذي يتقاضى 11 ألف جنيه قائلاً: «وهذا قليل عليه».
وفشل أعضاء لجنة النقل بمجلس النواب في إقناع وزير النقل، بإرجاء قرار زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق، وكشف «عرفات» قبل انتهاء الاجتماع بدقائق أن هناك نية لدى الحكومة لزيادة سعر التذكرة، ولكن لا يعلم قدرها.
وقال: «القرار مش قرار العبدلله واللي دفعني لذلك إن في حاجات هاتقع، أنا لم يمر على وجودي في المنصب سوى 3 أسابيع، وأنا لا أحابي احدا، وانا مسير وليس مخير، وانا ليس لدي فكر أكاديمي وإنما طالع من مشروعات كثيرة وسبق وعملت مع عمال الدريسة».
وشهد اجتماع اللجنة الأربعاء، والذي استمر لمدة 3 ساعات مراوغة من وزير النقل في محاولة للهروب من الإجابة على سؤال النواب، الذي تكرر على مدار اجتماع اللجنة، هل سيكون هناك زيادة في سعر التذكرة أم لا، وهو ما أدى إلى نشوب مشادة كلامية بين الأعضاء ووزير النقل.
وقال النواب للوزير: «إحنا مش جايين النهارده عشان نسمع مشاكل المترو، إحنا جايين وعايزين رد حاسم على زيادة سعر التذكرة، أما المشاكل ممكن نعرفها بعدين من خلال الأوراق التي قد يرسلها إلينا رئيس هيئة المترو».
وأضافوا: «اللي فهمناه من الوزير إن مافيش زيادة في الأسعار» فعلق الوزير قائلا: «أنا مقلتش إن مافيش زيادة».
وتدخل سعيد طعيمة رئيس اللجنة قائلا: «تشغيل المترو ومصاريفه وسبب خسائره ليس لدينا معلومات بشأنها، فلازم نستمع لكي نشارك في حل المشاكل وقد نطرح حلول لها».
من جانبه، قال المستشار عمر مروان، وزير مجلس النواب: «الوزير جاي النهارده للرد على طلب أحاطه مقدم من النائب محمد فؤاد عن المترو ومشاكله لأنه سيكون مشغولا الأسبوع المقبل، ولن يتمكن من الحضور لمناقشة الطلب».
فاعترض أعضاء اللجنة مؤكدين أن الاجتماع تم تحديده بشكل طارئ لمناقشة الزيادات المرتقبة في سعر تذكرة المترو قائلين: «إحنا سمعنا إنها هاتبقى 20 جنيه» فنفى الوزير زيادة التذكرة لهذا السعر.
وأضاف «عرفات»: «أي وزير يأتي للحكومة يهتم أن يرضي الشعب، ولا يشك أحد في ذلك، ولكن في قنبلة هاتنفجر، وهي إن المترو هيقف وخاصة الخط الأول حلوان المرج اللي لو وقع البلد هاتتشل، ونجيب منين والبلد موازنتها ضعيفة»، فعقب النواب قائلين: «صلح من جوا».
و تابع: «اطلعت منذ حلفت اليمين على الدراسة المالية للمترو منذ 2011 ووجدت أن المصروفات تزيد بشكل كبير عن الإيرادات، كما زادت المطالب الفئوية نتج عنها 400٪ وهذا حقهم، أنا طالب من وزير المالية رقم عشان أدي الناس حقوقها».
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تدرس إسناد أحد خطوط المترو لشركة قطاع خاص ولكن مع مراعاة البعد الاجتماعي، لأنه من الممكن أن يتم رفع التذكرة في هذه الحالة ل 8 جنيه لذلك ندرس الأمر بتأني.
وخاطب النواب قائلا لهم: «هاقولكم حاجه لطيفة، المترو أنشئ بقروض طيب هانسددها إزاي».
وأكد «عرفات» أن كبار السن والمعاقين والطلاب لن يتأثروا في حالة زيادة سعر التذكرة، وقال: «لكن مش عارف هايكون قد إيه، أنا فعلا معرفش».
من جانبه، أكد على فضالى، رئيس هيئة مترو الأنفاق، أن تحديد أسعار تذاكر المترو بما فيها الاشتراكات، لا تحددها وزارة النقل أو الهيئة، مضيفا «التحديد بيجيلنا من فوق ونحن ننفذ»، وتحفظ بعض أعضاء اللجنة على تصريح رئيس الهيئة، لأنه لم يوضح بالجهات «اللى فوق».
وأشار فضالى إلى أن «شركة المترو تخسر حيث لم يحدث تعديل للأسعار منذ عام 2006 أي قرابة عشر سنوات وهو عدد سنوات غير منطقى، مافيش حد في مصر مرتبه ثابت من 10 سنين».
كما أرجع الخسارة إلى أسعار الكهرباء والمياه التي تضاعفت خلال السنوات الماضية في حين أن التذكرة لم يتغير سعرها والشركة ملتزمة بدفع الضرائب والمياه والكهرباء بزيادتها.
ولفت إلى أن رفع سعر تذكرة المترو ليس فقط لعدم انهيار مترو الأنفاق بل أيضا لتحقيق التوازن بين وسائل المواصلات على اختلافها داخل البلاد، وتابع: «عندى كثافة استخدام وتكنولوحيا الخط الأول مش نافعة، والقطارات بها زحام رهيب وتصل في الخط الأول لكثافة مرتفعة.. وإذا خرجنا حنلاقى بعض الأتوبيسات فاضية».
وأشار إلى أن «الخط الثالث به مشكلة لأنه خط بدون ركاب، وفاضى معظم اليوم وسيؤتي ثماره بعد فتح محطات الألف مسكن وعين شمس»، وكشف الوزير أنها ستكون في 2020»، وهو ما دفع النواب إلى الاعتراض على كلام رئيس الهيئة، وقالوا: «إنتوا جايين تدونا محاضرة»، وهو ما أثار غضب وزير النقل وقال: «الكلمة دي زعلتني قوي، لأن أنا شفاف ومفيش حاجة أخبيها ومش هتخابث عليكم، ومشكلتي إني واضح وصريح».
وأضاف: «لدينا مشكلة لو لم نحلها ستتحول لمصيبة في الخطين الأول والثاني بالمترو اللهم بلغت اللهم فأشهد، أنا بقولكم هذا بأمانة كمهندس وليس كوزير، ولو لم أقل ذلك أكون غير أمين».
وأكد وزير النقل أن هناك مواطنين من عزبة النخل، طالبوا بزيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق، وأضاف: «وحياة أولادي في مواطنين قابلتهم في المترو في محطة عزبة النخل قالولى سايب المترو كده ليه متزوده».
وقال النائب عماد محروس، عضو اللجنة للوزير: «بلاش تقف مع الحكومة ضد المواطنين، لابد من إقالة المسؤولين ممن تسببوا في زيادة حجم خسائر مترو الأنفاق إذا كنت تريد حل مشاكله، ووضع استراتيجية لتطويره».