جهاد الخازن: دعوت مصر لإلغاء اتفاقية السلام من منطق ريادتها للعرب

نشر الكاتب والمفكر اللبنانى جهاد الخازن، الفلسطينى الأصل، مقالاً، بجريدة الحياة اللندنية، الجمعة، طالب فيه مصر والأردن بإلغاء اتفاقيتى السلام مع إسرائيل، بسبب تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التي أكد فيها أنه يترك خيار حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، خلال مؤتمر صحفى جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وهو ما اعتبره «الخازن» تخليا عن الدور الأمريكى في عملية السلام، كما أنه يتناقض مع القرار الأمريكى السابق بتبنى حل الدولتين.
وكتب «الخازن»، في مقاله الذي حمل عنوان «ترامب يهدد حل الدولتين»، إن «الرئيس الأمريكى عارض تعيين المناضل الفلسطينى سلام فياض، لوظيفة عليا في الأمم المتحدة، واستقبل مجرم الحرب نتنياهو، وأنا أتخلى مع التاجر ترامب عن حل الدولتين، فالأرض المحتلة كلها فلسطين، ويجب قيام دولة فلسطين المستقلة فيها كلها، مع اليهود طلاب السلام، وطرد الإرهابيين من شركاء نتنياهو من بلادنا».
وتابع: أقترح أن يقود الرئيس عبدالفتاح السيسى الأمة في مواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لنرى مَنْ سيكسب الرهان، وأتمنى لو يلقى خطاباً حماسياً يجمع الأمة حوله، ولا أطلب منه حرباً أو حتى التهديد بها، وإنما وقفة عزّ تذكر إدارة التاجر ترامب بمَنْ هو الطرف الأقوى في الشرق الأوسط».
وأضاف «الخازن»، في تصريحات ل«المصرى اليوم»، عبر الهاتف من لندن، أنه طالب مصر والأردن بالتراجع عن اتفاقية السلام، لأن الرئيس ترامب «أحمق» يعرف بالبيزنس، لكنه لا يعرف بالسياسة، وعندما يخرج منه تصريح أثناء مؤتمره الصحفى مع رئيس الوزراء الاسرائيلى «نتنياهو» يقول فيه إنه يترك خيار حل الدولتين للفلسطينيين والإسرائيليين، فذلك يعنى تخليه عن القيام بدور رسمى في مفاوضات السلام، رغم أن خيار حل الدولتين تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى قد تلجأ إسرائيل إلى التسويف في مفاوضاتها بسبب عدم وجود أي ضغوط عليها من الجانب الأمريكى.
وتابع: «بالنسبة لمطالبتى لمصر تحديدا بالتخلى عن اتفاقية السلام، فذلك من منطلق قيادتها وريادتها للعالم العربى أجمع، وأراهن أن الرئيس السيسى لو ألقى خطاباً الآن يخص أي قضية عربية سيلتف حوله 500 مليون مواطن عربى، لذلك أطالبه بموقف حماسى يلتف حوله الجميع من جديد، وأتذكر عندما كنت في الثانوية العامة كيف كنا نلتف حول المذياع لسماع خطب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي كانت تدب الحماس في قلوبنا».
وأضاف: «من الجيد أن تكون هناك علاقة مباشرة مع الولايات المتحدة لكن ترامب لا أثق فيه، ولا في نيته أو قدرته في الحفاظ على كلمته، فهو يكذب كما يتنفس، ولذلك لا يمكن الاعتماد عليه، وما يقوله اليوم قد يتراجع عنه غداً، لذا لا يعد حليفا، سواء لمصر أو لغيرها».
وفيما يخص إمكانية أن يتسبب التراجع عن اتفاقية السلام في أضرار اقتصادية لمصر، قال «الخازن» إن كل فائدة اتفاقيات السلام هي الحصول على المعونة الأمريكية، وما تحصل عليه مصر والأردن نصف ما تحصل عليه إسرائيل سنويا من الولايات المتحدة، وأى دولة خليجية تستطيع تعويض مصر عن هذه المعونة، التي يبين حجمها انحيازاً أمريكياً واضحاً لصالح إسرائيل.