هشام حطب: إعداد البعثة المصرية لا يساوى ثمن حصان واحد فى قطر

بعد انتهاء المنافسات المصرية فى دورة الألعاب الأوليمبية بمدينة ريو دى جانيرو، والتى تختتم فعالياتها الليلة، جاء وقت الحساب.. وقت المراجعة والتقييم، وليس أفضل من مواجهة رئيس اللجنة الأوليمبية، رئيس البعثة، هشام حطب.
«حطب» فتح قلبه، وأجاب عن كل الأسئلة الحائرة والانتقادات التى وجهها الرأى العام للبعثة، وفجّر الكثير من النقاط الخلافية، كما اعترف بوجود أخطاء، وحدد مسؤولية المقصرين، ووضع روشتة العلاج، وذلك فى الحوار التالى:
■ بداية، ما هو تقييمك لأداء البعثة المصرية والنتائج التى حققتها؟
- اللى عايز أقوله إن نتائج البعثة هى الأفضل منذ زمن، المعيار هنا ليس بالميداليات فقط، فقد حققنا نتائج جيدة جداً، وأرقاما ممتازة فى بعض اللعبات، وكنا قريبين من ميداليات جديدة فى المصارعة ورفع الأثقال، لكن ربنا لم يرد، إنما إحنا كنا موجودين ضمن الخمسة الأوائل ل12 لاعبا بفوارق قليلة، وفى التايكوندو «خبطة» صغيرة أبعدتنا عن المنافسة على الميدالية الذهبية، لأن هداية ملاك كانت قريبة جداً، لولا خسارتها فى قبل النهائى بالنقطة الذهبية.. وحتى كرة اليد كان ممكن نعمل حاجة، لولا مباراة سلوفينيا، لو فزنا بها لتأهلنا لدور الثمانية.
■ لكن الناس زعلانة بسبب تفوق بعض الدول الأفريقية علينا فى عدد الميداليات.
- ماشى، لكن أى حد ينتقد لازم يعرف دور كل واحد فى المنظومة إيه، وما هو دور اللجنة الأوليمبية، ودور الوزارة، ودور الاتحادات، حتى نحدد المسؤول، ويمكننا تلافى الأخطاء فيما بعد.
■ ما تحليلك لنتائج البعثة فى هذه البطولة.
- إذا قارنت نتائج البعثة فى ريو بالدورة السابقة والأسبق، ستجد أنها الأفضل، وارجع من سنة 2000 ستجد أن النتائج أفضل أضعاف أى دورة أوليمبية أخرى.
■ حتى من نتائج دورة أثينا.
- العبرة ليست بالميداليات، فى أثينا حصلنا على خمس ميداليات، وبكين ميدالية، ولندن اثنتين، لكن كام لاعب حصل على المركز الرابع، كام لاعب حصل على الخامس والسادس، كل دول لاعبين كانوا قريبين جداً، هناك لاعبون فى البعثة حسنوا ترتيبهم وأرقامهم، وأنا عايز أسأل سؤال تانى، إحنا دلوقتى نوجه اللوم للاعبين الذين تأهلوا ولم يحققوا نتائج، ونسينا أن هناك من لم يتأهل، فتركنا غير المتأهلين، وانتقدنا البطل الذى اجتهد وتأهل للأوليمبياد، وهذا معناه أن هناك تقديرا عشوائيا من البعض، وعدم قدرة على التحليل العلمى والموضوعى، ولازم نعرف أولا دور اللجنة الأوليمبية.
■ إذن لماذا الناس فى مصر يحملونك المسؤولية؟
- ربما لأننى أعمل باستمرار، وأرد على الانتقادات، والحقيقة أننى واللجنة الأوليمبية نتعرض لحملة منظمة قبل السفر للبرازيل. وسواء أحرزنا ميداليات كثيرة أم لا كانوا سينتقدوننا لأنهم غير موضوعيين.
■ ممن؟
- شوية ناس فاشلين، واللى أُسقطت عضويته، واللى سقط فى الانتخابات، وعبده مشتاق، واللى كان عايز يسافر على حساب اللجنة، واللى عايز يجيى المرة اللى جاية، والمقياس عندهم ليس له معايير فنية لكن تصفية حسابات، أنا قلت قبل السفر اللى عايز ينتقد يقول قبل السفر ويقول الإعداد لم يكن سليما، كنت سأحضر رئيس الاتحاد باعتباره صاحب الأمور الفنية، وكنا نجلس ونستمع لأى شىء مفيد ونتناقش بموضوعية، والغريب مثلا بعد الحصول على ميداليتى رفع الأثقال قالوا إن السبب الاتحاد، لكن باقى الألعاب قالوا هشام حطب واللجنة الأوليمبية مسؤولون.
■ ضمن الانتقادات سوء نتائج لعبة الفروسية.. فما تعليقك؟
- من يتحدث عن الفروسية؟، كل اللى بيتكلم عن الفروسية لم يمارسها، وكريم الزغبى وصل للدور الثالث، وكان قريبا من الدور النهائى بحصان عادى جدا، وإعداد ضئيل جدا مقارنة بباقى الفرسان الآخرين، يكفى أن أقول لك إن ثمن حصان واحد ضمن بعثة منتخب قطر اللى بيساوى 15 مليون يورو يساوى ثمن إعداد بعثة مصر فى كل الألعاب ال 122 لاعبا.
■ ردك على أن تكلفة إعداد البعثة بلغت 12 مليون دولار وهذا يعتبر إهدارا للمال العام؟
- اللى بيقول كده ضعيف فى الجمع، طبقا للمعايير العالمية، هذا المبلغ يجهز ثلاثة رياضيين للمشاركة الأوليمبية، ما يعنى أنه تم إعداد 119 لاعبا ببلاش، واللى بيقول مثل هذا الكلام مش فاهم، يا جماعة إعداد البطل الاوليمبى مكلف جداً، المسألة ليست أوليمبياد فقط، هناك بطولات عالم، وبطولات إقليمية، كلها تكمل بعضها، وإذا اعتبرنا أننا حصلنا على ثلاث ميداليات كلفونا ال12 مليون دولار وفقا للمعدل العالمى، سنجد أن باقى اللاعبين استفادوا من الإعداد بدون أى تكلفة، لكن الأمور لا تقاس بهذا الشكل على الإطلاق، اللاعب الأوليمبى يحتاج مليون دولار فى السنة لإعداده، وأنا قلت لك إن تكلفة إعداد اللاعب الاوليمبى المصرى أرخص من أى حصان فى قطر أو السعودية، التى لم يتأهل منها أى فارس هذه الدورة رغم إمكانياتها الكبيرة.
■ لماذا أشعر من كلامك بنبرة ضيق؟
- أنا فى عمل تطوعى، وكلنا عانينا الأمرين داخل القرية الأوليمبية بسبب قلة الإمكانيات، وهذا واجبنا لا آمن على أحد به، لكنى أريد فقط النقاش الموضوعى البناء حتى نصل إلى نتيجة مفيدة، لكن المتربصين فقط هم الذين يتحدثون وأنا سأكشف الكثير من الحقائق فى الوقت المناسب بعد العودة إلى مصر، وفى النهاية القافلة.