«الرياح وآلام المعدة» يؤجلان إقلاع الطائرة الشمسية من مطار القاهرة

تأجل موعد إقلاع الطائرة الشمسية «سولار إمبلس 2» من مطار القاهرة إلى وجهتها النهائية بسبب عوامل الطقس وآلام معدة أصابت الطيار «برتراند بيكار».
وقال فريق الدعم الأرضي للطائرة إن موعد عودة «سولار إمبلس» - والذى كان مقررًا فجر اليوم- إلى مطار أبوظبي تأجل، دون الإفصاح عن موعد جديد، بسبب قراءات الرياح العالية التى لن تمكن الطائرة من الإقلاع بسلام.
وتدهورت الحالة الصحية للطيار «برتراند بيكار» الأمر الذى دفعه للكتابة حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي «أنا مريض.. معدتى مضطربة، ولن أستطيع التحليق بالطائرة لمدة 48 ساعة وأنا على هذا الحال.. أسف».
وسيستكمل الطاقم الأرضي مراجعة الإعدادات التقنية وإجراءات السلامة للطائرة، وفور تحسن حالة الطقس وصحة «برتراند» ستسكمل الطائرة رحلتها إلى وجهتها النهائية بالمدينة الإماراتية أبوظبي.
وقال الفريق الداعم للطائرة الشمسية –في بيان صحفي تلقت المصري اليوم نسخة منه- إن شروط الإقلاع من مطار القاهرة «صعبة» بسبب اتجاه الرياح والغيوم المنخفضة، وأشار الفريق إلى أن الطيارين، برتراند وأندرية، سيعملون جنبا إلى جنب مع مركو مراقبة المهمة وأبراج مراقبة الحركة الجوية بمطار القاهرة لتقييم الوضع وتحديد موعد للإقلاع.
وتمثل الحرارة في الشرق الأوسط عقبة كبيرة في طريق الطاشرة الشمسية، فارتفاع درجات الحرارة يخلق مجموعة من الاضطرابات في الهواء والضغط الجوى وهو ما يجعل صمود الطائرة الشمسية محل شك خصوصًا مع وزنها الخفيف، بالإضافة إلى عدم وجود نظام تبريد فعال للدوائر الإليكترونية الموجودة في أجهزة الطائرة، إذ تعتمد تلك الدوائر على تخفيض الحرارة عبر اصطدامها بالهواء، لذا؛ لا تستطيع الطائرة تحمل درجات الحرارة المرتفعة بشكل مُطرد ما يجعل الطيران بها في تلك الأجواء أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
ونجحت الطائرة الشمسية «سولار إمبلس 2» في الوصول إلى مصر من عدة أيام قادمة من أسبانيا، كمحطة قبل أخيرة. وكان من المقرر أن تقلع قبل ساعات متجهة إلى مدينة أبوظبي.
ويقود الطائرة الشمسية الطيار السويسري أندرية بورشبيرج، في رحلة حول العالم اعتماداً على الطاقة الشمسية فقط، دون قطرة واحدة من الوقود الإحفوري.
وبدأ البرنامج قبل عدة سنوات بهدف بناء طائرة قادرة على الطيران ليلاً ونهارً دون استخدام وقود أحفوري، فقط؛ عن طريق الطاقة الشمسية، بميزانية لم تتجاوز ال150 مليون فرانك سويسري على مدار 12 عامً –نحو مليار و200 مليون جنيه مصري- تشمل رواتب الفريق المكون من 80 شخص طوال المدة، إلا أنها لا تشمل تكلفة الطيران والدعم الفني للطائرة.
و يبلغ وزن الطائرة 2300 كيلوجرام، وتدار محركات الطائرة الأربعة بطاقة مستمدة من أكثر من 17 ألف خلية شمسية مثبتة على أجنحتها العملاقة.
وقال برتراند بيكار، قائد الطائرة، في حوار سابق للمصري اليوم، إنه وزميله «أندرية» دشنا حركة «مستقبل نظيف»، وذلك بالتزامن مع بدء رحلتهما من مطار «البطين» بمدينة أبوظبي الإماراتية «هدفنا واضح وضوح الشمس التي نستخدم طاقتها، نريد تعميم رؤية جديدة حول العالم، والدفع بالطاقة الشمسية كبطل رئيسي في مجال الطاقات من أجل إيصال الرسالة التي اتفقنا عليها منذ إطلاق المشروع في 2003، تلك الرسالة التي تؤيد استخدام التكنولوجيات النظيفة من أجل خلق فرص عمل وتحقيق نمو مستدام، مع حماية البيئة في الآن ذاته.»