التاكسى: 10 محاولات تنتهى بسيارة بلا عداد.. و30 جنيهاً أجرة

رحلة «المصرى اليوم» مع التاكسى الأبيض التقليدى كانت مختلفة تماما، ورغم أنها نفس المسافة إلا أن الرحلة لم تكن ممتعة وسهلة مثلما حدث فى تجربة «أوبر».
من أمام مقر الجريدة، وفى نفس وقت طلب سيارة من إحدى شركات التوصيل عبر الهاتف، وبعد 10 محاولات تقريباً من محاولات إقناع سائقى التاكسى الأبيض القبول بتوصيلنا إلى وجهتنا لأرض المعارض بمدينة نصر، وافق سائق على توصيلنا.
سائق التاكسى يدعى «حسين عرفة»، 33 سنة، انطلق إلى وجهتنا مبرراً سبب رفض زملائه توصيلنا بالزحام المتوقع فى شارع صلاح سالم فى مثل هذا التوقيت، ولما طلبنا منه تشغيل العداد رفض بدعوى أنه «مفوّت وغير مضبوط» نتيجة لتعديله من قبل صاحب السيارة، بالمخالفة للتعريفة الرسمية، ولأنه لا يقبل الحرام على نفسه، لذلك يفضل الاتفاق مع الزبون على الأجرة.
سألناه عن رأيه فى الأزمة القائمة بين سائقى التاكسى الأبيض وشركات التوصيل الجديدة، فقال إنه ليس مهتماً بالأمر لأن «كل واحد بياخد رزقه»، مضيفا أنه لا يرى تهديداً من شركات تقديم الخدمة الجديدة لعمله: «إحنا بنشتغل على الزباين اللى فى الشارع وهما بياخدوا الطلب بالتليفون». وأضاف: «عندنا مشكلة أكبر مع أصحاب العربيات، صاحب العربية بيزود العداد ويخلى المشوار اللى أجرته 20 جنيه يعمل 35 جنيه، وفى زبائن بترفض تدفع وتعمل مشكلة، ولو الحكومة مسكتنى مزود العداد ممكن تسحب الرخصة، وعلشان أرجعها أدفع غرامة 1500 جنيه». وأوضح «حسين»، صاحب المؤهل الجامعى، أن هناك ورشاً معروفة تقوم بتعديل العدادات لرفع قيمة الأجرة، وأن صاحب السيارة يعيد ضبط العداد قبل موعد الفحص السنوى إلى الضبط الطبيعى، ثم يعيد تعديله بعدها مرة أخرى، لافتا إلى أنه عمل كسائق تاكسى بعد أن فشل فى الحصول على فرصة عمل مناسبة.
وأضاف: «اتخرجت من 11 سنة، وأكبر مرتب بمؤهلى مكانش يزيد عن 1200 جنيه، النهاردة عندى 33 سنة ومش عارف أتجوز وأفتح بيت، رغم إن دخلى معقول، يعنى أيام بيكون فيها مكسب كويس وأيام لأ، ودى بتشيل دى، وحاولت أشترى عربية بالتقسيط علشان أرحم نفسى من الشغل عند الناس، لقيت أقل تاكسى ب80 ألف، والعربيات الأحدث بتعدى ال100 ألف»، مبررا ارتفاع أسعار سيارات التاكسى بارتفاع سعر «لوحة الأرقام» المخصصة لسيارات الأجرة، لأنها تصل إلى 40 ألف جنيه.
وطالب عرفة الدولة بحل أزمة المرور، وإصلاح الطرق التى تؤدى إلى تضرر السيارات، خاصة التاكسى الذى يعمل فى الشارع على مدار اليوم، قائلا: «الحكومة بتعرف تمشى المرور لو عايزه، وشوفوا وقت ما كان الرئيس السيسى فى قصر عابدين مع الرئيس الصينى الطريق كان عامل إزاى، الشارع مكانش فيه عربية واحدة. ليه ميخلوهاش كدا على طول، ياريت يتكلموا مع السواقين ويسمعوا منهم، ممكن يساعدوا فى تقديم حلول للزحمة ومشاكل تانية».
وصلنا إلى وجهتنا بعد 30 دقيقة تقريباً، وطلب عرفة 30 جنيها أجرة، مؤكداً أن الأجرة وفقاً للعداد فى الأوقات العادية تقدر بنحو 25 جنيهاً، وبرر الأمر بأننا فى وقت الذروة والشوارع أكثر زحاماً من المعتاد.