في 14 يوليو 1874 ولد الخديو عباس حلمي الثاني وهو أكبر أولاد الخديو توفيق، وكان عباس حلمي الثاني قد جاء خديويا على مصر في 8 يناير 1892، بعد وفاة والده الخديو توفيق. كان آخر خديو لمصر والسودان، وفى أثناء فترة حكمه حاول التقرب إلى المصريين وقاوم الاحتلال البريطانى، ووقف في خندق الشعب وتعاطف مع الزعيم الشاب مصطفي كامل ودعمه في كفاحه من أجل القضية الوطنية وهناك كوبرى شهير على اسمه في القاهرة، وهو كوبرى عباس، الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة. ويرتبط هذا الكوبري بأشهر الأحداث الوطنية، ومنها مظاهرات 1935 ومظاهرات 1946 وكان «عباس» بعد عام من توليه الحكم قد أقال وزارة مصطفى فهمى باشا، التي كانت تعمد لإرضاء سلطات الاحتلال الانجليزي فوقعت أزمة مع إنجلترا، وزادت شعبيته، وفى عهده بزغ نجم مصطفى كامل ووقعت حادثة دنشواى في 1906 وأعفى اللورد كرومر من خدمته في مصر في 12 أبريل 1907، وتم العفو عن مسجونى محاكمة دنشواى. وفى 21 مايو 1914 استقل عباس يخت المحروسة في رحلة للخارج، وكان هذا آخر عهده بمصر، وفى 25 مايو بينما كان خارجا من الباب العالى قام شاب مصرى يدعى محمود مظهر بإطلاق الرصاص عليه، وتسبب هذا الحادث في تأخير عودته لمصر لاندلاع الحرب العالمية الأولى، وانتهز الإنجليز نشوب الحرب ووجوده في الخارج لتلقى العلاج وخلعوه في 19 سبتمبر 1914 ونصبوا عمه حسين كامل سلطاناً على مصر بدلاً منه، وفرضوا الحماية على مصر. وظل الشعب المصرى لفترة طويلة من 1914 إلى 1931 كلما تعرض لأذي قوات الاحتلال خرج للشوارع يهتف في مظاهرات ضد الاستعمار قائلا: «الله حى عباس جى» لكنه لم يعد وتوفى «زي النهارده» في 19 ديسمبر 1944.