هل يستعيد كلاسيكو البريمييرليج بريقه في موقعة الإمارات؟

الكلاسيكو الأبرز في تاريخ البريمييرليج، أرسنال يستضيف مانشستر يونايتد في ملعب الإمارات في ختام الجولة الثامنة.
طيلة عقد من الزمن تقريبًا، وبداية من موسم 96/97 وحتى نهاية موسم 2004/2005، كان الصراع الشرس والأحداث المثيرة، البطاقات الحمراء، الأهداف المجنونة، الألقاب تحسم، كل هذا تجده في مباريات أرسنال ومانشستر يونايتد.
تلك الفترة شهدت 29 مواجهة بين الفريقين في مختلف البطولات (البريمييرليج – كأس الإتحاد الإنجليزي – كأس المحترفين «ليج كاب»- كأس الدرع الخيرية)، 12 انتصارًا لأرسنال، 10 لمانشستر، و7 تعادلات، مواجهات أغلبها كانت تعني حسم بطولة للمنتصر وخسارة بطولة للمهزوم.
صراع آخر كان ممتعا ورائعا بين مدربين في منتهى الحنكة، السير أليكس فيرجسون والفرنسي أرسين فينجر، صراع نشأ في تلك الفترة واستمر حتى اعتزال الأول في موسم 2012/2013.
تبدلت الأمور كثيرًا مع ظهور فريق تشيلسي، ومن بعده ظهر مانشستر سيتي، واختلفت موازين القوى تمامًا في البريمييرليج، هبط أرسنال من على الميزان لكن مانشستر يونايتد بقى واستمر إلى أن اعتزل السير أليكس فيرجسون، وكأن كانت قوة الشياطين الحمر متركزة في مدربهم الأشهر في تاريخ النادي وتاريخ الكرة الإنجليزية والعالمية كلها، فهبط مانشستر يونايتد هو الآخر من ميزان قوى البريمييرليج، بل وعانى الفريق ووصل لأسوأ مركز في تاريخ النادي مع بطولة البريمييرليج مع نهاية موسم 13/14 (المركز السابع).
خفت بريق الكلاسيكو كثيرًا، 25 مواجهة جمعت بين الفريقين من بعد نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 04/05 (فوز أرسنال بركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي)، وحتى نهاية الموسم الماضي، في مختلف البطولات (البريمييرليج – دوري الأبطال – كأس الاتحاد الإنجليزي – كأس المحترفين «ليج كاب»- كأس الدرع الخيرية) 5 فوز لأرسنال، 14 فوزًا لليونايتد، 6 تعادلات.
5 انتصارات فقط لأرسنال في آخر 10 مواسم على الغريم التقليدي في مختلف البطولات، آخر انتصار كان الموسم الماضي في مبارة كأس الاتحاد الإنجليزي ويومها فاز أرسنال 2-1 على ملعب أولد ترافورد، بينما آخر فوز لأرسنال في بطولة الدوري (البريمييرليج) جاء في شهر مايو لسنة 2011 على ملعب الإمارات، ويومها فاز أرسنال بهدف نظيف، قبل أن يفشل في تحقيق أي انتصار في تلك البطولة لمدة 4 مواسم كاملة تنوعت فيها النتائج بين فوز اليونايتد أو التعادل فقط.
مباراة يوم الأحد تأتي في ظل ظروف مختلفة للفريقين، فأرسنال، صاحب الأرض، سيدخل هذه القمة وهو لا يملك حلولًا عديدة أمامه، فقط الانتصارات الكبيرة هي ما ترفع الضغط عن كاهل اللاعبين والمدرب بالأخص، هزيمتان متتاليتان في دوري الأبطال أضعفت حظوظ الفريق وجعلته على وشك الخروج من البطولة صاحبة السمعة الكبيرة، مع نتائج متباينة في بطولة الدوري لهذا الموسم بعد أن كانت الجماهير عقدت آمالًا كبيرة على الفريق لاستعادة لقب الدوري الغائب منذ موسم 2003/2004، الموسم الخارق الذي لم ينجح أحد من قبل في تحقيق ما حققه أرسنال في هذا الموسم عندما فاز بالبطولة دون أي هزيمة.
مانشستر يونايتد يدخل تلك المباراة وهو متصدر جدول الترتيب، وصل إلى التشكيل المثالي للفريق في ظل ظروف الإصابات والغيابات، وصل لأفضل توليفة هجومية وفي وسط الملعب جعلت شكل الفريق أفضل بكثير عما بدأ الموسم عليه، الجميع ينتظر من فان جال هذا الموسم أن يحقق مانشستر يونايتد ما اعتاد على تحقيقه في ال25 سنة الأخيرة، البطولات، وليست أي بطولات، البطولات الكبرى.
فوز مانشستر على أرسنال، الأحد، هي ضربة قوية للمدرب أرسين فينجر الذي فاضت جماهير أرسنال به ومن طريقته وأسلوبه في كل شيء تقريبًا، موسم انتقالات، إدارة الفريق، إدارة المباريات، قراراته داخل وخارج الملعب، هزيمة أخرى والجماهير لن تحتمل أكثر من ذلك، وربما قد رأينا هذا جليًا في تصرفات الطرفين، الجماهير لم تحيِّ فريقها بعد هزيمة أوليمبياكوس بل هتفت ضد لاعبيها ومدربها بعد المباراة، وأرسين فينجر في الحصة التدريبية التالية للمباراة انفعل على لاعبيه وأظهر غضبه بشكل واضح لهم، ومن هنا نستطيع أن ندرك حجم الضغط الذي يواجهه فينجر ولاعبو أرسنال قبل تلك المباراة.
في الجانب الآخر، مانشستر يونايتد يسعى لاستعادة ما فاته في العامين الماضيين، الهزيمة في مباراة الأحد ستعيد الفريق لنقطة البداية مرة أخرى، وهذا ما لا يريده فان جال أبدًا، أي سقوط له في مباراة الأحد يعني فقدانه للقمة، واقتراب المنافسين منه وأولهم خصمه في المباراة أرسنال، الذي لا يبعد عنه سوى ب3 نقاط.
المدرب الهولندي يسعى لاستغلال المسيرة الجيدة للفريق الذي حقق 5 انتصارات في آخر 6 مباريات، وسجل لاعبوه 15 هدفًا في تلك المباريات التي شهدت تحسنًا واضحًا في التهديف للفريق عما كان عليه في بداية الموسم، وسيعول على الشق الهجومي للفريق مستغلًا الغيابات الدفاعية في أرسنال والتي تتمثل في غياب صخرة الدفاع لوران كوسيلني للإصابة، وسيحاول الفريق استغلال عدم الترابط والتناغم بين المدافع باوليستا ونائب القائد للجانرز، ميرتساكر، وفي نفس الوقت سيعتمد على الصلابة الدفاعية الواضحة هذا الموسم للمدافع كريس سمولينج مع الظهير الأيطالي دارميان ومن خلفهما الحارس الإسباني الرائع دي خيا، لاحتواء قدرات أرسنال الهجومية المتعددة والمتمثلة في سانشيز ووالكوت مع تمريرات حريرية متقنة من أوزيل وكازورلا.
قمة الأحد هي قمة على جدول الترتيب، نعم لن تكون حاسمة لأننا نتحدث عن الجولة ال8، أي مازال متبقيًا 30 جولة على عمر البطولة، لكنها تعيد أمجاد الكلاسيكو القديمة التي اندثرت منذ 10 أعوام تقريبًا، فهل ينجح أرسنال في كسر عقدة اليونايتد التي طالت في البريمييرليج، أم يواصل مانشستر يونايتد عروضه الجيدة ونتائجه المتميزة ويحافظ على قمة الترتيب مع التوقفات الدولية القادمة؟