«المصرى اليوم» جريدة مختلفة. ولذلك لا أجد لها عذراً فى السقطات. أحزن كثيراً عندما أرى «المصرى اليوم» تكتب عن قضية لم تحركها النيابة. قضية فيها مجرد بلاغات من هذا أو من ذاك. هذا ليس خبراً. وليس انفراداً. هذا ليس ترخيصاً بالنشر. يصبح ترخيصاً لو حركت النيابة الموضوع. لو وجدت ما يستوجب التحقيق ثم الإحالة. أى شخص يمكنه أن يشكو أى شخص. لن يكون هذا خبراً. بإمكانى أن أتقدم بشكوى ضد أى وزير. هذا ليس خبراً. حتى لو كنت أشكو شخصاً مشهوراً. هذا هو أسلوب الصحافة الصفراء. الفارق كبير بينها وبين صحافة الخبر. «المصرى اليوم» ليس لها عذر فى التجنى. ليس لها عذر فى إبراز جملة واحدة على حساب المضمون كله. ■ ■ ■ هى من أكثر الصحف توزيعاً. من أكثر الصحف مصداقية. أكثر صحيفة تصدت لتغيير مصر. صحيفة لا تخلط بين الإعلان والتحرير. تتوخى الأمانة. لا تجرى وراء المال. مساهموها على ما أعلم لم يحصّلوا أرباحاً. بل رفعوا رأس مالها مرة بعد أخرى. لم يوظفها أحدهم لخدمة مصلحة لديه. لذلك عليها المراجعة والتطوير. حتى لو أرادت إثارة موضوع دقيق. يجب أن تتوازن معه اللياقة. حتى يفهم أن القصد من إثارته إصلاح. ليس بأى حال تجريحاً. هفوة واحدة تقلب المعنى. تخالف القصد. تدمر الثقة. يتحول لفت النظر الأمين إلى تربص. المسؤول سيفرح إذا عاونته بفكرة. بزاوية جديدة تكمل مشروعه. بإضافة تحقق الهدف العام. ولكن كلمة سخرية واحدة. يشتم منها أن مخاطبه جعله هدفاً ل«التريقة». مهما كان خفيف الظل. تفسد كل شىء. تحوله إلى مدافع. بدلاً من أن تعاونه على الاقتحام. وما أكثر ما يستحق الاقتحام لدينا.
