اعتقالات ومداهمات وتحقيقات تضاعف الضغوط على «فيفا» قبل الانتخابات (تقرير)

انهالت الضغوط على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الأربعاء في ظل اعتقال ستة من مسؤولي كرة القدم لاتهامهم بتلقي الرشاوى، كما صادر ممثلو الادعاء بسويسرا مجموعة من وثائق وملفات «فيفا» في تحقيق منفصل بشأن قرار منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب.
ويأتي التحقيقان المنفصلان قبل يومين فقط من انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية ل«فيفا» والمقررة الجمعة بمدينة زيوريخ السويسرية، والتي تجرى خلالها الانتخابات على رئاسة «فيفا» بين السويسري جوزيف بلاتر الذي يتطلع لفترة ولاية خامسة في رئاسة «فيفا»، ونائبه الأردني الأمير على بن الحسين.
وذكرت هيئة الادعاء الاتحادية السويسرية اليوم أنها صادرت ملفات ووثائق إلكترونية من مقر «فيفا» في زيوريخ للاشتباه بشأن حصول بعض مسؤولي «فيفا» على رشاوى تتعلق بالقرار الخاص بمنح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب.
وأوضح ممثلو الادعاء أن الوثائق التي جرى مصادرتها، وكذلك الملفات المصرفية التي حصلت عليها هيئة الادعاء ستستخدم في «إجراءات جنائية سويسرية وأجنبية».
ويعتزم ممثلو الادعاء في سويسرا استجواب عشرة من أعضاء اللجنة التنفيذية ب«فيفا» ممن شاركوا في اتخاذ قرار منح حق استضافة البطولتين في 2010. ووصفت هيئة الادعاء الاتحادية هؤلاء المسؤولون بأنهم «شهود».
ويجرى هذا التحقيق بمعزل عن التحقيقات الأمريكية الجارية بشأن الرشاوى المقدمة إلى مسؤولين ب«فيفا» لهم علاقة بالبطولات في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والتي أسفرت عن القبض على سبعة من مسؤولي كرة القدم معظمهم من أمريكا اللاتينية في وقت مبكر، الأربعاء، بمدينة زيوريخ السويسرية.
وألقت الشرطة السويسرية القبض على سبعة من مسؤولي كرة القدم من أجل تسليمهم إلى الولايات المتحدة، حيث يواجهون اتهامات بالفساد.
ورفضت الشرطة السويسرية الإدلاء بأي تفاصيل عقب القبض على هؤلاء المسؤولون، ولكنها أشارت إلى «إجراءات عديدة»- حسبما أفادت وكالة الأنباء السويسرية (إس دي إيه).
ولكن مكتب العدالة الاتحادي السويسري أوضح أن المسؤولين يواجهون اتهامات بالحصول على رشاوى.
وأوضح بيان المكتب «ألقي القبض على المسؤولين اليوم في زيوريخ بمعرفة الشرطة المحلية».
وأضاف «أوامر القبض صدرت من مكتب العدالة الاتحادي السويسري بعد طلب من السلطات الأمريكية. مكتب النائب العام الأمريكي بنيويورك يحقق بشأن الاشتباه في حصول هؤلاء الأشخاص على رشاوى وجزء من رواتب العاملين منذ أوائل التسعينيات وحتى الآن».
وأوضح البيان «هناك ادعاءات بأن المشتبه فيهم من ممثلي الإعلام الرياضي وشركات الدعاية الرياضية تورطوا في عمليات تقديم مبالغ مالية إلى مسؤولي كرة القدم ووفود فيفا ومنظمات أخرى تابعة للفيفا، وأن إجمالي هذه المبالغ يزيد على 100 مليون دولار أمريكي».
وأوضحت وزارة العدل السويسرية أن هذه الرشاوى قدمت في مقابل منح حقوق إعلامية وحقوق البث التليفزيوني لبطولات بالولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.
وجرت عملية القبض عندما كان مسؤولو «فيفا» في فندق «بور أولاك» استعدادا للاجتماعات المرتقبة للجمعية العمومية للفيفا والمقررة الجمعة.
وكشفت وزارة العدل الأمريكية عن أسماء تسعة من مسؤولي كرة القدم المتهمين بالفساد ومن بينهم بعض المسؤولين البارزين حاليا في «فيفا».
ويتصدر جيفري ويب، نائب رئيس «فيفا» حاليا عضو اللجنة التنفيذية ب«فيفا»، والذي يشغل أيضا منصب رئيس اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي)، قائمة أبرز المتهمين كما كان من بين المسؤولين الستة الذين ألقت الشرطة السويسرية القبض عليهم.
كما ضمت قائمة المتهمين إدواردو لي رئيس الاتحاد الكوستاريكي للعبة والذي يشغل أيضا عضوية كل من اللجنة التنفيذية في الكونكاكاف و«فيفا».
وتضمن بيان وزارة العدل الأمريكية أيضا أسماء خوليو روكا، مسؤول التنمية ب«فيفا» والرئيس السابق لاتحاد كرة القدم بأمريكا الوسطى والرئيس السابق أيضا لاتحاد كرة القدم في نيكاراجوا.
كما تضمنت القائمة كوستاس تاكاس، الملحق الحالي برئيس الكونكاكاف، والترينيدادي جاك وارنر، نائب رئيس «فيفا» سابقا والذي شغل أيضا من قبل منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف وعضوية اللجنة التنفيذية ب«فيفا».
واشتملت القائمة أيضا على الأوروجوياني إيوجينيو فيجويريدو، نائب رئيس «فيفا» حاليا عضو اللجنة التنفيذية ب«فيفا»، والذي شغل من قبل منصب رئيس اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول).
وضمت القائمة الباراجوياني نيكولاس ليوز الرئيس السابق لاتحاد كونميبول والعضو السابق بتنفيذية «فيفا»، وكذلك البرازيلي جوزيه ماريا مارين العضو الحالي بلجنة «فيفا» المنظمة لمسابقات كرة القدم الأوليمبية، إضافة إلى رافاييل إسكويفيل، رئيس الاتحاد الفنزويلي للعبة عضو اللجنة التنفيذية باتحاد كونميبول، والذي كان ضمن المقبض عليهم اليوم في زيوريخ.
كما ضمت قائمة المتهمين أربعة من مسؤولي التسويق الرياضي وأحد مسؤولي البث وأربعة أشخاص آخرين وشركتين.
وكان من بينهم تشارلز بليزر الذي عمل لفترة طويلة سابقة كسكرتير عام لاتحاد الكونكاكاف وكممثل للولايات المتحدة في تنفيذية «فيفا» وداريل وارنر نجل جاك وارنر ومسؤول التنمية السابق ب«فيفا».
كما جرى تفتيش مقر اتحاد الكونكاكاف في ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، حسبما أكدت وزارة العدل الأمريكية.
وقالت لوريتا لينش المدعي العام الأمريكي «الاتهامات توضح أن الفساد مفرط وممنهج ومتأصل سواء في الخارج أو هنا في الولايات المتحدة».
وجرى الاتفاق على هذه التصرفات الإجرامية وإعدادها في الولايات المتحدة، وكما جرى تقديم المبالغ المالية عبر البنوك الأمريكية والسويسرية، حسبما أفادت التحقيقات الأمريكية. وجمدت سويسرا العديد من الحسابات المصرفية.
ويعارض الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ترشح بلاتر لفترة خامسة ويدعم منافسه الأمير على بن الحسين علما بأن بلاتر (79 عاما) الذي لم يلق القبض عليه اليوم ما زال الأوفر حظا في هذه الانتخابات.
وقال فولفجانج نيرسباخ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، إن الاجتماع غير الرسمي المقرر عقده الأربعاء، ل«يويفا»، في العاصمة البولندية وارسو قبل المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي سيناقش كيفية التعامل مع هذه الأحداث المتصاعدة في «فيفا».
وأوضح نيرسباخ «سنناقش داخل يويفا كيفية التعامل مع اجتماع كونجرس فيفا المرتقب في ضوء هذه الأحداث».
ويعتزم «فيفا» عقد الاجتماع المقرر لجمعيته العمومية (كونجرس) والانتخابات على رئاسة «فيفا» في الموعد المقرر بعد غد الجمعة.
كما أكد والتر دي جريجوريو المتحدث عن «فيفا»، في مؤتمر صحفي طارئ عقد بمقر «فيفا» في زيوريخ، أن كونجرس «فيفا» سينعقد، وأن الانتخابات ستجرى في موعدها رغم القبض على هؤلاء المسؤولين، ورغم التحقيقات الجنائية بشأن عملية منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022.
وأوضح دي جريجوريو «لم يكن هناك أي تفكير في عدم عقد اجتماعات الكونجرس والانتخابات»، مشيرا إلى أن الأحداث التي وقعت اليوم ليس لها أي تأثير أو ارتباط باجتماعات كونجرس «فيفا» والانتخابات.
وقال دي جريجوريو إن بلاتر ليس مشمولا في هذه التحقيقات ومازال يتمتع بالهدوء.
وأوضح «لا يرقص بلاتر في مكتبه. ولكنه يعلم أن ما يحدث حاليا هو نتيجة لما بدأناه.. بدأ فيفا هذه العملية في 18 نوفمبر الماضي بتقديم شكوى اتحادية... هذا أمر جيد. من الواضح أنه ليس أمرا جيدا فيما يتعلق بصورة وسمعة فيفا لكنه جيد من أجل التطهير».
وينتظر أن يعقد اتحاد كونميبول اجتماعا مماثلا لاجتماع يويفا لاسيما أن قائمة المتهمين ضمت ثلاثة ينتمون لأمريكا الجنوبية ومنهم جوزيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي سابقا.
ونفى خليفته ماركو بولو دل نيرو أي علم له بأي شيء عن هذه الاتهامات الموجهة إلى مارين، وقال «يجب أن أدرس ما حدث. يجب أن أعلم ما أقدموا عليه. لا أعلم شيئا عن هذا».