سقط دستور 1971 بنجاح ثورة 25 يناير 2011، مات هذا الدستور الذى يخلق من الحمل الوديع ذئباً، واليوم نريد أن نعيد إليه الحياة باستفتاء 19/3/2011. كيف نترك دستور 1954 الذى صاغه السنهورى باشا ومعه خلاصة عقول مصر، ونتمسح فى دستور تم تعديله ثلاث مرات لصالح الحاكم الذى نهب أموالنا، وأذل كرامتنا، ليس لدى تفسير لذلك إلا أن المصالح تتصالح.. والحزب الوطنى مع الإخوان صنوان.. بل هناك ما هو أسوأ من ذلك، ولكن كما قال أفلاطون THE UNSPOKEN IS BEST UNDERSTOOD AMONG THE INTELIGENT أى أن غير المنطوق مفهوم أكثر بين الأذكياء. شباب 25 يناير سفكت دماؤهم من أجل دولة ديمقراطية حرة، ثم خرج لنا أناساً يريدون لمصر أن تكون إيران أو طالبان أو أفغانستان! شىء مؤسف وحزين أن تقوم مظاهرة نسائية فى يوم المرأة العالمى 8/3/2011، فيخرج عليها أوغاد الحزب الوطنى، وبلطجية وزارة الداخلية، يعتدون عليهن بالسب (أنت مباحة)! والضرب وأفظع الشتائم. كما كتبت د. سحر الموجى. هذا هو الفهم الخاطئ للدين، ولو كان هؤلاء الجهلة.. قرأوا شيئاً.. لعرفوا أن نصف الدين عند صبية صغيرة (عائشة)، وأن امرأة صوبت عمر حين أخطأ، وأن امرأة نجا المسلمون على يديها من عذاب أليم، وأن النساء شقائق الرجال.. لهن مثل الذى عليهن بالمعروف (حديث شريف)! هل هؤلاء السفلة.. من شباب 25 يناير؟! لا.. وألف لا.. إنهم جهلة لا يعرفون آخر ما وصل إليه العلم: إن التخلف العقلى فى الذكور.. مرتان أكثر من الإناث! ولكنهم نتاج مجتمعات ذكورية متخلفة تنظر للمرأة على أنها لعبة جنسية فى يد الرجل، ولن تتقدم مصر إلا إذا أصبحت المرأة على قدم المساواة مع الرجل، عيب علينا فى مصر. المرأة كانت فى عصر الفراعنة ملكة، وأميرة، وطبيبة، وعازفة موسيقى.. بل كاهنة! كيف تسمح القوات المسلحة لهؤلاء الرعاع بأن يعتدوا على هذه المظاهرة النسائية فى عيد المرأة العالمى. يلعن التاريخ الخديو توفيق ومجموعة من الضباط على رأسهم على يوسف الشهير ب«خنفس»، لأنهم خانوا الثورة.. ثورة عرابى.. وتواطأوا مع الإنجليز لاحتلال مصر وحتى الآن يقول الناس: الولس هزم عرابى أرجو ألا أرى اليوم الذى أقول فيه الولس هزم ثورة 25 يناير.. والولس هو الخديعة والخيانة.. ونقول فلان موالس مع فلان، أو نقول الوطنى موالس مع الإخوان ضد الثورة. كنت ألقى محاضرة فى المركز الثقافى المصرى بجاردن سيتى، وتحدثت عن مخاوفى على ثورتنا الجميلة.. وكان حاضراً شباب من شباب 25 يناير.. قالوا لى: لا تخف يا دكتور نحن نعى تماماً ما يحدث حولنا.. ولن تصبح مصر فاشية أو «إخوان».. فليس لدينا تفرقة فى الأديان..! نحن فى كل مكان.. حتى فى الهند! قلت لهم: النصر لكم.. الحق معكم.. والباطل معهم.. إنه صراع الشباب مع الشيوخ، الجمل مع الNET، والخيول مع الFACE BOOK، صراع المستقبل مع الماضى.. النور مع الظلام، وظلام العالم كله يعجز عن إطفاء نور شمعة واحدة.. أنتم العلم، والعلم هو الطريق الوحيد للإنسان حتى يتسيد (أى يصبح سيداً) على كوكبه. [email protected]