بالصور.. 300 متر تعيد ذكرى تلاحم مصر والسودان بعد 58 عامًا من الانفصال

قطع المهندس هاني ضاحي، وزير النقل والدكتور منير فخري عبدالنور وزير الصناعة والتجارة، مسافة 300 متر تقريبًا على قدميهما، لكي ينتقلا من الحدود المصرية في قسطل إلى مخيم الاحتفالات السوداني في مدينة أشكيت، بعد إصرار الخرطوم على أن تبدأ احتفالات فتح الميناء الجديد بين البلدين في السودان.
واستمرت الاحتفالات نحو الساعة بمشاركة حوالي 3 آلاف مصري وسوداني، وبعدها عاد الوزيران المصريان، ومعهما عبدالواحد يوسف وزير الطرق والجسور والقنصل العام السوداني في أسوان وعدد من كبار المسؤولين السودانيين إلى الحدود المصرية وقص شريط الافتتاح.
ومنذ أن استقلت السودان عن مصر في يناير 1956 لم تفتح الحدود على مصراعيها أمام الجهات الرسمية والشعبية إلا في احتفالات فتح معبر قسطل أشكيت التجاري البرى بين البلدين الأربعاء، فالأمن من الجانبين لم يستطع أن يسيطر على تلاحم الشعبين في لحظة تاريخية استمرت لمدة ساعتين تقريبًا داخل الحدود السودانية وبعدها بدء تطبيق القواعد الرسمية في عمليات الدخول والخروج.
وجاءت الاحتفالات وسط هتافات رددها الوزراء أيضًا، مثل «عاش شعب وادي النيل، عاشت وحدة وادي النيل».
وعقد مؤتمر شعبي حضره نحو 3000 شخص تقريبًا من الشعبين في مدينة قسطل تخللها هتافات شعبية وبعدها تم ذبح ثور قبل الافتتاح قامت خلاله فتاتان سودانيتان بتقليد المهندس هاني ضاحي وعبدالواحد يوسف وزير الطرق والجسور السوداني طوقان من الورود أثناء قص شريط المنفذ.
وقال المهندس هانى ضاحي إن الحفاوة الشعبية والرسمية التي قوبل بها لحظة افتتاح الميناء تؤكد روابط وأواصر الصداقة بين البلدين وأن مصر حريصة على التواصل والتعاون الدائم مع شعب السودان الشقيق، مضيفا أن الميناء سيساهم في إحداث نقلة كبرى في دفع حركة التبادل التجاري بين شعبي وادي النيل، بجانب إضافة أسواق حرة جديدة تعمل على تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع والثروة الحيوانية.
بجانب زيادة حركة المسافرين بين مصر والسودان، وأشار «ضاحي» إلى أن الميناء يقع شرق بحيرة السد العالي وعلي خط الحدود الدولية لتسهيل حركة البضائع والأفراد بين مصر والسودان وأنه سيسهم في زيادة حجم التبادل الحالي بين مصر والسودان البالغ 5 مليار جنيه سنويًا، حيث ستزيد هذه النسبة بمقدار 14% خلال العام الأول لتشغيل المنفذ، مشيرًا إلى توفير وسائل الإعاشة للعاملين على مساحة تبلغ 15 ألف متر بالمنفذ التي تبلغ مساحته الكلية 45 ألف متر.
وأضاف وزير النقل أن هناك حدثا آخر عظيم ينتظر البلدين وهو تدشين معبر أرقين دنقلة على الطريق الرئيسي لمصر والسودان، مشيرا أن هذا المعبر هو بوابة محور التنمية لمشروع «القاهرة كيب تاون».
وطالب «ضاحي» رجال الأعمال أن ينتقلوا إلى قسطل وأرقين وينشئوا صناعات بها، خاصة أن الدولة جهزت البنية الأساسية والمرافق العامة، مؤكدًا أن نجاح وزيادة حركة التجارة بين مصر وأفريقيا بصفة عامة مرهون بنجاح رجال الأعمال على إنشاء مصانع في هذه المنطقة.
وقال منير فخري عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، إن افتتاح ميناء قسطل البري بين مصر والسودان يمثل شريان حياة، كما يعتبر امتدادًا زراعيًا وتجاريًا بين البلدين.
وقال عبدالرحيم سر الختم عمر، القائم بأعمال القنصل العام السوداني، إن افتتاح المعبر حدث تاريخي بين البلدين، وسيتم في الفترة المقبلة التركيز على كيفية زيادة حركة التجارة بين البلدين، حيث زيادة حركة الصادرات والواردات، وأن دور رجال الأعمال في البلدين هو تنمية التبادل التجاري.