ضابط يقتل سائقًا بطلق ناري لسيره عكس الاتجاه في المطرية

لقي سائق «توك توك» مصرعه، مساء الأربعاء، بطلق ناري في الرأس أطلقه ضابط مرور بعد نشوب مشاجرة بينهما، بسبب سير السائق عكس الاتجاه، وتم نقل جثة القتيل لمستشفى المطرية، والتحفظ على الضابط، الذي نقل للمستشفى بعد إصابته على يد الأهالي، بقرار من النيابة لحين ورود التحريات.
اقتحم أهل سائق ال«توك توك»، محمد كرم فرحات، 19 سنة، المستشفى، وأشعلوا النيران في سيارة الضابط، وحاولوا الفتك به إلا أنه تمكن من الهرب بعد إصابته بكدمات وجروح طفيفة بأنحاء مختلفة بالجسد، كما أغلقت أسرة القتيل شارع الكابلات أمام البوابة الرئيسية للمستشفى، ونفوا ما تناولته بعض القنوات الفضائية أن المجني عليه كانت بحوزته متفجرات.
وحاول بعض أفراد أسرة القتيل اقتحام نقطة الشرطة الموجودة بالمستشفى للفتك بالضابط، وألقوا زجاجة مولوتوف بحوش المستشفى، إلا أن قوات الشرطة منعت الأهالي من تكسير باب النقطة، وأطلقت عدة أعيرة نارية في الهواء، بعد تجدد الاشتباكات بين قوات الشرطة والأهالي عقب وصول تشكيل أمني من قوات الأمن المركزي مكون من 6 مدرعات وسيارتي نقل جنود، انتهت بتراجع القوات بعيدا عن بوابة المستشفى.
انتقل إلى مكان الواقعة اللواء علي الدمرداش، مدير أمن القاهرة، واللواء محمد توفيق، مدير المباحث، والمقدم وائل متولي، رئيس مباحث المطرية، للوقوف على تطورات الموقف، وانتقل فريق من نيابة المطرية إلى المستشفى لمعاينة الجثة، وسؤال الضابط المتهم، وفحص رجال المعمل الجنائي ال«توك توك» الخاص بالقتيل.
وقال محمد عبدالقادر، أحد شهود العيان، إن الضابط كان ينظم حركة المرور بميدان المطرية، ومنع سائقي ال«توك توك» من دخول الميدان، وأثناء ذلك حاول القتيل المرور من الميدان، فاصطدم بسيارة الضابط ما دفع الأخير للتشاجر معه، وطلب الضابط من المجني عليه دفع ثمن التلفيات، التي أحدثها بالسيارة، لكنه أخبره بأنه ليس معه أي مبالغ مالية، فتعدى عليه الضابط لفظيا، فرد المجني عليه بطريقة سيئة، فاطأق الضابط النيران عليه من الخلف فجاءت في رأسه، وسقط قتيلا.
وأكد محمود سيد، شاهد عيان، أن أحد الأشخاص حضر إلى المستشفي، وعرض على أهل القتيل فدية 200 ألف جنيه، لكنهم رفضوا وكادوا يفتكون به إلا أن الأهالي تدخلوا ومنعوهم، موضحا أن المجني عليه كان محترما ولا يسيئ لأحد.
وبجوار سور المستشفى تصرخ أم كريم فرحات مطالبة بحق ابنها، ويقول الأب «قتلوا ابني سندى فى الحياة الذي كان يعود من الدراسة، ويستقل التوك توك للعمل عليه كي يساعدني بعد أن كبرت وأصبحت غير قادر على العمل». ويضيف «محمد له أخ كفيف يدعى مؤمن 8 سنوات، وأخت تدعى ميادة 14 سنة، ويرعى أسرة مكونة من 5 أفراد فقدناه اليوم، ولن أترك حق ابني ولو كلفني ذلك عمري»، مختتما كلامه «أريد القصاص العادل لابني».
وقال العميد محمد نجم، مأمور قسم شرطة المطرية، إن الضابط فوجئ أثناء قيامه بعمله وتنظيم المرور في ميدان المطرية بسائق توك توك يسير في عكس الاتجاه فاستوقفه وحدثت بينهما مشادة كلامية تعدى فيها السائق بالألفاظ على الضابط الذي أخرج سلاحه الميري وأطلق منه أعيرة في الهواء لتفريق السائقين، الذين التفوا حوله وأصابوه بسلاح أبيض.
وأضاف «نجم» أن الضابط حاول الدفاع عن نفسه فأطلق عدة أعيرة تسببت واحدة في وفاة سائق ال«توك توك» داخل المستشفى لسوء حالته، وتجمعت أهليته، وقطعوا الطريق أمام المستشفى، وحاولوا التعدي على الضابط انتقاما لابنهم.