فى «محطة مصر».. «إبراهيم» يسافر لأن « الثورة مستمرة».. و«سيد»: فرصة للتصويت

على رصيف محطة مصر وقف محمد عبدالمنعم منتظرا القطار الذى سيعود به إلى مسقط رأسه بالشرقية للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، يمسك بين يديه جريدة يتابع فيها آخر مستجدات العملية الانتخابية، ويتحدث بين الحين والآخر إلى أحد الجالسين بجواره حول «دواعى الاستقرار ومرشح الضرورة».
«أنا متعود من زمان إنى لازم أرجع أصوّت فى الشرقية فى كل الانتخابات، وآخر مرة كان للتصويت على الدستور بنعم والمرة دى لازم أرجع للتصويت على الاستحقاق الثانى لتكملة خارطة الطريق». ويضيف محمد عبدالمنعم، الموظف بشركة غرب الدلتا للنقل، وهو يتأكد من موقع لجنته الانتخابية عن طريق الهاتف المحمول ليظهر له أنه سيقوم بالتصويت فى مدرسة الشهيد أحمد شلبى فى قرية عليم بالشرقية: «أهم ما فى الانتخابات هذا العام هو الإقبال حتى نثبت للعالم أن ما حدث ثورة لا انقلاب زى ما الناس التانية بتقول».
ملتقطا طرف الحديث، تدخل سعيد مراد، الشاب العشرينى الجالس بجوار «محمد»، بعد أن أشار الأخير إلى أن لكل مواطن حق التصويت لمن يرغب قائلا: «لازم ننتخب السيسى عشان البلد واقعة ومش ناقصة، وبعد كده حمدين أو أى حد تانى يبقى ييجى يمسك الرئاسة.. المهم الآن محاربة الإرهاب»، ويكمل «سعيد» وهو يحاول أن يشرح وجهه نظرة أثناء انتظاره القطار المتجه إلى الإسكندرية قائلا: «دلوقتى البلد فيها بطالة والناس مش لاقيه شغل، وأنا نفسى باجى القاهرة عشان أدور على شغل بعد ما لفيت إسكندرية كلها، بس لازم نحاول نستحمل كل ده ونصبر لحد الدنيا ما تتعدل».
أمام اللوحة التى تشير إلى ميعاد تحرك القطارات وقف الشاب العشرينى على إبراهيم ممسكا بحقيبة يد حمراء اللون وحقيبة ظهر وضع فيهما كل ما سيحتاجه أثناء سفره إلى مسقط رأسه بالإسكندرية. «أنا صوتى لحمدين صباحى » يقول «على» ويبتسم مفسرًا: «كده كده المرشح اللى معظم الشعب عايزه هو اللى هيبقى رئيس الجمهورية، والناس كلها عارفة إن شعبية السيسى أكبر من صباحى، لكن إحنا لازم ننتخب صباحى عشان نثبت للشارع إن الثورة مازالت مستمرة، وعشان أنا شايف إن حمدين هو الأفضل لحكم مصر».
بجوار أبنائه الثلاثة جلس رجل أربعينى لوحت شمس الصعيد بشرته ينتظر هو الآخر قدوم القطار الذى يقله إلى قريته للتصويت فى الانتخابات. «أنا لازم أصوّت للمشير عشان أضمن مستقبل ولادى وسط الإرهاب اللى إحنا عايشين فيه ده». يقول أبومحمد، ويضيف وهو يحاول إحكام السيطرة على ابنه الصغير كثير الحركة: « أتمنى أن الرئيس القادم ربنا يهديه ويصلح حال البلد عشان الناس مبقتش مستحملة خلاص».
على الرصيف المقابل، جلس إبراهيم سيد منتظرا قطار الساعة السادسة المتجه إلى طنطا وهو يأمل أن يتواجد القطار فى موعده لكى يستطيع التصويت فى نفس اليوم فى مدرسة سعاد عزت بمسقط رأسه. «أنا حاجز فى قطر الساعة 6 والمفروض إنى هاوصل طنطا فى السابعة والنصف. أنا معتاد على الذهاب لقريتى فى يوم الانتخابات للتصويت حتى لو كان بإمكانى الإدلاء بصوتى فى لجان الوافدين، لكن العودة إلى القرية للتصويت ومشاهدة الأهل أثناء الانتخاب عملية مريحة».