محلب من دبي: بلادنا تواجه ثورة مضادة من الإرهاب والفشل

قال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، إن «الأمر في مصر استغرق تضحيات عظيمة من أجل عودة الروح ثم عودة الوعي، واليوم تواجه بلادنا ثورة مضادة من تحالف الإرهاب والفشل»، مؤكدا أن «مصر ستمضي كما مضيْنا من قبل بلا تردد ولا انكسار، ولا ارتباك في خطوة واحدة، ولا عودة نهائيًا إلى الوراء».
وأضح في كلمته أمام منتدي دبي للإعلام، أن «ثورة المعلومات كانت حاضرة في الربيع العربي بحيث شهدت مصر موجة رئيسية فيه في الخامس والعشرين من يناير عام 2011، وخرج الملايين من أبناء شعبنا في ثورة يناير من أجل صناعة دولة الأمل، لكن سرعان ما فوجئ الملايين من أبناء شعبنا أن دولة الأمل لم تتأسس، وأن التطرف قد سرق البهجة ثم سرق الحلم وكاد يسرق المستقبل، وجاءت ثورة استعادة الأمل حيث خرج الشعب المصري على نحو غير مسبوق في ثورة 30 يونيو 2013، ووقف حرب استنزاف العقل والقيمة في بلادنا، لكنه تأكيداً لهويته في كونه شعباً متديناً باعتدال ووسطية لا يستطيع أحد كسر إرادته أو أن يفرض عليه قوالب جامدة من التخلف والظلام».
وأشار إلى أن «ريموت التليفزيون أصبح أكثر حظاً وثراءً، ذلك أن ما يأتيه من قنوات دونما جهد يتزايد كل عام على نحو مذهل، فَمِن 700 قناة فضائية عربية عام 2010إلى 1320 قناة فضائية عربية عام 2014، ومن 34 قناة إخبارية إلى 66 قناة إخبارية في ثلاث سنوات».
وأضاف أن ذلك يتوازي مع ذلك «ثورةٌ مستمرةٌ في عالم الانترنت حيث يحتشد نصفُ سكان العالم تقريبًا، أمام شاشاتٍ كانت تَحْفل بموقع واحد قبل ربع القرن، صارت تشهد تراصّ الجماهير الغفيرة على صفحات فيس بوك وتويتر وصور الانستجرام، بينما أصبح مئات الملايين حول العالم يعيشون حياتهم وحياة الآخرينعبر مقاطع يوتيوب اللانهائية».
وأكد محلب أن «الإعلام الإلكتروني أصبح واحدًا من حقائق العصر الكبرى، وأصبحت إعلاناته تصل في بعض الدول إلى عشرات المليارات من الدولارات، وحصلت إحدى الصحف الإلكترونية على جائزة بوليتزر للصحافة في العام نفسه، ولكن ذلك لم يُخرج الصحافة الورقية من مكانتها فعلى الرغم من إغلاق صحف ومجلات وتحول بعضها من ورقي إلى إلكتروني، فإن توزيع الصحف المطبوعة يوميًا يصل إلى 400 مليون نسخة على مستوى العام».
وأشار إلى أن «زحام الفضائيات والصحافة الإلكترونية والمطبوعة أعاد إلى الأذهان ما ذكره المفكر الشهير (ألفين توفلر) في كتابه (تَحوُّل السلطة) حول محنة وفرة المعلومات وهي المحنة التي تؤدي فيها وفرة المعلومات إلى صُعوبة لا سهولة اتخاذ القرار».
وأشار إلى أنه يدرك بالطبع أن الصحفيين لن يَمَلّوا المُطالبة بالمزيد من حرية تداول المعلومات وهو حق أكيد لهم وللقراء والمشاهدين، لكن المؤكد أن حجم المعلومات المتاح بات يحتاج إلى نظريات جديدة وآليات مبتكرة للفرز والاختيار ثم للرأي والقرار.