الطبقية المنسية

أولاً أعتذر. بالأمس كتبت أن ضريبة الأغنياء سوف تكون 5٪ على من يملك مليون جنيه. صوبنى عدد من القراء. قالوا: الضريبة سوف تكون على من يكون صافى ربحه مليون جنيه. اعتذارى والتصويب لا ينفيان تساؤلاتى. هذه الضريبة لماذا؟ ما هو هدفها التمويلى. ماذا سوف تحقق. وزير المالية يسارع بها الآن وسيكون فى مصر رئيس جديد بعد أسابيع. هل هى مقبولة من المرشحين المتنافسين. هل هى تفرض على مجلس الشعب المقبل قبل انتخابه. هل ستطبق حقاً. هل هى دستورية؟
غرضى اليوم من العودة للموضوع ليس فقط الاعتذار والتصويب. هدفى أن أناقش مسألة الطبقية فى مصر. الجميع يتحدث باسم الفقراء. الأغنياء يتحدثون باسم الفقراء. كل السياسيين يتحدثون باسم الفقراء. هل الفقراء هم أغلبية مصر؟ لهم حقوق. يستحقون كثيراً من الجهد، برامج اجتماعية مختلفة، اهتمام اًفائقاً من الدولة لكى تحل مشكلاتهم، لا تتحدث عنهم فقط، لا تزايد بهم عليهم. ليس الفقراء وحدهم الذين يصنعون الشرعية. الشرعية تكون بترضية كل الطبقات. الفقراء ليسوا الطبقة الوحيدة فى مصر.
فى مصر طبقة منسية. تكلمت عنها بالأمس. الطبقة المتوسطة. لا يهتم بها أحد. لا هى غنية ولا هى فقيرة. هى أغلبية المجتمع. هى أغلبية الناخبين. هى التى تتضرر أكثر من غيرها من الأوضاع الحالية. هى التى سقط منها البعض إلى طبقة الفقراء بسبب تلك الأوضاع. المفروض أن البرامج توجه إليها. تكون من أجلها أغلب الأفكار. يتم مخاطبتها قبل غيرها. لا يعنى هذا نسيان الفقراء. يعنى هذا عدم زيادة عدد الفقراء. هذه حسبة سياسية واقتصادية معروفة، لكن الخطاب اليسارى العام يتناسى ذلك.
فى مصر طبقة مضطهدة. إلى جانب الطبقة المنسية. طبقة الأغنياء. ينظر إليهم على أنهم لصوص إلى أن يثبت العكس. لو ثبت العكس لا يعاد لهم اعتبارهم. الخطاب السياسى يؤجج الحقد الطبقى. لا يشجع على نمو الاستثمار. يعتبره عيباً. لا يمكن أن يكون هذا مناخاً مواتياً لنمو اقتصادى. الدولة لابد أن تحسم أمرها. الحكومة لابد أن تكون هى صاحبة التوجه فى إنهاء الحقد الطبقى. العدالة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق بالانحيازات الحالية إعلاميا وسياسيا.
أرجو أن يعاد النظر. توفير برامج تعالج مشكلة الفقر. لا تتجاهل احتياجات الطبقة الوسطى. تنمية الطبقة المنسية. عدم نبذ الثراء. تأليف قلوب الأفراد المصريين بين بعضهم البعض. منع هذا التحريض السافر إعلامياً. أغنياء يتصدرون الشاشات، يتكلمون عن فقراء لا يعرفونهم. رأسماليون ينافقون الآخرين ثم يشتكون. خطاب مرتبك. فصامى. لا يحقق نتيجة طيبة. كونوا صرحاء. تعاملوا بطريقة موضوعية. مصر لا تحتاج إلى شافيز جديد.
newton_almasry@yahoo.com