«زي النهاردة».. وفاة الكاتب الأمريكي مارك توين 21 أبريل 1910

ولد الأديب الأمريكي مارك توين واسمه الحقيقي، صمويل لانجهورن كليمنس، في 30 نوفمبر 1835، في فلوريدا، وهو كاتب أمريكي ساخر كما عرف برواياته مغامرات «هكلبيري فين» التي وصفت بأنها «الرواية الأمريكية العظيمة» ومغامرات «توم سوير» ووصف بعد وفاته بأنه «أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره» كما لقبه وليم فوكنر ب«أبي الأدب الأمريكي».
عندما بلغ توين الرابعة من عمره، انتقلت أسرته إلى هانيبال وهي مدينة وميناء بولاية ميسوري تقع على نهر مسيسيبي، وقد استلهم مارك توين مدينة سانت بطرسبورج الخيالية التي ظهرت في روايتيه مغامرات «توم سوير» ومغامرات «هكلبيري فين».
وفي 1848 التحق «توين» بالعمل كصبي بمطبعة، ثم بدأ في 1851 في العمل في صف الحروف وبدأ يكتب المقالات و«الاستكتشات» الساخرة لجريدة هانيبال وفي الثامنة عشرة من عمره،عمل في الطباعة في مدينة نيويورك وفي فيلادلفيا وسانت لويس وسينسيناتي.
وفي الثانية والعشرين من عمره عاد «توين» إلى ولاية ميسوري وفي إحدى رحلات «توين» في المسيسيبي إلى نيو أورليانز أوحى له هوراس بيكسبي، قائد السفينة البخارية بالعمل كقائد سفينة بخارية، وهو هو عمل كان يدر على صاحبه دخلًا مجزيًا وصل إلى 250 دولارًا شهريا.
ثم التحق «توين» بشقيقه أوريون الذي عين سنة 1861 سكرتيرًا لجيمس ناي حاكم منطقة نيفادا وارتحلا إلى الغرب في عربة عبرت بهم منطقة السهول العظمى وجبال روكي في أسبوعين زارا خلالهما مجتمع المورمون في مدينة سولت ليك سيتي، وهي التجربة التي استلهم منها توين كتابه «الحياة الخشنة» وكانت مصدر إلهام له في كتابة مجموعته القصصية المسماه «الضفدعة النطاطة».
وقد انتهت رحلة «توين» هذه في مدينة فرجينيا المشهورة بمناجم الفضة في ولاية نيفادا حيث عمل في تلك المناجم غير أنه بعد أن فشل في تلك المهنة وجد عملًا في جريدة المدينة المسماة بجريدة «تيريتوريال إنتربرايز» التي استخدم فيها لأول مرة اسمه الأدبي الشهير «مارك توين» عندما ذيَّل إحدى مقالاته بهذا التوقيع في 3 فبراير 1863 ثم انتقل إلى سان فرانسيسكو بكاليفورنيا سنة 1864.
واستمر في العمل الصحفي وحقق توين أول نجاحاته الأدبية عندما نشر قصته الطويلة «الضفدعة النطاطة» وفي 1865سافر إلى جزر ساندويتش (هاواي الحالية) للعمل مراسلًا لجريدة «ساكرامنتو يونيون»، وقد حظيت القصص التي كتبها عن تلك الرحلات بشعبية كبيرة واتخذ منها مارك توين مادة محاضراته الأولى.
وفي 1867 سافر «توين» إلى البحر المتوسط بتمويل من إحدى الصحف المحلية، وأثناء رحلته إلى أوروبا والشرق الأوسط كتب توين مجموعة من رسائل السفر التي حظيت بانتشار كبير وجمعت فيما بعد في كتاب «الأبرياء في الخارج» سنة 1869، كما تعرف إلى أوليفيا، وتزوجا في فبراير 1870 وعاش الزوجان في بفالو بولاية نيويورك من 1869 إلى 1871، وكان توين يمتلك حصة من أسهم جريدة «بافالو إكسبريس» التي كان يعمل فيها محررًا وكاتبًا.
وقد توفي ابنهما لانجدون بالدفتيريا وعمره 19 شهرًا وفي1871 انتقل توين وأسرته إلى هارتفورد بولاية كونيكتيكت حيث شرع في إنشاء منزل له( المتحف الحالي) وفي هارتفورد وضعت أوليفيا 3 بنات سوزي وكلارا وجين وقد دام زواج توين وأوليفيا 34 عامًا، انتهت بوفاة أوليفيا سنة 1904 وقد شهدت هارتفورد خلال إقامة «توين» بها صدور العديد من إبداعات توين ومنها توم سوير والأمير والفقير و«الحياة على المسيسيبي»، و«مغامرات هكلبيري فين»، و«يانكي من كونيكتيكت في بلاط الملك آرثر».
وزار «توين» أوروبا للمرة الثانية وكتب عن زيارته تلك في كتاب صدر سنة 1880 بعنوان «صعلوك في الخارج» وفي هذه الزيارة زار توين هايدلبرج ومكث فيها لشهرين تقريبا كما زار لندن.
وفي 1896 أصيب «توين» باكتئاب شديد إثر وفاة ابنته سوزي بالالتهاب السحائي، وقد عمق أحزانه وفاة زوجته أوليفيا سنة 1904 ووفاة جين في 24 ديسمبر 1909 وكذلك الوفاة المفاجئة لصديقه هنري روجرز في 20 مايو1909.
وفي 1906 بدأ توين ينشر سيرته الذاتية في جريدة «نورث أمريكان ريفيو»، وفي 1907 منحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب إلي أن توفي «زي النهاردة» في 21 أبريل1910.