في 1 يوليو 2004 وفي لوس أنجليس بكاليفورنيا وعن ثمانين عاما توفي عراب السينما الأمريكية مارلون براندو أحد أشهر الممثلين في القرن العشرين، وأحد أساطير السينما وأكثر الوجوه السينمائية إثارة للجدل، إلا أنه سئم التمثيل وتحول إلى كتابة السيناريوهات. حصل ممثلا علي جوائز عديدة ففي 1955 حصل على أول جائزة أوسكار كأفضل ممثل عن دورة في فيلم (على الواجهة البحرية) كما حصل عن الفيلم ذاته على جوائز أخرى كما حصل علي جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي وعلى (جائزة الأوسكار) كأفضل ممثل عن دوره بفيلم العراب عام 1973 (الأب الروحي)لكنه رفض الجائزة «زي النهاردة» في 27 مارس 1973 بسبب سوء المعاملة التي يتعرض لها الهنود في السينما والتليفزيون. وأعلن «براندو» عشية الأوسكار مقاطعته للاحتفال، وأرسل نيابة عنه الممثلة ساشين ليتل فيذر وعند إعلان فوز براندو بالجائزة قرأت رسالة براندو والتي كان مفادها أنّه «ممتن جدا لهذه الجائزة السخية، لكنّه لن يستطيع قبولها بسبب المعاملة السيئة للهنود الحمر في مجال صناعة الأفلام». واستغل «براندو» الاحتفال لإبداء دعمه لحركة الهنود الحمر، تزامنا مع حصار الناشطين الهنود في بلدة صغيرة جنوب داكوتا من قبل القوات الأمريكية ولم تكن حالة «براندو» الوحيدة في رفض أوسكار فلقد كانت الفترة الواقعة بين 1970و1980 من أكثر الفترات التي استعمل فيها الفنانون احتفالات الأوسكار كمنبر للتعبير عن آرائهم السياسية ودعمهم لقضايا إنسانية معينة ومن هذه المرات علي سبيل المثال ماحدث في في احتفال1977، حيث أدانت الممثلة فانيسا ريدجريف، الحائزة على جائزة أفضل ممثلة ثانوية، «السفاحين الصهاينة» من على المنصة، وأعلنت معاداتها للصهيونية. أما عن سيرة براندو فتقول أنه ولد في 3 أبريل 1924 في أوماها بولاية نبراسكا الأميركية لأبوين يعانيان من مشاكل في زواجهما ومشاكل إدمانهما على الكحول وكان الأب قاسيا على ابنه لا يدع شاردة ولا واردة إلا وينتقد فيها ولده بشدة، وقد عمل لاحقا مديرًا لأعمال ابنه. أما الأم فهي دورثي بينيباكر ممثلة موهوبة لم تحظ بشهرة كبيرة كانت تقدم بعض الدروس في التمثيل وكان ممن حضر هذه الدروس الممثل الشهير هنري فوندا، وقد توفيت في 1954 من آثار إدمان الكحول وورث عنها ابنها حب التمثيل ونشأ متمردًا لم تحتمل مشاغباته طويلًا أي من المدارس العديدة التي دخلها بما فيها مدرسة عسكرية وعمل بمهن صغيرة وارتحل إلى نيويورك والتحق هناك بمعهد يسمى «المدرسة الجديدة» وواصل تعليمه في «ستديو الممثل» والذي يديره كل من لي ستراسبيرج والسيدة ستيلا إدلر التي يدين لها بالفضل في تعليمها إياه ما يسمى تمثيل الطريقة أو المحاكاة والتي أتقنها وصار أداؤه بها يدرس في معاهد السينما ثم توجه للمسرح ليبدأ مشواره بمسرحية (أتذكر أمي) والتي أداها على مسارح برودواي الشهيرة والتي كانت جواز سفره لعالم الشهرة. ثم شارك في مسرحية «كافيه طريق الشاحنات» ثم «عربة اسمها الرغبة» والتي أخرجها إليا كازان عام 1947 ثم اتجه للسينما في 1950 وكانت البداية في فيلم «الرجال». وفي 1951 قدم للسينما، بعد المسرحية، فيلم «عربة اسمها الرغبة» الذي ترشح لأوسكار أفضل ممثل ثم تعاون مع المخرج إيليا كازان مجددا في فيلم (فيفا زاباتا ) والذي رشح فيه للأوسكار وفي 1953 قدم فيلمين الأول«يوليوس قيصر»في دور مارك أنتوني وفيلم «الجامح» ورشح للأوسكار للسنة الرابعة للتوالي في فيلم «على واجهة الماء» لايليا كازان وحصل الفيلم علي أوسكار أفضل فيلم وسبعة أوسكارات أخرى، وتتابعت أفلامه التي كان منها «شبان ودُمى» و «منزل الشاي لقمر أغسطس» و «سايونارا» و «الأسود الفتيَّة» و «الإمبراطور الأخير» و«رقصة التانجو الأخيرة في باريس».