قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة إن وزارة الثقافة من أفقر الوزارات في دولة تعد من أغنى دول العالم في الثقافة، مشيرًا إلى أن ميزانية الوزارة تشكل 0.35% من ميزانية الدولة، وتذهب أغلبها للرواتب، مطالبًا المجتمع بالتدخل في صناعة السينما ودعم الثقافة للتغلب على اأفكار الخاطئة التي انتشرت وحصرت الفن واإبداع في كلمتي «حرام وحلال». وأضاف «عرب» في المؤتمر الذي عقده تحت اسم «كشف حساب وزارة الثقافة» بدار الأوبرا: «في الدول المماثلة لنا يخصص ما بين 1 إلى 2% من التاتج القومى للثقافة، فما بالنا ببلد مثل مصر لديها متاحف وقصور وكتب هناك رغبة فى نشرها، وهذ الموازنة تعد عقبة، خاصة بعد فصل وزارتي الآثار عن الثقافة، لأننا كنا نحصل على 10% نخصصها لترميم القصور وبيوت الثقافة وعمل بنية أساسية، فضلا عن الانفاق على بدل تفرغ اأدباء لأعمالهم الفنية والإبداعية بمبلغ 4 مليون جنية». وأضاف «نحتاج من الدولة التدخل إما بدفع القيمة التي كنا نحصل عليها من وزارة الآثار أو حصولنا على تلك النسبة من اآثار نفسها، فلدينا انشاءات تحتاج إلى ميزانيات ومنها قصر عائشة فهمى، فالثقافة تحتاج إلى بيئة إدارية وانشائية وفنية لكي نمارس اإبداع ولا نتحول إلى دولة متصحرة، خاصة أن الثقافة هي التى أهلت مصر وجعلت لها نظره تقدير واحترام من كل دول العلم بسبب ما تضمه من فنانيين ومسرحيين وتشكيلين». واستكمل: «لسنا وزارة مثالية لكننا نعمل بكل طاقتنا، فوزارة الثقافة عملت فى كثير من المحافظات رغم ما كنا نجده من ظروف أمنية صعبة حيث عانت بيوت الثقافة من الحرق والتدمير ولا أستبعد تفجير دار الكتب ومسرح المنصورة من التفجيرات فليس الهدف مبنى مديرية الامن فقط بل هو أمر لم يأت مصادفة». وواصل: «أغلب مؤسسات الدولة تعمل في جذر منعزلة عن بعضها ابتداء من المدرسة وحتى الجامعة، فاأطفال يخرجون من مدارسهم دون أن يعلموا شيئا عن الفن أو الرسم والموسيقى وهناك من يقول له أنها حرام». وطالب بعمل تنسيق بين كل من وزارتي الثقافة والتربية والتعليم والجامعات رغم الظروف السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي نعاني منها جميعًا لافتًا إلى أن الوزارة في حاجة إلى اعادة تأهيل إداريًا وفنيا واعتقد فى المستقبل كل المؤسسات فى حاجة لاعادة هيكلة، بما يحقق درحة عالية من الوظيفة حيث عملنا بروتوكول تعاون مع التنمية الادارية لعمل تطوير لكل قطاعات الثقافة لافتا الى ان جزء من مشاكنا اننا عملنا على كوادر بشرية بطريقة التقادم بالزمن وافتقدنا التدريب والتاهيل. ووأردف: «حجم المبالغ المخصصة للتدريب مخجلة، رغم انها جزء من آلية التطوير، ولابد من وجود برامج فنية تبدأ بخدمة العمل الثقافي، فلدينا عدد ضخم من العمالة التى تعيق العمل فى بعض الاحيان، ولا يوجد لدينا من يحصل على الحد الاقصي لكن نسعي لحل ازمة الحد الادنى كما لدينا مشكلة وجود عدد من المشروعات تحتاج الى مبالغ ضخمة وكان يفضل عدم الاهتمام بالمبانى ذات الاحجام الكبيرة لكن الوزارة قامت بعمل نموذج قرية الطارف فى الاقصر وقصر ثقافة بهاء طاهر». وقال إنه سيتم اعادة اسم الثقافة الجماهيرية، بدلا من مسمى هيئة قصور الثقافة أنها ذات مدلول اجتماعى اشمل وافضل. وعن تظاهرات بعض العاملين بالوزارة قال: «لديهم الحق لكننا لا نستطيع توفير كل مطالبهم بسبب قصور الموازنة والامكانيات البشرية، لهذا عملنا على خطط قصيرة المدى بما يضمن استمرار تشغيل الاوبرا وبعض قصور الثفافة بمستوى جيد». وتابع: «الحكومة المصرية ستظل محافظة على دعم الكتاب حتى يصل إلى 2 جنيه، ورغم أنه وسيلة تقليدية لكننا نحتاج الى استمرار الحفاظ عليه، وأيضًا سندعم السينما لأننا وصلنا الى حالة ضعيفة وبدأ انتاج السينما ينزوى، لكننا الان فى طريقنا الى بحث عن حلول لمشكلة الانتاج بعد سلسلة اجتماعات مع المنتجين، وفى طريقنا لعمل شباك واحد للمنتجين الاجانب الراغبين فى التصوير بمصر».