«المصري اليوم» في قرية الهاربين من جحيم ليبيا (ملف خاص)

روى حوالى 200 شخص من أهالى نجع مخيمر بمركز المراغة بمحافظة سوهاج مأساة هروبهم من رحلة الموت بليبيا، فى صورة نزوح جماعى، حيث جاءوا إلى النجع، يوم الخميس الماضى، وتركوا كل ما يملكون من أموال وحقائب كانوا قد أعدوها للعودة بها لأسرهم، متسللين خفية، خوفا من بطش جماعة أنصار الشريعة التى قتلت 7 منهم بالرصاص، مساء الأحد الماضى، وحتى لا يكون مصيرهم القتل على يد مجهولين ملثمين ومسلحين من أنصار هذه الجماعة.
فى البداية، قال الأنبا بولا، المسؤول عن كنيسة مار مرقس ببنغازى - الكنيسة الأرثوذكسية، المسؤول عن تلك الكنيسة منذ 27 سنة مضت، المكلف من نيافة الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة ودمنهور والخمس مدن الغربية، بتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، إن هذه المذبحة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة من نوعها، لأنه فى شهر فبراير من العام الماضى جاء نفس هذه الجماعة التى قتلت الضحايا السبعة، والتى تسمى نفسها جماعة أنصار الشريعة بليبيا، وخطفونى، واحتجزونى ثلاثة أيام، ولقيت منهم كل صنوف وأنواع وأشكال العذاب التى تركت آثارا عدة فى جسدى، وذلك لأنهم يعتقدون أنى السبب فى تواجد المسيحيين بليبيا، وأنى الذى أحرضهم على ما يجول فى خاطر هذه الجماعة من أفكار باطلة.
وأضاف: «هموا أكثر من مرة بذبحى، ولكن كانوا يتراجعون بحجة أن دمى سوف ينجس الأرض التى سأذبح فيها، وفى النهاية غادرت ليبيا، حرصا على حياتى من بطش هذه الجماعة».
وقال صفوت صدقى بباوى، 45 سنة، عامل، يقيم بنجع مخيمر بمركز المراغة، أحد الهاربين من ليبيا، خوفا من بطش جماعة أنصار الشريعة، إن الخارجية المصرية، بعد ثورتين عظيمتين، تسير بسرعة السلحفاة، لأنه لم يتم حتى الآن الكشف عن مرتكبى الحادث، وكان من المفترض أن يكون قد تم التحقيق فى المذبحة التى نتج عنها موت الضحايا السبعة، بالتنسيق مع الحكومة الليبية، وأن تأخذ موقفا تجاه ليبيا التى يلقى فيها المسيحيون المصريون اضطهادا من هذه الجماعة المسلحة. وكشف رشيد أمين قلدس، أحد العائدين من ليبيا، أن جماعة أنصار الشريعة تستهدف فقط مسيحيى مصر، ولا تعتدى على أى شخص مسيحى غير مصرى، وأن نصارى كوريا والصين أكثر منا فى ليبيا، ولكن لا تجرؤ هذه الجماعة على أن تنظر إليهم بعين الغدر، لأن دولهم قوية وتأتى بحقوق شعبها، مضيفا أن دم المصرى رخيص فى بلده، فبالتالى سيكون رخيصا خارجها فى أى دولة أخرى، على حد قوله.
وقال عنتر ناشد بولس، 49 سنة، عامل، إن حوالى 200 شخص من أهالى النجع عادوا، الأربعاء والخميس الماضيين، خوفا من الموت، مضيفا: «أنا كنت ساكن فى نفس الحوش اللى جت فيه جماعة أنصار الشريعة، وساعة ما همه جم إلى الحوش كنت فى الحمام، وطرقوا على باب الحمام أول حاجة وماكنتش أحسبهم هما، أحسب حد من اللى ساكنين معاهم عاوز يخش الحمام وبيستعجلنى، فطرقوا على الباب بسرعة، فطلعت فورا، ففوجئت ب 3 أشخاص ملثمين ومسلحين أسلحة آلية وفى إيديهم مطاوى ومن بينهم واحد كل ملابسه سوداء، وقالى: اسمك إيه قلتله: محمد، علشان أنا مش واشم الصليب على إيدى، قاللى: النصارى اللى ساكنين فى الحوش ده فى أى دور وفى أى حجرة؟، قلتله معرفش، قاللى أفضلك قول هما فين لحسن نموتك انت كمان، حتى لو مالكش ذنب!».
ويتابع بولس: «وجدوا 4 من الضحايا فى غرفة، فوقف على باب الغرفة واحد منهم، والاثنان الآخران أخذا يطرقان على باقى الأبواب، فوجدا غرفة أخرى بها 4 آخرون، فاقتادوا الثمانية تحت تهديد السلاح، ولكن هرب منهم واحد اسمه داوود إسحاق، ثم أخذوهم فى سيارة وقتلوهم».
وأكد لطيف ناشد بولس، 36 سنة، عامل، أحد الهاربين من ليبيا، أنه تعرض فى شهر فبراير من العام الماضى للتعذيب على يد هذه الجماعة، وهموا بذبحه وجاءوا بلوحات من الورق الأبيض، وفرشوها على الأرض، وطرحوه أرضا عليها ليذبحوه، وجلسوا على جسده، وتصارع كل منهم على من سيذبحه، ولكن تراجعوا عن قرار الذبح، بحجة أنه إن تم ذبحه فسينجس دمه الأرض التى ينزل عليها، وأنه عاد إلى مصر بعد تلك الواقعة، ثم سافر مرة أخرى إلى ليبيا، بحثا عن قوته هو وأولاده.
واختلفت آراء العائدين من ليبيا حول سفرهم مرة أخرى لهذه البلاد، فأكد العديد منهم أنهم سوف يسافرون مرة أخرى عندما يشعرون أن جماعة أنصار الشريعة كفت عن البحث عنهم، وذلك لظروفهم المعيشية الصعبة، فيما رفض الكثير منهم السفر إلى ليبيا لأنهم رأوا الموت بأعينهم، حسب قولهم.
زوجة طلعت: متغرب من 22 سنة.. وكان نفسه يفرح بالعيال
طلعت صديق بباوي
خيم الحزن على منزل طلعت صديق بباوى جرجس، أحد أبناء سوهاج ال7 الذين لقوا مصرعهم فى ليبيا، فيما جلست زوجته فايقة حبيب جرجس، وسط بناتها الثلاث، وهى لا تعرف ما الذى ينتظرها فى المستقبل، بعد أن أصبحت تواجه مصاعب الحياة بمفردها. المزيد
21 منظمة قبطية تطالب بتشكيل لجنة تقصى حقائق فى المجزرة
صورة أرشيفية للأنبا رافائيل، الأسقف العام وعضو المجمع المقدس.
قال الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تعليقاً على حادث مقتل الأقباط السبعة فى ليبيا: نصلى من أجل نياح شهدائنا السبعة الذين ذُبحوا بليبيا. وأضاف «سكرتير المجمع» فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: نصلى من أجل عزاء أسرهم وأحبائهم والكنيسة.. يا رب هبنا أن نموت من أجلك. المزيد
زوجة هانى جرجس: «سافر بعد فرحنا بشهرين ومش عارفة هاقول لابنى أبوك فين»
أهالي القتلى الأقباط في ليبيا
«أروح فين وآجى منين وأجيب لابنى أب منين».. تساؤلات محمولة بالمرارة، عبرت نيفين راضى، زوجة هانى جرجس حبيب، أحد ضحايا مذبحة ليبيا، عن مأساتها. المزيد
خطبة الجمعة بالنجع تدين الحادث
أهالي الضحايا فى أحداث ليبيا
أكد إمام وخطيب المسجد المجاور لأسر ضحايا مذبحة ليبيا ال 7 بنجع مخيمر فى مركز المراغة أن الإسلام برىء ممن يقتلون ويخربون ويروعون الآمنين فى بيوتهم باسم الدين، الإسلام منهم برىء، وقال: «لا يوجد دين أو ملة تحل قتل وسفك دماء البشر مهما كانت دياناتهم». المزيد
محافظ سوهاج ينفى وجود اتصالات مع الخارجية حول مستحقات الضحايا
اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج
قال اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج، إنه لم تجر حتى الآن أى اتصالات بين المحافظة ووزارة الخارجية حول مستحقات الضحايا ال 7 من أبناء المحافظة الذين قتلوا فى ليبيا مساء الأحد الماضى على أيدى مسلحين ملثمين، موضحا أنه لم يذهب إليه أحد من أسر الضحايا يطالبه بمستحقاتهم المالية التى تركوها فى ليبيا. المزيد