فريقنا فى كأس العالم محمد عبد المنعم الصاوي منذ 18 ساعة

فريقنا فى كأس العالم لا يكاد يمر على المصريين يوم دون وقوع ضحايا، والناس مختلفون على كل شىء، بما فى ذلك الاختلاف على من يُصَنَّف غريقًا أو قتيلاً أو شهيدًا... نختلف على الأحياء والأموات، ونختلف على المفاهيم والتعريفات والمعايير والأولويات، تزداد الاختلافات عمقًا وألمًا، ولكنّ أحدًا- حتى الآن- لم يخرج علينا بأفكار ثورية ومبتكرة وقادرة على وقف النزيف!
أرصد هذا الوضع، وأرصد معه حسرة على ضياع أمل المونديال الكبير ومن بعده الصغير! ربما يتعجب البعض من الحديث عن كرة القدم، «هو ده وقته؟! كرة قدم وسط هذا الجو الملبد بالغيوم؟!»، لكنها روح التفاؤل التى لا تفارق المصريين، والتى يعتبرونها تقربًا إلى الله العلىّ القدير، وكيف لا نتفاءل ومن أسمائه السميع العليم، الرزاق الكريم، الرحمن الرحيم...؟!
ندعوه أن يرزقنا حلاًّ عادلاً يرضاه المصريون جميعًا: أما وقد حُرمنا المشاركة فى أكبر عرس رياضى عرفه الإنسان، فقد آن الأوان لأن نبدأ الاستعداد بجدية ومنهجية وعلم للبطولات القادمة بإذن الله!
نترحم على الكابتن محمود الجوهرى الذى حقق حلم المصريين عام 90، وظللنا من بعده نتابع كأس العالم وكأننا «مش من هنا»! حاولنا فى 1994، و1998، و2002، و2006، و2010، وفى الشهر الماضى.. أن نجتاز حدود القارة دون جدوى! نريد أن يكون لنا فريق فى كأس العالم، وليكن فريق الجيران الذين هم فى نفس الوقت من أقاربنا المقربين.. إنه فريق الجزائر الذى تأهل بجدارة إلى نهائيات كأس العالم.
أعلم أن البعض بدأ بالفعل فى استنكار الفكرة، واستعادة ذكريات أغلبها مشكوك فى صحته!
«بتهزر؟» كان رد صديق طرحتُ الفكرة عليه، وعلى النقيض استقبلها آخرون بترحيب شديد.. قلت: أراهن على طيبة قلوب المصريين وتفاؤلهم وخيالهم الخصب، دعونا نبدأ فى تتبع أخبار الفريق الجزائرى، نتعرف على لاعبيه، ومدربيه، وعلى برنامج إعداده، والمباريات الودية التى يخوضها حتى موعد كأس العالم.. دعونا نتواصل مع المشجعين الجزائريين، ونقترح عليهم صيغًا وعبارات للتشجيع المصرى المبتكر، وعندما تتكون قاعدة كبيرة لتشجيع فريقنا العربى فى كأس العالم.. ستحرص قنوات التليفزيون على شراء حق بث مبارياته، وستقوم بعض شركات السياحة بتنظيم رحلات للمشجعين إلى البرازيل التى زادت كرةَ القدم سحرًا وجاذبية.
يجب ألا نُفوّت الفرصة، ونحرم أنفسنا من متعة أن يكون لنا فريق فى المونديال، خصوصًا والبطولة تجرى فى البلد الذى اختارت كرةُ القدم أن تتخذه موطنًا بعد وضع قوانينها الأولى فى إنجلترا، وعلى الرغم من وجود مقر فيفا الحالى فى سويسرا!
فكرتى ليست جديدة، فقد سبقنى إليها اليابانيون عندما استقبلوا نصف كأس العالم الذى أقيم نصفه الآخر فى كوريا الجنوبية: خشى اليابانيون أن تخلو المدرجات من الجماهير التى لم تكن علاقتها بكرة القدم قد توطدت بعد، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف سفر مشجعى الدول المختلفة إلى أقصى الشرق.. وقتها رَوّج اليابانيون لفكرة أن يختار اليابانى لنفسه فريقًا يشجعه، يرتدى فانلته، ويحمل أعلامه وصور نجومه، ويقلد هتافاته، وقد كان.. ونجح اليابانيون.. فهل ننجح نحن أيضًا؟
ربما تعيننا هذه الفكرة على تعلم التشجيع النظيف والابتعاد عن التعصب البغيض، ولو فى كرة القدم.