يسقط يسقط كل قضاة العسكر

كل ما تتنحى أكثر ستسقط أكثر، يسقط يسقط كل قضاة العسكر، كلما تراجع القضاة خطوة على خط المواجهة اندفع زعران الإخوان يحتلونها، يوسعون الثغرة، تتحول إلى مظاهرة، يسقط يسقط كل قضاة ونيابة العسكر، هذا نداء مرشدهم الذى علّمهم السحر فى القفص، استشعر القاضى على المنصة حرجًا، وتنحى لا يلوى على شىء، لم يستشعر المرشد الخجل، لايزال سادرًا فى غيه، ويؤلب الحركات الثورية على القضاء بغية استهدافه كما فعلوها أول مرة أيام المعزول.
لا حرج اليوم، ومن يستشعر حرجًا لا يتصدى من أصله للقضايا الإخوانية، الاعتذار أرحم من التنحى، المعركة تحتاج إلى قضاة حقيقيين، غير مسيسين، لا ينشغلون ب«هرتلات» من فى القفص أو صخب خارج المحكمة، ينشغلون بالعدالة بين أيديهم وهم فى محرابها خاشعون، القاضى رسول يقوم بالقسط ويدعو إلى العدل، العدل بمفهومه الإنسانى هو إعطاء كلِّ ذى حقٍّ حقه، لا يخشون فى الحق لومة لائم، البراءة للمظلوم أكثر عدالة من استشعار الحرج من مجرم قاتل جاسوس.
المجرم يتبجح فى وجه القاضى: «يسقط يسقط كل نيابة وقضاة العسكر»، والقاضى يستشعر الحرج فيتنحى، فيطمع الذى فى قلبه مرض، مظاهرات الإخوان والتابعين ستنادى اليوم عليكم: «يسقط قضاة العسكر»، كلما استشعرت الحرج أكثر سنتظاهر أكثر، اضغط على الحرج يصير انسحابًا، ويتنحى الذى يخشى المرشد، ويتعرى القضاء فى المحاكم، لن يبقى على المنصة العالية قاض جالس فى مواجهة عصابة الإخوان فى القفص.
تحالف الشر المطلوق إخوانيا على القضاة يقول: «حان وقت إيصال رسالتنا للقضاة الانقلابيين، يسقط قضاة العسكر».. هذه رسالتهم، أين رسالة المجلس الأعلى للقضاء؟ أين رسالة شيوخ القضاة؟ أين رسالة شباب القضاة؟ أين رسالة شباب النيابات؟ أين ذهب جيش الحق الذى هزم الأحزاب الإخوانية وحده فى معركة من أشرف معارك القضاء.. وكان مرسى رئيسا؟.. ولم يستشعروا حرجًا، ولم يتنح نفر منهم عن طريق الحق الذى يبغون، واتهم شاب نابه منهم (المستشار خالد محجوب) المتهم محمد مرسى العياط أيام حكم محمد مرسى العياط بالتخابر والجاسوسية والهروب من السجن، لقد سحب هذا القاضى الشجاع الشرعية من مرسى وهو جالس على الكرسى، ولم نسمع منه استشعارا للحرج أو تنحيا، عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة.
يقينا كل تراجعات القضاة فى الجلسات الأولى من محاكمات الإخوان المجرمين جعلتهم يستأسدون على القضاء فى الشوارع، ويهينون القضاة على منصتهم العالية مستغلين غضبة شباب 6 إبريل على سجن الثالوث (دومة وماهر وعادل)، والإخوان هم أول من سعى إلى سجنهم، وتقليم أظافرهم، وكسر وسطهم، وذبحهم فى وسط البلد.