كتبت مراراً: الرئيس رحل معنوياً. نبهت إلى خطورة نسيان الاقتصاد. مصر تموج بلحظة تغيير قادم لا ريب. أسمح لنفسى اليوم بأن أقترح على رئيس تحرير «المصرى اليوم» فتح نقاش عام. العنوان هو: كيف السبيل؟ ما طريق خروج مصر من أزمتها؟ ماذا بعد هذا؟ ليست مهمة الصحف مقصورة على نقل الأخبار. التحليل والتفكير صارا أهم وأوجب. لا يريد القارئ الآن أن يعرف ماذا يجرى فقط. يريد أن يعرف ماذا سوف يجرى. يريد أن يخرج من التيه. أن تساعده أدوات التفكير فى التعرف على المستقبل. عبور الوقت المضطرب. شاهدت رئيس التحرير فى حلقة مع الأستاذ عمرو أديب. لديه تصور. الآخرون لديهم تصورات. من الجيد أن نتعرف على طريقة تفكير النخب المصرية الآن. ماذا لديهم؟ لا يذهب المريض للطبيب لكى يبلغه بأن درجة حرارته مرتفعة. لن يشفيه أن يقول له: أنت تتألم. هو يتألم ويعانى. يريد المريض من الطبيب علاجا. توصية طبية. مفيد أن يعرف القارئ فى القاهرة أن الكهرباء انقطعت فى قرى المنوفية. مفيد أن يعرف قارئ الإسكندرية أن ألتراس بورسعيد قطع السكك الحديدية. تلك مظاهر الأزمة. الأفيد أن نفكر جماعيا: كيف يمكن حل الأزمة. الاجتهادات متنوعة. الاجتهاد الأرجح انتظار تدخل القوات المسلحة. تحول هذا السيناريو من توقع إلى نداء. تطور إلى أن أصبح مطلبا. ثم هو يتجه إلى أن يكون ضرورة. تكلم عن ذلك المرشحون الأربعة الأبرز لانتخابات الرئاسة: شفيق وموسى وحمدين. البرادعى أدلى بدلوه. المذيعون يعلقون يوميا. الكتاب يتناولون ذلك أيضا. قارب الأمر حد انتظار التوقيت. الجميع ينتظر. ماذا بعد حدوث ذلك. إن حدث كيف يمكن أن تدار مصر. هل مجرد تدخل الجيش ينهى الأزمة؟ أم يكون إطفاء مرحلة فى الأزمة؟ أى طريق للاقتصاد؟ أى حل؟ مصر يجب أن تتخذ قرارات صعبة. حكم الإخوان لا يقوى على اتخاذها. شرعيته مطعونة. المصريون لا يثقون فى قراراته. الدول الخارجية لا يمكن أن تعين حكما بلا أرضية فى بلده. إذا جاء من له أو لهم أرضية.. كيف سيكون الحل. الأزمة الاقتصادية تجد حلا مبدئيا حين يبدأ أى حل للأزمة السياسية. ما رؤى المفكرين؟ ما اقتراحات الخبراء؟ هل لديهم ترياق؟ أم أنهم سيقودون القارئ لسراب فى الفيافى؟ أكرر اقتراحى للسيد رئيس التحرير. اكشف لنا عن طريقة تفكير المصريين بشأن مصر. الحرارة مرتفعة. الأورام خبيثة. النزيف يتواصل. هذه أعراض نعرفها ونشعر بها. ما وصفة العلاج. جراحيا أم دوائيا. بالأعشاب أم بالمستحضرات. هل بيننا من يظن أن مصر ستخرج من أزمتها بالحجامة؟ أعتذر لتطفلى على سياسة تحرير الجريدة. وجدته اقتراحاً لا يمكن كتمانه. [email protected]