إن من يدخل فى دائرة الجودة يعلم أكثر من غيره أن عليه أن ينتقل صعوداً داخل منظومة الجودة بدءًا من جودة المنتج، فإذا أتمها فإنه ينتقل إلى جودة النظام ثم جودة تكامل المنظومة حيث يصاحبه من خلال الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى سواء على المستوى الأفقى أو المستوى الرأسى بشعارات وثوابت، تتصل بمفاهيم الجودة، عليه أن يستوعبها ويرددها كقانون الكشافة إلى أن تصبح نداءً جماعياً يردده الفريق بالكامل. فتحت عنوان جودة المنتج نسمع ليلًا ونهارًا عبارات تتردد مثل: الجودة المبهرة هى هدف كل منتج- لا نسمح أن يكون لدينا منتج من الدرجة الثانية- الأيدى القذرة لا تستطيع أن تؤتى منتجاً نظيفاً- افعل الإجراء الصحيح من أول مرة- جودة الغد تبدأ اليوم- جودة اليوم ستصبح مقصورة على ملاحقة متطلبات الغد- التدريب المستمر على أنماط الإنتاج الحديثة يجب أن يغطى جميع العاملين طوال فترة حياتهم الوظيفية- لا يوجد عامل سيئ وإنما يوجد رئيس قسم سيئ وهكذا. وإذا انتقلنا إلى جودة النظام تنتقل إلينا شعارات تكميلية تصاحبنا عبر تلك المسيرة: تنمية رأس المال البشرى للمؤسسة يقع فى مقدمة أولوياتها- التغيير الدائم والمستمر هدف كل مؤسسة للانتقال من جودة اليوم إلى جودة الغد- التدريب المستمر على متابعة جودة النظام مصاحب لحياة الموظف الوظيفية. فمن أشهر المقولات التى يحرص المديرون على وضعها فى مكاتبهم عبارة تقول: اعرف أربعة أنماط من المديرين أرجو أن تبوب نفسك طبقاً لأحدهم: 1- المديرون الذين يحققون التغيير. 2- المديرون الذين يتابعون حدوث التغيير. 3- المديرون الذين لا يعلمون أن ثمة تغييرًا قد حدث. 4- المديرون الذين يعملون بكل جهدهم حتى لا يحدث أى تغيير. وتتعدد مع ذلك تدريجياً مسميات جودة لم تكن متداولة من قبل مثل جودة إدارة الوقت- جودة التعامل مع ملف المهدر- جودة علاقة التكلفة بالعائد- جودة التعاقد- جودة الاتفاق وجودة الاختلاف- جودة إدارة اجتماع- جودة استخلاص نتائج- جودة انسياب المعلومات داخل المؤسسة وأيضا خارجها- حلقات الجودة وكيف أن التطوير يصعد من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى وليس العكس كما ألفناه سابقاً من الرئيس إلى المرؤوس. وإذا دخلنا فى منطقة التعامل مع تكامل المنظومة فإن ذلك قد يكون مدخلاً لوضع سياسة للحفاظ على ذاكرة المؤسسة من أحداث وقيم مادية ومعنوية والحرص على التأثير والتأثر بين المجتمع الداخلى للمؤسسة والمجتمع الخارجى، فنرى اهتماماً بجودة تسجيل البيانات والإحصاءات- الاهتمام بجودة إدارة ملف الشكاوى- الاهتمام بجودة تلقى المكالمة التليفونية- الاهتمام برصد الأخطاء واتخاذ الحلول التصحيحية لها والإجراءات المانعة لتكرار نفس الخطأ- الاهتمام بانتقال الخبرات من القيادة إلى المعاونين- جودة تكوين الصف الثانى. ومن العجب أن هذه المرحلة ترتبط غالباً بحدوث اتحاد نفسى ومعنوى بين الفرد والسعى وراء تطبيقات الجودة بعين فاحصة واستجابة لا يشوبها تردد بحيث تنتقل مفاهيم الجودة من مكان العمل إلى البيت والوسط المحيط مما يجعل من الجودة أسلوب حياة داخل الأسرة والمجتمع.