دعوة للتصالح فى شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا جميعاً بكل الخير والبركات.. فى العشرة الأواخر منه، التى نلتمس فيها ليلة القدر والعتق من النار، أدعو كل المتشاحنين الذين فرقتهم قسوة الحياة وهموم الدنيا فلم يروا منها سوى صالحهم، ونسوا أو تناسوا أن رسولنا أمرنا أن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا، ويبشرنا أن من عفا فإن قلبه يستريح ويصفو وينال عفو الله وقبول الدعاء.. إن الأمر يسير لا يحتاج سوى المبادرة وفض النزاع والمشاحنة، ولا يبلغ بك الظن أن ما ستفعله بمبادرتك سيقلل من شأنك، أو يظهرك بالضعف، أو أن تستمع إلى قول يؤجج لديك مظاهر الكبر، وترى بنفسك الفضل، وأن غيرك من العباد إنما أقل منك مالاً أو منصباً أو ولداً، فإن هذا كله سيؤدى بك إلى تراكم البغضاء والشحناء، فانبذ ذلك كله ولتستمع لقول الشاعر: لما عفوت ولم أحقد على أحد.. أرحت قلبى من غم العداوات.. إنى أحيى عدوى عند رؤيته.. لأدفع الشر عنى بالتحيات.. وأظهر البشر للإنسان أبغضه.. كأنما قد حشى قلبى محبات محاسب عصام عبدالسميع محمد