عمت الأفراح أنحاء مدينة عزبة البرج التى ينتمى لها 12 صياداً ممن تم تحريرهم من قبضة القراصنة الصوماليين، أمس الأول، وقال حمادة خليل، أحد المحررين وابن صاحب مركب «ممتاز 1» - خلال اتصال هاتفى مع أقاربه - إن جميع الصيادين فى روح معنوية عالية بعد أن كتب الله لهم النجاة والعودة لأهاليهم بعد 4 شهور ونصف الشهر، ذاقوا فيها صنوف العذاب والقهر من قبل القراصنة. وأضاف: «كدنا نفقد الأمل فى النجاة والعودة لأهالينا، خاصة بعد أن سمعنا أنباء عن ضعف حملة التبرعات لإنقاذنا، إلا أن قرار والدى أعاد فينا الأمل مرة أخرى بعد أن وسع قاعدة التفاوض بعيداً عن الاعتماد على أطراف أخرى، خاصة فى ظل تعنت القراصنة الذين تجاوز عددهم 12 وكانوا يتناوبون الحراسة طوال اليوم». وتابع أن الصيادين كادوا يصابون بأمراض نفسية، نظراً لطول المدة دون التوصل إلى حلول نهائية، مشيراً إلى أنه تتم حالياً إعادة تموين المركبين لبدء رحلة العودة. وقال حسام خليل، رئيس جمعية الصيادين فى عزبة البرج وشقيق صاحب المركب، إن شقيقه توجه فجر الخميس إلى منطقة لاس كورى، القريبة من إقليم بونت لاند، أحد معاقل القراصنة بصحبة وسيط يمنى ووسطاء صوماليين للتفاوض مع القراصنة وتم الاتفاق مع 11 فرداً من ميليشيات صومالية بالتواجد أثناء التفاوض للتدخل لإطلاق سراح الصيادين، ونشبت معركة بين القراصنة والميليشيات تدخل فيها الصيادون أنفسهم لتسفر عن سقوط «اثنين من القراصنة فى مياه البحر وأسر 8 آخرين بواقع 4 على كل مركب - على حد قوله -» مضيفاً أن الصيادين نجحوا فى السيطرة على المركبين والخاطفين وإتاحة الفرصة لطاقمى المركبين للإفلات متجهين لليمن، حيث وصلوا إليها فجر أمس الأول، واستقبلهم مسؤولون دبلوماسيون بالسفارة المصرية فى عدن وعند وصولهم لليمن كانوا فى روح معنوية عالية، رغم حالة الإرهاق التى ظهرت عليهم. وقالت والدة الصياد محمد صقر، إن إرادة الله أنقذت أبناءنا واستجاب المولى عز وجل لدعائنا بعد أن كدنا نفقد الأمل فى رؤيتهم مرة أخرى، وكان دعائى الوحيد أن يقضى معى ولدى «محمد» اليوم الأول من شهر رمضان، وكانت دموعى لا تتوقف وأنا أتابع الأنباء عن تعثر المفاوضات مع القراصنة. وأضافت والدة الصياد إبراهيم محمد إبراهيم، أنها قامت بشراء فانوس رمضان ليكون أول شىء تقدمه لابنها الوحيد إبراهيم الذى لا يتعدى عمره 21 سنة، وكانت هذه الرحلة هى الأولى فى حياته، وأكدت أنها ستكون الأخيرة، لأنها لن تسمح له بمغادرة المدينة حتى «لو هيكسب ملايين». ويعد أهالى المدينة وأسر الصيادين احتفالاً خاصاً لاستقبال حسن خليل، صاحب مركب «ممتاز 1» الذى أطلقوا عليه «أمير الدهاء» و«بطل معركة التحرير»، وطالبوا الحكومة بإعداد حفل تكريم خاص به لما قام به من أداء بطولى لتحرير الصيادين المختطفين.