بدا ميت رومني، المرشح الجمهوري الرئاسة لولايات المتحدة، هادئًا وقدم أداء جيدًا وهجوميًا، في أول مناظرة تجمعه بالرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، مساء الأربعاء، رغم أن استطلاعات الرأي تتوقع فوز الأخير قبل 5 أسابيع من إجراء الانتخابات. وعمد «رومني»، إلى مهاجمة الرئيس منذ بدء المناظرة، مستهدفًا سياساته الاقتصادية التي «سحقت الطبقة الوسطى الأمريكية»، على حد قوله، وواصل نهجه الهجومي طوال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، وبدا أكثر ارتياحا، من «أوباما» الذي ظهر في بعض الأحيان عصبيا، ويسعى لتفادي المواجهة المباشرة، وفي أحيان أخرى غير مهيأ بشكل جيد. وقال «رومني» معلقا على برنامج منافسه، إن «الرئيس لديه رؤية مشابهة كثيرا لتلك التي عرضها حين ترشح قبل 4 سنوات، وهي رؤية لحكومة أكبر حجما مع المزيد من النفقات والمزيد من الضرائب والمزيد من الضوابط، وهذا ليس الرد المناسب لأمريكا، أما أنا فسوف أعيد للبلاد الحيوية التي تعيدها إلى العمل». ورد «أوباما» مؤكدًا أن «رومني» سيقر تخفيضات ضريبية بقيمة 5,4 تريليون دولار يستفيد منها بصورة خاصة الأكثر ثراء، متهما خصمه بعدم تحديد الثغرات في النظام الضريبي، والتي يعتزم سدها. وأضاف أن «الحاكم رومني لديه نظرة تقول إنه إذا خفضنا الضرائب عن الأثرياء وخفضنا الضوابط، سوف نكون أفضل حالا، أما أنا فلدي نظرة مختلفة تدعو إلى الوطنية الاقتصادية». وتحدى «رومني» الرئيس، قائلا إن «كل ما قاله عمليا عن خطتي الضريبية غير دقيق، والاقتصاد عانى بسبب الإفراط في فرض ضوابط»، على حد قوله. وأكد أن الاقتصاد الأمريكي سلك طريقا غير مثمرة منذ بدء رئاسة «أوباما» في يناير/ كانون الثاني 2009، غير أنه لفت بصورة خاصة إلى أن «الأرقام تعبر عن سوء أداء الرئيس المنتهية ولايته على الصعيد الاقتصادي، خصوصا فيما يتعلق بالعجز في الميزانية الذي لم ينخفض عن ألف مليار دولار رغم وعوده بتخفيضه إلى النصف». ورد أوباما: «حين وصلت إلى المكتب البيضاوي، كان ينتظرني عجز يفوق ألف مليار دولار، وكنا نعلم من أين أتى، حيث أن هناك حربين تم دفع نفقاتهما بواسطة قروض ومجموعتين من التخفيضات الضريبية التي لم تكن ممولة». ودار سجال أيضا حول مسألة الضمان الصحي خلال المناظرة التي حضرتها في الصف الامامي زوجتا المرشحين ميشال أوباما وآن رومني. وأكد «رومني» مرة جديدة عزمه إلغاء الاصلاح الذي أقره الرئيس الديموقراطي عام 2010، فرد «أوباما»: «من السخرية أننا راينا هذا النموذج يعمل بشكل فاعل جدا في ماساتشوستس»، في إشارة إلى إصلاح مماثل أقره رومني في ولايته حين كان محافظا لها. وختم المرشح الجمهوري قائلا: «إذا ما أعيد انتخاب الرئيس، عليكم أن تعتادوا على بطالة مزمنة»، مغتنما هذا المنبر المتاح له من أجل تعزيز حظوظه بعدما لم ينجح ترشيحه رسميا في المؤتمر الوطني الجمهوري، ولا اختياره لمرشحه لنيابة الرئاسة بول راين في تحقيق ذلك. من جهته، ختم «أوباما» وهو يبتسم: «قلت قبل 4 سنوات إنني لست رجلا مثاليا، وإنني لن أكون رئيسا مثاليا، وهذا هو الوعد الذي يعتقد الحاكم رومني أنني وفيت به». وتابع: «لكنني وعدت أيضا بأنني سأناضل كل يوم من أجل الشعب الأمريكي، وقد وفيت بهذا الوعد، وإذا ما انتخبتموني فسوف أواصل نضالي هذا خلال ولايتي الثانية». وانطلقت المناظرة بنبرة أكثر خفة، فلفت أوباما إلى أنه يحتفل، الاربعاء، مع زوجته ميشال بالذكرى العشرين لزواجهما، فهنأهما «رومني»، وقال مازحًا: «المكان الأكثر رومانسية لهذه المناسبة، هنا برفقتي». ورغم الاضطرابات في الشرق الأوسط، تركزت المناظرة حصرًا على المسائل الاقتصادية، على أن تخصص المناظرة الثالثة في نهاية الشهر لمسائل السياسة الخارجية. وكان من المتوقع أن يواجه «رومني» هجوما خلال المناظرة، بشأن شريط الفيديو الذي تم تسريبه ويتهم فيه «4% من الأمريكيين بأنهم يعتقدون أنهم ضحايا مؤكدا أنهم «لا يهمونه»، وكذلك بشأن الترتيبات الضريبية التي تحظى بها شركاته في الخارج وفق نظام معقد، والتي يقول الديمقراطيون إنها تمكنه من التهرب من دفع ضرائب. غير أن أوباما لم يأت على ذكر هاتين المسألتين، كما أنه لم يذكر شركة «باين كابيتال» التي ساهم «رومني» في تأسيسها ومكنته من جمع ثروة طائلة، غير أن أسلوبها في تعاطي الأعمال موضع جدل. وتشير الكثير من استطلاعات الرأي التي نُشرت نتائجها قبل المناظرة إلى اشتداد المنافسة بين المرشحين مع تقدم ل«أوباما» ببضع نقاط، أما الولايات المترددة التي ستلعب دورا حاسما في الانتخابات، فهي تعطي الرئيس تقدما واضحا على خصمه.