نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن مصادر فلسطینیة مطلعة، قولها إن «حالة من الغضب وعدم الرضا تسود القیادة الفلسطینیة، من طریقة التعامل المصري الجدیدة مع الملف الفلسطیني، فیما یخص التمثیل والشرعیات». وبحسب المصادر، فإن القیادة الفلسطینیة؛ متمثلة في الرئیس محمود عباس، ومنظمة التحریر، ورئیس الوزراء سلام فیاض، «غیر راضیین عن تعامل مصر بعد نجاح الرئیس محمد مرسي، مع الشرعیة الفلسطینیة والتمثیل، إذ تتعامل القیادة المصریة مع حماس كأنھا عنوان الفلسطینیین في قطاع غزة، متجاهلة إلى حد ما السلطة الفلسطینیة»، وفق تعبير المصادر. وأضافت: «تناقش مصر مع حكومة حماس، شؤون الأمن، وشؤون معبر رفح، وأحوال الناس، بما فیھا شؤون الكھرباء والدواء والأنفاق والحركة التجاریة، وتعتقد القیادة الفلسطینیة أن مواقف مصر شجعت دولاًً أخرى من بینھا إيران، على دعوة حماس إلى قمة دول عدم الانحیاز، وهي الدعوة التي تراجعت عنھا طھران، باعتبارها مخالفة للبروتوكولات المعروفة، التي تنص على التعامل مع رئیس الدولة فقط، وهو الذي یحدد أعضاء وفده بنفسھ، والتي تنص أیضا على عدم توجیھ أي دعوات من الدولة المضیفة لأي جھة خارج إطار سكرتاریة المؤتمر». وبدا الغضب الفلسطیني من مصر واضحًا وصریحا في بیان أصدره «فیاض»، بخصوص القصة الإیرانیة التي زادت التوتر الفلسطیني، قبل تراجع طھران، وقال فیھ: «من المؤسف أن هذا الموقف المعادي من قبل النظام الإیراني أتى مستفیدا لما بدر من البعض، خاصة في الآونة الأخیرة، في اتجاه التعامل مع حركة حماس وكأنھا عنوان الشعب الفلسطیني في قطاع غزة، وتحت مسمى الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من جمیع الأطراف الفلسطینیة، وكأن السلطة الوطنیة الفلسطینیة طرف من أطراف متعددة ولیست بیتا لجمیع الفلسطینیین بكافة انتماءاتھم وفصائلھم في الضفة والقطاع». وقالت الصحيفة إن استقبال مرسي الأخیر لرئیس الوزراء المقال، إسماعیل هنیة، وبحثھ معھ ملفات الأمن ومعبر رفح، وأزمة الكھرباء، وإقامة منطقة تجاریة حرة، وتقدیم وعود مصریة بتنفیذ ما اتفق علیھ الرجلان، ومن ثم اتصالھ ب«هنية» في عید الفطر مھنئا ومطمئنا على أحوال الغزیین، ح ّول حماس إلى عنوان شرعي معترف بھ في غزة من قبل القیادة المصریة الجدیدة، وطرفا أقرب إلى القاهرة حتى من السلطة، وهو أمر دق ناقوس الخطر في رام االله. ویرى «فیاض» أن كل یوم یمر من دون خطوات عملیة في تحقیق المصالحة، یساعد على أخذ غزة إلى كیان قائم بذاتھ، وقبل أسبوعین قال فیاض إن غزة بدأت تتسم بسمات كیان قائم بذاتھ.