هبة رؤوف عزت: من يتولى منصبًا وزاريًا وليست له خبرة «يغامر بوطن»

دعت الدكتورة هبة رؤوف عزت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، صباح السبت، من يطرح عليه تولي منصب وزاري أن «يفكر في قدرته ومهمته، فإن قبل ما ليس له فيه باع من خبرة ومهارة ودُربة، وإنجاز وتصدر لمهمة كتلك، فإنه يغامر بوطن».
وحذرت «هبة» من ما سينتجه «منطق تقسيم الوزارات من آفات»، موضحة بقولها: «عارض العقل الفقهي طويلا فكرة الحزبية، ليس لرفض مطلق لآليات مستحدثة، بل لما تجره من صراعات، فانتبهوا لما سينتجه منطق تقسيم الوزارات من آفات».
وكتبت «عزت» في حسابها على «تويتر»: «خريطة جهاز الدولة تحتاج إعادة بناء، والإصلاح سيكون أسهل لو فصلنا بعض القطاعات عن بعض وأعدنا تركيب الوزارات، ثم بدأت مكافحة الفساد والتطوير»، مشيرة إلى أن «الأنظمة السابقة قامت ببناء هيكل ضخم لجهاز دولة فاسد مترهل، ويستعصى على الإصلاح الجزئي، وليس المطلوب هدمه بل رؤية لإعادة الهيكلة كي ننهض»، حسب قولها.
وأشارت إلى أن «حكومة التكنوقراط تحتاج رؤية تغيير استراتيجي»، متساءلة: «من قال إن حكومة تكنوقراط مهمتها تحسين أداء فساد هيكلي؟»، ومشددة في الوقت نفسه على أن «إعادة ترتيب الهيكل شرط للنهضة».
وطرحت «عزت» تساؤلا حول الشخصيات المرشحة لتولي المناصب الوزارية، قائلة: «هل الأسماء المطروحة من الأفاضل من الرجال هي الأصلح لهذه المهمة تحديدا؟».
وطالبت بمكافحة الفساد في وزارة الأوقاف، قائلة: «اتقوا الله في مساجدنا، وأعيدوها لنا منارات يقصدها الناس للفهم والفقه، وكافحوا الفساد الذي دب في الأوقاف، لتعود دائرة استقلال مالي لعمل أهلي».
وتابعت: «الفصل بين الأوقاف من ناحية، وتطوير صناديق وقفية تساهم في تمويل العمل الأهلي والدعوة الإسلامية من ناحية أخرى، وبناء كوادر دعوية صار لازما»، لافتة إلى ضرورة «اختيار وزير أوقاف لهذه المهمة يجمع ما بين الخبرة في المجال الوقفي وصيغ الوقف، والمعرفة بتاريخه في مصر، ويدير ملف الدعوة بنهج وسطي».
وأشارت إلى أنها: «كتبت سلفا أن منصب وزير الأوقاف غاية في الأهمية، ويحتاج من له باع في الادارة، فالوزارة ترهلت وبها مصالح وقطاع يرأسه لواءات وتحتاج خبيرا»، مشيرة إلى أن «مستوى الخطابة والدعوة في الوزارة والعناية بمضمونها وتطويره، بات مسألة فاصلة في استمرار أو هجر الشباب للمساجد، وهي لن تتحمل المزيد من الجمود».
وتحدثت عن أن: «تحرير المساجد من قبضة الأمن الذي أغلقها في وجه الناس بعد الصلوات لهواجس أمنية دون أن تهيمن عليها تيارات بعينها، يحتاج رؤية واضحة وفريق عمل»، معتبرة في الوقت نفسه أن «وزارة الأوقاف من أهم الوزارات، إذ صارت المساجد تضم المدرسة والمستشفى، ونحتاج نفكر في الإدارة الأمثل لدور المسجد لتنمية المجتمع»، حسب قولها.
ولفتت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى المطالبات الخاصة بعمل فريق مدني حقوقي مع وزير الداخلية، حيث طالبت في الوقت نفسه بوجود فريق متنوع التخصصات «يعمل مع وزير الأوقاف، لتحقيق المهام السابقة وبناء نهضة»، حسب تعبيرها.
وأضافت: «في بلاد إسلامية مجلس أعلى لشؤون الدعوة والوعظ يرتقي بمستوى الدعاة، ويعيد بناء رؤى للمضمون الدعوي وتجديده، وتزويد الوعاظ والأئمة بأدوات حديثة»، منوهة إلى أن أئمة الفقه والعلم والوعظ كانوا «أصحاب مكانة اجتماعية، وكان الرجل يبحث لابنته عن أزهري عالم، والنهوض بالوضع المالي والثقافي للأئمة فريضة»، حسب رأيها.