فى مثل اليوم فقدت السينما المصرية واحدا من أهم رجالها، رجلا تميز بدأبه فى العمل وحرصه على تقديم كل ماهو جديد ومعبر عن الواقع الذى نعيشه، فهو صاحب ال200 فيلم، وهو من ذكر إسمه أربع مرات فى تكريم أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، هو مبدع " أم العروسة" ومن بنى "باب الحديد"، وكاتب "مذكرات مراهقة"، لم توفى الكلمات هذا الرجل حقه فهو مؤسس إمبراطورية "ع"، إنه هو شيخ كتاب السيناريو عبد الحى أديب. ففى ظل ما تشهده السينما المصرية من تدهور وإنحدارالذوق الفنى بها، وإنحصار ما تقدمه على مشاهد بلطجة ومسرح يقف عليه راقصة بملابس فاضحة وبجانبها البطل حاملا للسلاح، هذا النوع من الأفلام الذى بدأ ينفر الجمهور من دور السينما مما أدى إلى تدهور حالها. ربما يعود السبب أيضا كما يرى البعض إلى عدم وجود موضوع جيد يمكن تقديمه، وإنحصار الموضوعات التى تكتب عن العشوائيات وأعمال البلطجة. جاء بالتزامن مع كل الإنتقادات التى تواجهها السينما المصرية فى الوقت الحالى ذكر شيخ كتاب السيناريو عبد الحى أديب، وهو والد للإعلامى عماد أديب وعمرو أديب والمخرج عادل أديب. يذكر أن ولد أديب فى 22 ديسمبر 1928بالمحلة الكبرى، درس أديب فى قسم التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1956. تأثر عبد الحى بأستاذه أبو السعود الإبيارى الذى ساعده كثيرا فى إكتشافه ككاتب وشاركه فى كتابة عدد من الأفلام السينمائية. كان الكاتب عبد الحى أديب متزوجا من السيدة بسيمة محمد، وقد أثمرت هذه الزيجة عن وجود ثلاثة أبناء أصبحوا الآن يتمتعوا بقدر كبير من الشهرة ربما يصل إلى حد لم يصل إليه أبيهم، وهما الكاتب والصحفى عماد أديب رئيس شركة "جود نيوز" للإنتاج الفنى، والمذيع عمرو أديب صاحب برنامج " القاهرة اليوم"، والإبن الثالث هو المخرج عادل أديب الذى أخرج أخر أفلام أبيه وهو فيلم "ليلية البيبى دول". ولكن البداية الحقيقة لأديب عندما تخرج فى معهد الفنون المسرحية، ولكن لم يعمل ممثلا، حيث جذبته مهنة الإخراج فعمل مساعد مخرج لفترة قدم خلالها فيلم "مدرسة البنات"، وفيلم "حب من نار". عمل شيخ كتاب السيناريو مع كثير من أشهر مخرجى السينما المصرية، فبدأ بالعمل مع يوسف شاهين و قدما فيلم "باب الحديد" الذى قام ببطولته الفنان فريد شوقى، ولكن لم يلقى نجاحا جماهيريا كبيرا. كما شاركا أيضا المخرج عز الدين ذو الفقار، حيث قدما معا فيلم "إمرأة على الطريق"، أيضا قدم قرابة ال30فيلما مع المخرج نيازى مصطفى أشهرهم "صغيرة على الحب"، و "سواق نصف الليل". وأيضا تعاون مع المخرجة إيناس الدغيدى الذى قدم معها أفلام أحدثت ضجة وقت عرضها بسبب جرأتها الشديدة ومنها فيلم "ديسكو ديسكو"، و "مذكرات مراهة" ، "إستاكوزا". تميزت أعمال عبد الحى أديب بالإنتاج الضخم، ولم يعنى ذلك إنخفاض مستوى جودتها فقد تميزت معظم أعماله بالجودة وذات مستوى فنى عالى. توفى عبد الحى أديب فى 10 يونيو 2007إثر إصابته إجرائه عملية جراحية بالقلب فى سويسرا عن عمر يناهز ال 80 عاما، وقد شيعت جنازته من مسجد مصطفى محمود، وبهذا رحل عبد الحى أديب عن دنيانا تاركا من بعده تراثا فنيا عظيما.