داعش والقاعدة وبوكو حرام صورة طبيعية للفكر المتشدد المنتشر في بلادنا، وسيظهر بأشكال جديدة في المستقبل طالما أن الروافد التي تغذيه مازالت موجودة التعامل الأمني والإعلامي الجاهل أدي إلى تقوية داعش ونشر أفكارها وتغذيتها بالمجندين من أولادنا وبناتنا الفهم الخاطئ للولاء والبراء جعلت أحدهم يقتل أمه وآخر يقتل خاله تبرأً منهما! جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس لها أصل في الفقه الإسلامي، وبعيدة تماما عن معنى الحسبة الصحيحة قمت بتطوير مناهج التربية الإسلامية بدولة الإمارات من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، والأزهر رفض تطبيقه في مصر! تعلمت من المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري الإجابة عن السؤال: كيف تُصنع الأفكار من يتكلم عن التراث لم يقرأه، وليست كل ورقة صفراء لها القداسة كيف نحول أفكارنا إلى أفلام أوسكار؟ رسم الدكتورنصر عارف وهو قامة سامقة باسقة في سماء العلم والمعرفة والبحث الأكاديمي؛ خارطة طريق لمواجهة فكر تنظيم داعش وما يشابهه من تنظيمات دينية متطرفة فرضت نفسها على الواقع العربي في فترة تاريخية عاصفة ، مؤكدا أنها تتخذ موقفا عدائيا من الإنسان والحضارة والثقافة والفن الراقي. كما أوضح ان الجهل وقلة المعرفة والحماقة هي التحدي الأكبر الذي يواجه مجتمعاتنا، وأن تكريس الجهود لمشروع التغيير في أسلوب فكرنا لمواجهة المرحلة الحرجة والعصيبة التي يمر بها وطننا العربي هي الكافية لصنع أفكار أفلام الأوسكار. في البداية؛ كان ولابد أن يلقي أستاذ السياسة بجامعة القاهرة الضوء على كيفية ظهور داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في عالمنا العربي تحديدا؛ فيوضح قائلا: أن داعش قبل أن تكون تنظيما؛ هو فكرة موجودة بيننا وفينا ومنا، ونمارسها كل يوم، وأبدأ كلامي بقصة سريعة حدثت عام 1817، حين تُوفي رجل في شمال نيجيريا يُدعى "عثمان دافودي"؛ كان عالما مُجاهدا باللغة الشرعية الصحيحة، أنشأ دولة كبرى سُمِيّت مملكة سوكوتو، شملت جزءا من النيجرونيجيريا وبوركينا فاسو ومالي، وكان لها أكبردور في مقاومة الاستعمار في ذلك الوقت، وقد ترك ذلك المجاهد 176 كتابا، وابنته نانا (يعني الشريفة بلغتهم ) وهي شاعرة كبيرة- اُعِدَّ عنها رسالة دكتوراه في جامعة كولومبيا بأمريكا- وترك كذلك ابنا وأخا كاتبين مرموقين، وكان قد عاصر محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربية وتأثر ببعض أفكاره. كتب عثمان دافوري كتابه" تنبيه الإخوان إلى ضرورة تعليم النسوان علم فروض الأعيان من دين الله مولانا الرحمن" وكان يعقد في مسجده دروسا مشتركة للرجال والنساء، ويردد دوما أن العلم فريضة، وأن الرجل عليه أن يعلم زوجته إن كان عالما، أو يتركها تتعلم خارج البيت إن كان جاهلا، ولا قوامة لجاهل على زوجته... ثم تأتي المفارقة أنه وفي نفس المكان وبعد 200 سنة؛ تظهر جماعة " بوكوحرام" أي أن الكتاب حرام؛ بوكو مشتقة من معنى كلمة كتاب باللغة الإنجليزية.. وترفض الجماعة تعليم البنات، وتُحرِّم المكتبات، وتهدم الأضرحة، وتدمر الحضارات، والسؤال الذي يفرض نفسه: ما التفسير وراء كل ذلك؟ الإجابة ببساطة هي أن هناك فِكرا ظهر في مكان معين وانتشر. في أفضل تعريفٍ قرأته عن العولمة هو أنها تعني: تعميم الخصوصية وخصخصة العمومية، فنجد أن مذهبا مُعينا وُجِد في بُقعةٍ مُعينةٍ بالعالم العربي؛ أراد أن يتحول ليكون هو "الإسلام"، وتتم عولمته ونشره في كافة البيئات- رغم أن كل بُقعةٍ في وطننا العربي لها مذهبها الخاص وثقافتها المناسبة-... لكن أصحاب هذا المذهب أرادوا أن يُثبتوا أن الحقيقة واحدة والتفسير واحد والفقه واحد بل والرؤية واحدة، لينتفي بذلك التعدد ( نلاحظ أن في المذهب السني وحده 76 مذهبا بخلاف المذاهب الأربعة، وذلك دليل الاجتهاد الجميل الذي مارسه علماء الإسلام الأوائل كالأوزاعي والثوري، وهما لا يقلان بأي حال من الأحوال عن الأئمة الأربعة المعروفين). الذي حدث أن تعميم هذا الفكر المتشدد تم بمساعدة الثروة التي مَولَت، وأدوات العصر من طبع ونشر وتقنيات حديثة التي روجت، لذلك؛ ومن أجل قتل الخصوصية والتنوع؛ ظهرت القاعدة وبوكو حرام وداعش وجبهة النصرة، وستظهر أشكال وجماعات أخرى في المستقبل، فداعش ستتحول من دولة إلى فكرة تظهر في كل مكان ولن تتوقف، طالما أن الفكر الذي يؤدي إلى ظهورها مازال موجودا. الإسلام والدولة والجماعات.. مفاهيم تداخلت تحتاج لتوضيح الإسلام لايقبل وجود أي جماعة تحت أي مسمى، فكل هذا يعادي الدين في جوهره،المسلمون أمة واحدة، من أراد تقديم عمل خيري فليقدمه بنفسه أو كوقف أو جمعية، أما جماعة تقدم نفسها على أنها صورة للدين فهذا يجب تجريمه، ولا يجوز مطلقا، وهنا يحضرني مقولة الدكتور رضوان السيد: أن كل الأديان تخرج منها جماعات تبحث عن التسهيل والتخفيف، فخرجت البروتستانتية من عباءة الكاثوليكية، ومنها خرجت مئات الجماعات، ومن اليهودية خرجت جماعة الإصلاح، إلا الإسلام؛ دائما تخرج منه جماعات تبحث عن التشدد! وذلك لاعتبارات لم نواجهها، وبالتالي لم نقم بتفكيكها. كما أنه يجب أن يرسخ في أذهاننا أنه لا بديل عن الدولة، ولابد من تعضيد الدولة، لأنه لا يمكن لأي جماعة أن تكون هي البديل. كيفية المواجهة؟ يؤكد د. نصر عارف على ضرورة نقد أساليبنا في مواجهة داعش، والتي أخفقت وأدت لنتائج عكسية، فالمواجهة الأمنية مثلا تعاملت مع منتجات الظاهرة أي الشق الإجرامي فيها، أي حين تحولت الفكرة إلى فعل، بينما التعامل الإعلامي كان أسوأ مايكون، فمن يقرأ كتاب "إدارة التوحش" لأبو بكر ناجي؛ يجد أن التعامل الإعلامي يغذي داعش ويقويها وينشرها، وذلك لأننا لم نفهم أن الإسلام كدين له ثلاث طبقات: الإسلام دين؛ الإسلام هوية؛ الإسلام إيديولوجية سياسية، والذين يواجهون داعش لا يفهمون هذا التفريق، لذلك نجدهم يُهاجمون الإسلام " الدين أو الهوية " وهم يظنون أنهم يُهاجمون داعش.. فتكون النتيجة غِيرة من المسلمين على دينهم، فيتحولوا لمجندين؛ يعملون تحت إمرة ذلك التنظيم المتشدد! ذلك لأن الناس لا تَقبل الطعن في هويتهم الدينية، ولذلك تتلبسهم فكرة أن: "الحكام والأنظمة والغرب وغيرهم يهاجمون ديننا وعلينا يقع واجب الدفاع والنصرة له". في ظني أن التعامل الأساسي مع ذلك التنظيم واشباهه؛ يكون من خلال تفكيك البنية الداخلية له، وإلا سنظل ندور في حلقة مُفرغة؛ فتصبح فتوى منّا مقابل فتوى منهم، ورأي مقابل رأي، وحكم مقابل حكم. فمثلا في خطب الجمعة وكتب التربية الإسلامية؛ حين تتناول مثلا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لا نجد إلا غزواته وحروبه وكونه قائدا حربيا، ونتجاهل تماما: الرسول أبا وجدا وزوجا وطفلا يتيما وراعيا للغنم وتاجرا؛ وهكذا تتأصل صورة الشدة والعنف في الأذهان ، نفس الشيء يتم النتركيز على المجاهدين فقط وكأن الإسلام جهاد وكفى، وهنا أذكر أنه وتحت إشرافي ولمدة عشر سنوات؛ قمنا في دولة الإمارات العربية بتطوير مناهج التربية الإسلامية، وأظهرنا الوجه الإنساني لنبينا المصطفى، وقدمنا 24 شخصية إسلامية (رجالا ونساء مناصفة) في كافة نواحي العلم والمعرفة والحضارة كابن خلدون وابن الهيثم وغيرهما. وهذا التطوير امتد من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية‘ ويتم العمل به حاليا منذ العام 2009 ... وبحسرة شديدة؛ يعتصرني الألم، وأنا أحاول جاهدا تقديم نفس الخطة لوطني مصر لتطوير المنهج التعليمي، وقد أعددتها على نفقتي الخاصة، لكني فوجئت بالأزهر الشريف يرفض المشروع ويتمسك بأنه الجهة الوحيدة المنوط بها مسألة التطوير... إذن فالتعاسة والخطأ فينا وحدنا. ما الأسس التفكيكية للفكر الداعشي؟ تكمن في الإجابة بصراحة عن عدة أسئلة: ما مدى مسئولية المسلم عن تبليغ الدين؟ بمعنى أن هناك وهما في أذهان الناس يجعلهم يعتقدون أن كل مسلم مسئول عن نشر الدعوة، حتى صارت من المسلمات، والحقيقة أن التبليغ مسئولية العالم لا الجاهل أو الأحمق. السؤال الثاني: ما مدى مسئولية المسلم عن إيمان وكفر الآخرين؟ فهل كل مسلم مسئول عن إيمان زميله في العمل أو جاره؟ وهل سيحاسبه الله نيابة عنه ويدخله الجنة أو النار بدلا منه؟ السؤال الثالث: مامدى مسئولية المسلم عن تدين الآخرين؟ وهل يحق لي الحكم على درجة تدينهم؟ المسألة خطيرة جدا، لأنه ترتب عليه ظهور جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وأصبحنا نرى من يضرب الناس كي يذهبوا للصلاة، والحقيقة أن تلك المسألة الخطيرة مرتبطة بضرورة تصحيح الصورة الذهنية عن الحسبة، ذلك المصطلح القيم الذي تم تشويهه في العصر الحديث، ففي كتاب"معالم القربة في أحكام الحسبة"لابن الأُخوة القُرشي الذي توفاه الله 729 هجريا؛ وهو من كتب الفقه الإسلامي، لم يذكر الكتاب أبدا أي نوعٍ من الحسبة كالتي تُمارس حاليا في السعودية؛ كضرب الناس مثلا كي تُصلي، بينما ذكر الكتاب مثلا" على الخبازين الالتزام بحلق شعر ذراعيه؛ ووضع كمامة على فمه وعصابة على جبهته حتى لا يتساقط رذاذ فمه أو عرقه في الطعام، كذلك على الهراسيين" بائعي الهريسة" عدم خلط القمح بالشعير، أوخلط اللحم الضأن بلحم الجمل.. وهكذا، كذلك ينبغي التفرقة بين المحتسب المتطوع ومهمته التذكير فقط ولا يملك الزجر أو النهي لأن كل ذلك من واجب المحتسب الموظف. كل هذا لا نعرفه حاليا، بل أصبحت قناعاتنا بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الاعتداء على حرية الآخرين والتفتيش على أفكارهم وتكفيرهم وغيرها من الأمور العبثية التي أحطناها بهالة من التقديس. قضية أخرى معقدة جدا؛ وهي قضية الولاء والبراء، بمعنى الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين، وقد قُدمت فيها مئات الرسائل البحثية في الماجيستير والدكتوراه في السبعينات والثمانينات، والفهم الخاطئ لذلك المفهوم أدى لأن يتبرأ أحدهم من أمه فقتلها، وآخر تبرأ من خاله وقتله! المسالة أخذت زخما هائلا دون أن نفهم أن تلك القضية ظهرت في وقت ابن تيمية، وكانت متعلقة بالتعامل مع الأعداء.. بمعنى الجاسوسية والخيانة، وليس بالمعنى الفقهي الفني داخل المجتمع الإسلامي. السؤال الرابع: كيف يتم تنظيم علاقة المسلمين بغيرهم؟ تلك معضلة ينبغي تفكيكها هي الأخرى، فقضية التعامل مع المسيحين تحتاج لتفكيك؛ وتوضيح القدر الهائل من الارتباك الذي اكتنفها، فالجزية مثلا صارت مسألة تاريخية، وهنا أذكر أن معاوية بن ابي سفيان دفع الجزية للروم ليقوموا بحماية حدود الدولة الإسلامية البحرية، وذلك بعد ضعف الدولة الأموية وعدم قدرتها على تولي ذلك الأمر بنفسها، إذن فالجزية قضية سياسية لا دينية. السؤال الخامس: معنى مفهوم الجهاد؛ ذلك المعنى العظيم الذي تم تشويهه؛ لدرجة أصبحت الناس تنفر منه، رغم أنه لفظ على درجة عالية جدا من الضوابط التي تحدد أدق التفاصيل فيه، خاصة وأن الإسلام النسق المعرفي الوحيد الذي أنتج آدابا للحرب؛ فمثلا لا يُقتل من انسحب وولى ظهره، فلا يُؤخذ كأسير أبدا ليُذبح مثلما تفعل داعش! السؤال السادس:ما العلاقة بين مفهوم الخلافة ومفهوم الدولة الحديثة؛ وهل هما بمعنى واحد؟ تلك قضية في غاية الخطورة وتحتاج بدورها لتفكيك، إذ لا علاقة مطلقا بين مفهوم الخلافة الإسلامية وبين مفهوم الدولة المعاصرة، فالإسلام لم يعرف مفهوم الدولة بالمعنى المعاصر، وقد وضح ذلك جليا في ترجمة المستشرق اليهودي روزنتال لمقدمة ابن خلدون؛ ويمكن الرجوع إليها لمن أراد الاستزادة. وهل الساحة الفكرية مهيأة حاليا للقيام بمثل هذه المهمة التفكيكية الثقيلة؟ الحقيقة؛ أن كثيرين ممن يتكلمون عن التراث لم يقرأوه، الإمام الشوكاني مثلا؛ قسم الأحاديث النبوية الشريفة إلى 60 قسم، ماجاء عن النبي بصفته نبي أم بصفته بشر؟ هل الأمر خاص به أم بأسرته أم بعامة الناس؟ هل هو على سبيل الإلزام أم الاقتداء؟.. وهكذا؛ وانتهى إلى أنه لم يجد سوى 16 قسما فقط، ولكن لا أحد يقرأ، وهنا أذك أني عكفت منذ أكثر من عشرين سنة -مع مجموعة من الباحثين المتخصصين على مستوى العالم العربي والإسلامي كله- ولمدة عشر سنوات كاملة؛ على تقديم مشروع إسلامي حضاري في كافة نواحي المعرفة، أثمرت عن حوالي 20 كتابا لم يقرأها أحد! أقولها -وبضمير مرتاح- ليست كل ورقة صفراء لها قداسة، بمعنى أن التراث يحتاج إلى مراجعة، ومفاهيم كثيرة تحتاج لتدقيق، فحتى فكرة دار الحرب ودار السلام انتهت من نحو 700 سنة، وتحولت لمفهوم دار العهد... أود توضيح نقطة هامة، أو الإجابة عن سؤال هام: كيف تُصنع الأفكار؟ الإجابة تلقيتها من أستاذي المفكر الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، قال: الأفكار في الغرب تُلقى في مقال ( وأنا عشت بالغرب فترة وخُبرت الأمر بنفسي)، فإذا كان لها فرصة للحياة ؛ يدور حولها نفاش في مقالات متنوعة، وإذا استمرت؛ تتحول لبرامج " التوك شو"، وحين تَثبت أهميتها؛ تُكتب عنها دراسات وكتب، وحين تتحول لأفكار أساسية؛ وقتها يجب تلقينها للناس عن طريق المناهج التعليمية، ثم تصبح عمدا من أعمدة الحضارة، فتتحول لفيلم روائي يفوز بالأوسكار، يستقر بعده في اذهان الناس، لأن الأفلام والفن أسهل الطرق لترسيخ المفاهيم والأفكار؛ خاصة وأننا تحولنا من عصر القراءة إلى عصر المشاهدة. إذا فكرنا بهذه الطريقة سنفكك أفكار داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، وإلا سنلتقي مرة أخرى بعد 20 سنة أُعيد نفس ماقلته حتى ولو كان تحت عنوان آخر. أعود وأكرر لابد من وجود حراك ونقاش وجدل واحتكاك مجتمعي وتبادل للأفكار، وأن نتعلم كيف نستمع ونطرح حتى تنضج الفكرة وتنمو وتُغير... نحتاج مجمعا علميا جامعا للباحثين والمفكرين والمجهودات والدراسات، يبتعد عنه الهواة والجُهال والخاضعون لسلطة العوام، نتمسك بقول مالك بن نبي المفكر العربي المعروف حين قال:لابد من التفرقة بين الصحة والصلاحية، فالأمر قد يكون صحيحا لكنه غير صالح لزمان غيره، خاصة وأن هناك 4 متغيرات لابد من أخذها في الحسبان: الزمان، المكان، الإنسان، الأحوال. إذا تغير أحدهم تُصبح الفكرة غير صالحة حتى وإن كانت صحيحة.