تواضروس يؤكد أنها محمية طبيعية للدولة حق التصرف فيها أحد رهبان الريان ل"المشهد": على البابا عدم الإنصات لحاشيته لأنها تهدم الكنيسة الكنيسة لم تتخل عن دورها السياسى وقرارتها السياسة، كما كان يحدث فى عهد البابا شنودة الراحل، كانت قرارات الكنيسة تجاه أزمة دير وادى الريان، صفعة على وجه الرهبان على المستوى الخاص والأقباط بشكل عام.. لقد مكث كثيرًا من رهبان دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان، منذ أن تم تعميره على أيدى الأب أليشع المقارى فى اوائل الستينيات، لكى يصبح منارة للعالم ذات الطابع الرهبنى القديم، والتى يمتزج به روح الوحدة فى الجبال والتعبد بعيد عن البشر، رغم المخاطر التى يتعرض لها رهبان الدير من المجرمين فى الجبال ودفع "إتاوة" للبدو مقابل المكوث فى المغارات التى عاش بها المسيحيون القدامى. انتظر رهبان الدير البابا الجديد تحقيق أمنيتهم بالاعتراف بهم "رهبانا" أمام المجمع المقدس لاستخراج بطاقات الرقم القومى، ولكن كانت العراقيل كثيرة من الحرس القديم للبابا شنودة أمامهم، إلا أن البابا تواضروس الثانى أصدر قرارًا فى 6/12 /2012 بالاعتراف رسميًا بالدير، وتبعيته للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط، وتوابعها ويشرف على الدير المتحدث الرسمى باسم الدير هو الأب اليشع المقارى. لم تطل فرحتهم كثيرًا، حيث نشب صدام بين مجمع رهبان الدير والدولة بدأت بأزمة بناء سور للدير والتعدى على المحمية الطبيعية، وانتهت بأزمة شق الدير بطريق دولى يربط بين الفيوم والواحات على إثره تم شلح اثنين من الرهبان وإعفاء الأب اليشع المقارى مسئول الدير من أمانة الدير. تفاقمت الأزمة عندما ذهب عاملو الحفر إلى أرض الدير لإزالة السور وشق الطريق، ولكن تصدى لهم الرهبان مما دفع الكنيسة لإصدار بيان تبرأة الكنيسة من الدير كاملًا، وأن ما فعله الرهبان هناك مع منفذى مشروع الدولة تجاوز الحدود، يعتبر عملًا خارج عن القانون. وأصدار البابا تواضروس بيان، جاء فيه أن وادى الريان منطقة محمية طبيعية، سكنها قديمًا عدد من النساك والمتوحدن، وحديثًا حاول البعض إحياء الحياة الرهبانية على أرض لم يتملكوها قانونيًا، ولم يصدر بها اعتراف كنسى حتى الآن، لذا قررت الكنيسة تخليها عن مسئولية الدير وطرد 6 من مدعى الرهبنة وللدولة الحق فى التصرف كما تشاء. فى هذا الصدد التقت "المشهد" مع أحد رهبان الريان بمقر الدير فى "بيت المحبة" بالزيتون، يدعى الراهب سمعان الريانى، للوقوف على حقيقة الأمر وكيف تفاقمت الأزمة. عبر الريانى، عن استيائه من بيان الكنيسة حول أزمة الدير، وتخليها عن رهبان الكنيسة ووضعهم فى مواجهة الدولة، قائلا: إن 118 راهبًا فى دير وادى الريان، ينتقدون ما فعله البابا تواضروس والقس أنجليوس إسحق، الذى يعتبر المحرض الرئيسى على هذا البيان، حسب قوله. وأضاف أن القس أنجليوس إسحق، هدد رهبان الدير فى مكالمة تليفونه قائلًا: "اللى مش هيقف مع البابا والدولة البابا هيشيله من وشه"، مؤكدًا أن "إسحق" خاطب أحد الأباء بالدير، على أنه البابا تواضروس قائلًا لهم: "لا تعصوا أوامر البابا وإلا مصيركم مثل مصير المطرودين". وتساءل: كيف يأمر البابا بطرد 6 من الأباء الرهبان دون انعقاد مجمع مقدس؟، مؤكدا أن هؤلاء الرهبان الذين تم طردهم من الدير وقفوا ضد الاستعباد الكنسى من قبل القس أنجلوس آسحاق، كاشفًا أن الأنبا إبرام أسقف الفيوم، حاول توصيل صراخ الرهبان إلى البابا وكان يساعد على إنهاء الأزمة، ولكن القس إسحق أمر بإبعاد الأسقف عن المشهد وترك الأمر له. وأوضح الريانى، أنه تم إغلاق أبواب الدير، ووضع لافتة مكتوب عليها "هذا الدير لا يخضع للكنيسة بل يخضع إلى الله فقط"، وكل الرهبان فى اعتكاف دائم لحين إنهاء تلك الأزمة، مشيرًا إلى أن البابا ساعد على الانشقاق داخل الرهبان فى الدير. وطالب الريانى، البابا تواضروس، بعدم الإنصات إلى حاشيته لأنها تهدم الكنيسة، وتنتهك الرهبنة، بل يجب أن يسمع صراخ وشكوى أبنائه فى وادى الريان، وأن يذهب بنفسه إلى الدير للوقوف على الحقيقة واتخاذ ما هو خير للدير وللصالح العام للكنيسة والدولة. كما طالب الريانى بعودة مؤسس الدير الراهب أليشع المقارى، إلى ديره لأنه لم يتجاوز فى حق البابا أو الكنيسة بل نادى بأبسط حقوق الرهبان فى العيشة الكريمة دون مضايقات من أحد.