قام أعضاء حملة "مين بيحب مصر"، المخرج مجدي توفيق رئيس اللجنة الثقافية بالإسكندرية ومحمد الأكرم عضو اللجنة القانونية بحملة "مين بيحب مصر"، بزيارة إلى طابية صالح بقسم مينا البصل بالإسكندرية. وقال المخرج مجدي توفيق رئيس اللجنة الثقافية بالحملة، إن الحيوانات النافقة والحشرات تحاصر المنطقة رغم أثريتها حيث تحتوى على الجبانة الجماعية الأقدم من نوعها فى العالم إذ يمتد عمرها لما قبل الجبانة الجماعية فى جنوة بإيطاليا حيث أقيمت المنطقة فوق أول جبانة جماعية فى العالم قبل جبانات جينوا الشهيرة فى إيطاليا وتم اكتشافها منذ عام 1997، وهو ما أكدته اللجنة التى شكلها زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الأسبق. حيث كشفت عن بناء المنطقة فوق «تل أثري» مكون من الجبانات التى تخفى بداخلها معالم أثرية مهمة يرجع تاريخها للعصر اليوناني والروماني ما دفع هيئة الآثار للمطالبة بإخلاء هذه المنطقة بعد تعويض سكانها بأماكن بديلة، تسمح لهم بالانتقال من منازلهم وإخلاء المنطقة تمهيدًا لبدء عمليات المسح الأثرى وإجراء عمليات الحفر والتنقيب، التي ستساعد على اكتشاف الآثار، التى تقام عليها المناطق الثلاث والتي ترجح المنطقة أن تكون أهم المزارات السياحية فى العالم. وقال محمد الأكرم عضو اللجنة القانونية بالاسكندرية إن هناك هبوطًا أرضيًا مستمرًا بسبب السراديب والجبانات الموجودة تحت الأرض والثعابين التي تفوق أعدادها الآلاف والتي تهاجم الأهالي يوميًا وأطفال لا يعرفون وسائل الترفيه سوى اللعب بعظام الحيوانات النافقة ويشعرك المكان للوهلة الأولى أن سكانه منعزلون عن العالم بعد أن ظلوا فى كهفهم سنوات لم يخرجوا منه. وأكد الأكرم، أن أهالي المنطقة يقولون إنه رغم تعدد شكاواهم لحي غرب والمحافظة بسبب الحشرات والثعابين التي تهاجمهم باستمرار إلا أن شكاواهم لم تجد أي صدى أو تحرك أى مسئول ما زاد الخوف بداخلهم بسبب شعورهم بأنهم يقيمون فوق تل أثري، من الممكن انهياره في أي وقت وتدفن معهم معاناتهم فى الجبانات الأثرية مع أجدادهم القدماء. لم تكن شكاوى الأهالي من الفئران والحشرات فقط، إذ إن مهاجمة مياه الصرف الصحي للمنازل زادت من معاناتهم اليومية وأصبحت المهدد الأول لحياتهم بسبب طبيعة الأرض الرخوة التي تهدد منازلهم بالانهيار فى أى وقت. وكشف الأكرم عن معاناة الأهالي ومنازلهم التي يعيشون فيها بلا أسقف وشوارع معظمها غير ممهد وحيوانات ضارة ونافقة وأهال فقدوا أبناءهم صعقًا بالكهرباء بسبب مياه الصرف داخل المنازل. وقال محمد الأكرم عضو اللجنة القانونية بالإسكندرية إن تراكم القمامة فى المنطقة أدى إلى انتشار الحشرات بشكل أصاب الأطفال بالأمراض، مشيرا إلى أن مشروع تحويل طابية صالح إلى أماكن أثرية يعتبر من المشاريع القومية المهمة لاعتبارات تتعلق بالحفاظ على التراث السكندري وإحيائه واكتشاف العديد من الكنوز الأثرية التي لم يتم الكشف عنها بعد. وأشار أيضاً إلى أن مشكلة الآثار والميناء تسببت في إيقاف الحركة والحياة في المناطق الثلاث لمدة 25 عامًا تقريبًا بسبب الخلاف الذى نشب بين هيئة الآثار وهيئة الميناء، بسبب رغبتها فى استخراج القطع الأثرية من أسفل كوبري قبارى.. الإسكندرية. وطالب الأكرم بوضع خطة لترحيل السكان وإيجاد بديل لتحويل المكان إلى مزار أثري وأكد أن إزالة هذه المنطقة يأتي للصالح العام بسبب ضعف المنطقة معماريًا مما يجعلها معرضة للانهيار بسبب وجود التجاويف الموجودة أسفل الأرض والناتجة عن وجود الجبانات خاصة بسبب وجود ميل واضح وتهالكها الشديد، مما يؤكد ضرورة إزالة المنطقة بالكامل بعد دفع التعوض العادل للأهالي. وأشار الاكرم إلى إمكانية تحويل هذه المساكن إلى منطقة أثرية وسياحية بعد إزالة البيوت العشوائية واستكمال أعمال الحفر والتنقيب، على أن تتحمل المحافظة توفير أماكن بديلة، مقترحاً أن يتحمل المجلس الأعلى للآثار تكاليف الإزالة فقط على أن تكون تكاليف توفير أماكن بديلة، مسئولية الحي التابع له المنطقة. وأوضح أن هذا الاقتراح بتحويل هذه المنطقة إلى منطقة سياحية يعود بالنفع على هيئة الميناء بسبب ما سيحققه من رواج سياحي للميناء بصفة خاصة، مطالبًا بمشاركة الميناء فى دفع تكاليف الإزالة والبناء وأكد على أهمية ضرورة التنسيق بين المحافظة وهيئة الميناء والآثار من أجل العمل على نقل هذه المنطقة إلى أطراف المدينة وهدم المناطق الحالية.