اختتم الادعاء في جرائم الحرب مرافعته ضد زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادزيتش يوم الاثنين واتهمه بأنه كان "القوة الدافعة" والشخص المسؤول عن حملة الإبادة الجماعية للتخلص من السكان غير الصرب في البوسنة. وطلب الادعاء تطبيق أقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة على كارادزيتش وهو أحد القادة السياسيين خلال حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995 وأسفرت عن مقتل 100 ألف شخص. وفي ختام أربع سنوات من جلسات المحاكمة قال المدعي ألان تيجر لقضاة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إن كارادزيتش كان يتباهي في تلك الفترة بعزمه على محو السكان البوسنيين غير الصرب. وقال تيجر "بعد تقديم مئات الشهود و80 ألف صفحة من المذكرات و10 آلاف مستند كشف النقاب عن سياسة التطهير العرقي في النهاية وكان كارادزيتش القوة الدافعة وراءها." ويواجه كارادزيتش تهما بارتكاب مجازر جماعية جراء مقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم من سربرينيتشا في أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الصربية باطلاق النار على السجناء بعد أن اقتادتهم إلى مواقع القتل. كما يتهم بتحمل المسؤولية عن حصار العاصمة سراييفو لمدة 43 شهرا والذي قتل خلاله أكثر من خمسة آلاف مدني. وقال تيجر لهيئة المحكمة "قتل الآلاف ودمرت مئات البلدات وأجبرت أعداد هائلة على النزوح." وأشار إلى أن كارادزيتش (69 عاما) استخدم العنف والإرهاب لاقتطاع دولة انفصالية صربية من البوسنة المتعددة الاعراق وبدأ هذه العملية قبل أيام من اعلان البوسنة استقلالها عن يوغوسلافيا. وتختتم محكمة يوغوسلافيا السابقة أعمالها بعد محاكمة 112 مشتبها به منذ أسسها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 1993 لمعاقبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية. وكارادزيتش هو أحد اربع مشتبه بهم -بينهم القائد العسكري البوسني الصربي راتكو ملاديتش- مازالوا في قفص الاتهام. وحكمت المحكمة على سبعة أشخاص فقط بالسجن مدى الحياة حتى الآن. وقال كارادزيتش الذي يتولى الدفاع عن نفسه إنه لم يكن مسؤولا عن الأشخاص الذين نفذوا المجازر وهو أمر يدحضه الادعاء. ويقدم كارادزيتش مرافعاته النهائية يوم الأربعاء المقبل.