قال قائد عسكري سابق، مقرب من قيادة مؤسسة الجيش المصري، إن الجيش حريص على تحقيق المصالحة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين وكافة القوي السياسية، ولكن بضوابط، أبرزها استبعاد الملوثة أيديهم بالدماء. وأضاف اللواء سيد هاشم، المدعي العام العسكري السابق، إن الجيش كان أول من سعى إلى المصالحة عبر بيان قيادته العامة الصادرة 3 يوليو الجاري، وكانت الدعوة صريحة في ذلك للقوى السياسية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين التي لا يغفل أحد دورها في الحياة السياسية كقوة منظمة وموجودة منذ 85 عاماً. ولفت إلى أن المصالحة التي يسعى إليها الجيش في الوقت نفسه لها ضوابط “,”فلا يمكن التصالح مع من ارتكب جريمة، وتلوثت يده بالدماء“,”. وحول ما إذا كان ذلك ينطبق على الرئيس المقال محمد مرسي قال هاشم إن مرسي “,”متهم في قضية هروب قيادات إخوانية من سجن وادي النطرون خلال ثورة يناير 2011، وإذا تمت إدانته سيكون مستبعدا من المصالحة“,”. ونفى القائد العسكري السابق أن يكون هناك استهدافا من الجيش لجماعة الإخوان، قائلا إن الجيش سلم السلطة لمرسي كرئيس منتخب في يونيو 2012، وقدم له التحية العسكرية، ولكن ما حصل في الأيام الماضية أن الجيش “,”لبى نداء الشعب بعدما فشل الرئيس في تحقيق مطالبه“,”. وشدد على أن اللحظة الراهنة “,”تحتاج لمصالحة بقوة لأننا أمام فرقاء علي درجة عالية من الخلاف“,”. وفي ذات السياق، قال مصدر بالأزهر إن قيادات بالأزهر وشخصيات عامة أجرت اتصالات عدة على مدار الساعات الماضية للتواصل مع كافة الأطياف السياسية؛ سعيا للوصول إلى حل سياسي وتحقيق المصالحة التي دعا إليها شيخ الأزهر، أحمد الطيب في بيانه الأخير. وأضاف المصدر أن وفدًا من الشخصيات العامة سيتوجه إلى قيادات بجماعة الإخوان المسلمين لإقناعهم بقبول الدخول في عملية المصالحة. وكشف المصدر عن لقاءين تما بين قيادات بالجيش وقيادات بجماعة الإخوان قبل وقوع أحداث الحرس الجمهوري التي راح ضحيتها عشرات القتلى من مؤيدي مرسي خلال اعتصامهم أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري، شرقي القاهرة، الإثنين الماضي، كما تواصل الرئيس المؤقت عدلي منصور مع قيادات إخوانية إلا أن الأمر باء بالفشل. كما أشار إلى أن مؤسسة الرئاسة كانت تسعى لتأجيل تشكيل الحكومة لحين التوافق مع الإخوان، غير أن ذلك باء بالفشل أيضا. وكان جهاد الحداد، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان قال في تصريح سابق أن الجماعة لن تشارك في أي عمل يشرف عليه “,”الانقلابيون“,”. وقام عدد من الشخصيات العامة والسياسية بالتواصل مع أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ليكون المشرف علي تشكيل لجنة من الحكماء ترعي المصالحة. وكان شيخ الأزهر دعا في بيان له قبل يومين إلي المصالحة الوطنية وإلا فإنه سيجد نفسه مضطرا للاعتكاف في منزله، واصفا الفترة الراهنة التي تمر بها البلاد بزمن الفتنة. وانحازت عدة أحزاب وشخصيات عامة لدعوة الأزهر؛ حيث أعلن يونس مخيون، رئيس حزب النور، مساء أمس أن حزبه اتخذ خطوات هامة في تكوين لجنة الحكماء، وتواصل مع شيخ الأزهر وشخصيات “,”تتمتع بالمصداقية لدى الجميع“,” في ذلك. ومن ناحيتهم يقوم اليوم مجموعة من النشطاء والكتاب المؤسسين لمجموعة “,”كلنا مصر“,” (تشكلت بعد مظاهرات 30 يونيو) بتناول طعام الإفطار الرمضاني مع مؤيدي الرئيس المقال محمد مرسي في محل اعتصامهم بمنطقة رابعة العدوية، شرقي العاصمة. وقال عبد الرحمن يوسف، الشاعر وأحد مؤسسي الحركة في تصريح له عبر موقعه علي موقع التواصل الشخصي “,”تويتر“,” إن “,”جميع النشطاء الذين قرروا التوجه إلى رابعة العدوية اليوم شاركوا في ثورة 30 يونيو، ويرون أن الدكتور محمد مرسى رئيس سابق ولا شرعية له الآن، ولكنهم يتوجهون إلى معتصمي رابعة في إطار مبادرة للمصالحة ولم شمل الشعب وحقن الدماء“,”.