دعا مندوب إسرائيل الدائم لدى الأممالمتحدة، رون بروسور، مجلس الأمن الدولي إلى "إصدار قرار يطالب بتجريد قطاع غزة من الأسلحة وإدانة حركة حماس وإعلانها منظمة إرهابية"، فيما تراجعت حدة المعارك في غزة وتوقف القصف من الجانبين صباح اليوم. وقال بروسور في رسالة شكوى بعث بها إلى الدول الأعضاء في المجلس إن "حماس أثبتت بشكل لا يقبل التأويل بأنها لا تولي أي أهمية لحياة أفرادها وسكان قطاع غزة؛ وذلك خلافاً لإسرائيل التي وافقت على جميع الاقتراحات بوقف إطلاق النار". وأضاف في رسالته التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم السبت، أن إسرائيل "معنية بوضع حد للعنف، لكنها لن تتفاوض في الوقت الذين لا يزال مواطنوها يتعرضون لاعتداءات متكررة"، بحد قوله. تراجعت حدة المعارك صباح اليوم السبت في غزة بعد يوم شهد إطلاق سيل من الصواريخ والضربات الجوية الإسرائيلية التي اسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين بينهم طفل في العاشرة من العمر. واستؤنف القتال بعد فشل المفاوضين من الجانبين في التوصل الى تمديد هدنة استمرت 72 ساعة وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من الجمعة. ومع ذلك عبرت الولاياتالمتحدة عن املها في التوصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار "في الساعات المقبلة". واستمرت عمليات القصف الإسرائيلية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، واستهدفت خصوصا مناطق أخليت من السكان، ولم تسفر عن اصابت. أما إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية فقد توقف منذ الساعة 18,00 تغ من الجمعة كما أعلن الجيش الإسرائيلي. كما ذكر الجيش الذي سحب صباح الثلاثاء قواته من قطاع غزة بعد إعلانه تدمير انفاق لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) انه تحركاته تقتصر حاليا على ضربات جوية. وهذا الهدوء النسبي جاء بعد يوم من المعارك الكثيفة. فقد ذكر الجيش الإسرائيلي أنه شن 82 غارة ردا على إطلاق 75 صاروخا من القطاع الفلسطيني. وأضاف أن عمليات القصف هذه سمحت بتصفية ثلاثة مقاتلين فلسطينيين. وذكر مصدر طبي فلسطيني أن طفلا في العاشرة من العمر قتل في غارة على شمال مدينة غزة، بينما أدت غارة أخرى الى سقوط ثلاثة قتلى بالقرب من خان يونس جنوب القطاع. وقتل شاب في غارة بالقرب من رفح ايضا. سكان غزة يبحثون عن مآوي آمنة وإسرائيل تمنع التجمعات وداخل قطاع غزة، استأنف السكان بحثهم عن أماكن يلوذون بها في أرتال من السيارات أو العربات أو سيرا على الأقدام محملين بأكياس من الأغذية أو الملابس. وقال عبد الله عبد الله (33 عاما) في مدرسة التفاح بالقرب من مدينة غزة التي لجأ اليها مئات الفلسطينيين "بالتأكيد نشعر بالخوف". وأضاف "اشعر بالخوف وكذلك أبنائي وزوجتي". وفي إسرائيل، فرض الجيش من جديد إجراءات الدفاع المدني التي كان قد فرضها قبل وقف إطلاق النار. ومنعت من جديد التجمعات في إسرائيل التي يتجاوز عدد المشاركين فيها 500 شخص في المدن الواقعة على بعد اقل من 40 كيلومترا من قطاع غزة. كما اقفلت دور الحضانة في هذه المناطق غير المزودة بملاجئ. وتبادل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بالاخفاق في المفاوضات. إسرائيل لن تفاوض تحت القنابل من جهته قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ابلغت الوسيط المصري "استعدادها لتمديد التهدئة 72 ساعة قبل ان تقوم حماس بخرقها". وتعتبر حماس رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع مطلبها الاساسي، في حين ترى إسرائيل ان فتح القطاع قد يسهل ادخال السلاح الى هذه المنطقة. وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده "لن تفاوض تحت القنابل". ومع ذلك قالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "نأمل في أن يتفق الأطراف على تمديد وقف إطلاق النار في الساعات المقبلة". الا ان هارف رأت ان حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن انهاء وقف اطلاق النار. وقالت ان "إسرائيل كانت مستعدة لتمديد وقف اطلاق النار لكن حماس رفضت وعاودت اطلاق الصواريخ على إسرائيل ولا تزال ترفع سقف مطالبها". وأكد الوسطاء المصريون ومسؤولون فلسطينيون أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد. وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد إن الوفد سيبقى في القاهرة حتى التوصل إلى اتفاق نهائي. وفي الضفة الغربية توفي فجر اليوم السبت فلسطيني كان أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت أمس الجمعة في الضفة الغربية تضامنا مع أهالي غزة. وقال متحدث في مكتب المعلومات في مستشفى الميزان في مدينة الخليل "إن الشاب نادر ادريس ( 42 عاما) توفي فجرا بعد ان كان أصيب برصاصة في الصدر خلال المواجهات التي وقعت في الخليل" بعد مسيرة شارك فيها المئات تضامنا مع أهالي غزة حيث اصيب عشرات بجروح. مظاهرات أردنية دعماً للمقاومة وفي عمان، شارك عشرات الآلاف من الاردنيين في مهرجان إقامته الحركة الإسلامية احتفالا ب "انتصار غزة" ودعما ل "المقاومة". وبحسب مراقب عام جماعة الاخوان المسلمين في الأردن همام سعيد شارك نحو نصف مليون اردني في مهرجان "غزة تنتصر، المقاومة تحمينا ونحميها"، فيما قدر مسؤول امني العدد باكثر من 100 الف. وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال مباحثات هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن "التصعيد الخطير" في غزة يجب أن يدفع لتكثيف الجهود لتهيئة الظروف لإعادة زخم عملية السلام.. وأكد "أهمية تكثيف الجهود، وعلى مختلف المستويات، لإنهاء العدوان الإسرائيلي ووقف معاناة الشعب الفلسطيني"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وأدت عملية "الجرف الصامد" التي شنتها إسرائيل في الثامن من يوليو لضرب القدرات العسكرية لحماس إلى سقوط 1898 فلسطينيا على الاقل بينهم مئات الاطفال، حسب مصادر طبية فلسطينية. وتقول الأممالمتحدة ان 1354 من القتلى الفلسطينيين منذ الثامن من يوليو مدنيون وبينهم 447 طفلا. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 64 عسكريا وثلاثة مدنيين.