الشعب المصري طول عمره غلبان وبيدور على الفرحة في كل مكان وإى حاجة بسيطة بتفرحه وبتسعده، وعشان الصيف كان لازم يجهز نفسه للمصيف من قبله بشهور كتييير وتلاقي العيلة كلها عاملة جمعية علشان تروح تصيف، والمصايف كانت بتاعة الشعب المصري زمان كانت عبارة عن الذهاب إلى الإسكندرية والخناقات بين الأهالي على الشواطىء على مين يقعد صف أول ومين يقعد قريب من البحر علشان يشوفوا ولادهم وسط الزحمة. لحد متلاقي الشمسية مغروسة في قلب الميه ومحدش عارف يخرج من البحر من كتر الشماسي المرصوصة في المياه والعيال بتوه وهى بتدور على أهاليها من كتر الزحمة والتشابه بين الشماسى، وطبعا لباس البحر "المايوة يعني" في الوقت دا هو المايوة الغريب الشكل للرجالة "البيكيني زي أحمد رمزي وعبد الحليم في أفلام زمان"، أما بالنسبة للستات فكلنا عارفين الجلابية أو العباية اللي بتتنفخ وتبقى زى البالونة!، أو لو الست مودرن شوية تلاقيها لابسة بنطلون وقميص، أو بنطلون وتيشرت بتنزل بيهم البحر، ومكانتش المايوهات الحريمي منتشرة في الوقت دا زى دلوقتي يعني لا مايوة شرعي، ولا مايوة بقطعتين، ولا حتى بقطعة واحدة إلا في شواطىء أولاد الذوات "العجمي أو المعمورة"، وكان أشهر حاجة في المصايف ولازم تكون موجودة مع الناس اللي بتصيف هي العوامة السودا "فردة الكاوتش الداخلي بتاعة العربيات" وكلها كانت لازم تكون مخرومة ومحلومة باللحام البرتقاني، وكل أفراد الأسرة بيتخانقوا عليها عشان مين يركبها لأنها كانت كبيرة بتاعة عربية نقل والعيلة عاملها مركبة وكلهم يقعدوا فيها أو يمسكوا فيها في البحر! أما الخروج باليل بيبقى على كورنيش إسكندرية والتجمع عند بير مسعود، أو أبو هاشم" مصر كلها كانت بتنزل في المنطقة دي من المندرة، والعصافرة، وميامي، وسيدى بشر" والناس بتتجمع عند بير مسعود وترمي فلوس وتتمنى أمنية وتقولك هتتحقق أو تتفرج على العيال الأسكندرانية وهما بينطوا جوا البير ويطلعوا من الناحية التانية، واللي كان بيتمنظر شوية في المصايف دي ويعمل ابن الأكابر كان بيروح المعمورة أو العجمي "كان العجمي والمعمورة هو مصيف الأغنياء" مش مارينا ولا الساحل لأنهم كانوا لسه متوجدوش أصلا على الخريطة! وكل المطربين في الوقت دا كانوا بينزلوا شرايطهم "البوماتهم يعنى" في الصيف، وعدد المطربين دول كان محدود قوي مش زي دلوقتي، وكان منهم عمرو دياب، ومنير، وهاني شاكر، ومحمد الحلو، ومحمد فؤاد، ومدحت صالح، وحميد الشاعري، وبعديهم ظهر بقى علاء عبد الخالق، وفارس، وإيهاب توفيق، ومصطفى قمر، ولطيفة، وسميرة سعيد، وسيمون، وحنان.. ويا سلام بقى على فرقة الفور أم، وفرقة المصريين! ولاقينا الشباب بيجيب الوكمان أبو سماعات كبيرة على الودان ويمشي يسمع أغانى مايكل جاكسون، أو ترافولتا، أو مادونا ويتفتشخر بيه قدام أصاحبه، ودا كان من مظاهر التطور عندنا في جيلنا "طبعا دلوقتي في الأي باد، والأي بود، وأم بي ثرى!" ويروح الشاب من دول للراجل بتاع الشرايط وبدل مايشتري شريط لا بيعمل ناصح ويقوله أعملي شريط كوكتيل "حبة أغاني على بعض واحدة لحميد، وأغنية لعمرو دياب وكدا يعنى" ...وهو دا الصيف زمااااان..!!