طالب الفنان محمود حميدة، الدولة بصياغة قانون لصناعة السينما لوقف تدهورها، لافتا إلى أنه لا يحب التليفزيون ولا العمل به لأنه يمحو الوعي النقدي لدى المشاهد، حسب زعمه، مشددا على أهمية تعلم اللغة العربية لأنه لا صلاح لنا إلا بها. جاء ذلك خلال لقاء محمود حميدة جمهور بمعرض فيصل للكتاب الذى تقيمه هيئة الكتاب بأرض الهيئة بشارع فيصل، في لقاء مفتوح أداره د. أحمد مجاهد، رئيس الهيئة للحديث حول مشواره الفني. وفي نهاية اللقاء تم تكريم النجم محمود حميدة وأهداه د. مجاهد درع هيئة الكتاب. بدأ اللقاء بفيلم تسجيلي يتضمن سرد لمشوار حياته مع عرض لقطات من أبرز أعماله الفنية مثل "بحب السيما" ، دكان شحاتة" ،"الامبراطور" ، " الآخر" ، "ملك وكتابة" ،"حرب الفراولة" وغيرها من أعماله السينمائية المتميزة. وقال مجاهد: قد تعرفون عن الفنان محمود حميدة أكثر مما أعرف، فالمعرفة ليست بالتواريخ والأرقام وإنما بالوصول إلى القلب، ومحمود حميدة استطاع ان يصل إلى قلوب جمهوره، وإلى جانب أنه فنان كبير فهو مثقف كبير أيضا وكلنا نعلم ولعه بأشعار فؤاد حداد، وهو ممثل سينمائي يؤمن برسالة السينما ولذلك أنشأ مجلة الفن السابع، وقام بتجربة إنتاج فيلم جنة الشياطين. وبدأ محمود حميدة حديثه قائلا : إن مجلة الفن السابع ليست فكرتي بل هي فكرة هيئة التحرير، وكان من المفترض أن يكون معي خمس شركاء ثم انسحبوا وقمت بإصدارها، وأرى أن السينما يجب ان يكون لها مجلة تعلن عن الصناعة نفسها، وكنت مهتم فقط بهذا الموضوع، وقررت تمويلها من الألف للياء. وعرض علي اعلان سجاير وخمرة، ولكنى رفضت الإعلانين وكانوا سيعطونني دخل 40 ألف دولار في الشهر، لأننا مجلة للمعرفة، ومن سيرى فيها هذه الإعلانات سيستهين بها ولكن توقفت المجلة. وعن علاقة المخرج بالممثل وأثر المخرجين على الفنان محمود حميدة قال : أنا شخص تعلمت التمثيل قبل دخولى للسينما، ولدى معلومة بأن المخرجين عندهم قصور فى تعليم الممثل من حيث المعرفة العلمية، وهذا ما يسمى بفن توجيه الممثل ولم يدرسه أحد عندنا. وأضاف ، عندما تعاملت مع المخرجين تعاملت مع كل مخرج على قدره وأفهم ما يريده وأعطيه ما يريده، وتعاملت بسلاسة شديدة ولم يحدث مشاكل كثيرة إلا فيما يتعلق برسم الشخصية العام. وتابع حميدة: فن السينما صناعة في المقام الاول وصناعة السينما في الستينات كانت كبيرة جدا أما الآن لا استطيع ان اقول ان هذا المصطلح ينطبق على السينما ولدينا منتجين لا نعرف عنهم شيء لان لهم تجربة واحدة، كنت أبحث عن موقف القانون من هذه الصناعة، ويجب وجود غرفة للصناعة وقانون إنشائي واتحاد منتجين وقانون الصناعة هو المسئول عن توصيف الوظائف، وهذا ليس موجودا في السينما، فلابد من قانون وإلا ستظل صناعة السينما فى تدهور طالما لم يصاحبها وقت إنشائها قانون إنشائي. وعن الرقابة على المصنفات الفنية قال حميدة : إن مفهوم الرقابة الرسمي غير مفهوم ويجب التفرقة بين مفهومها الرسمي ومفهوم الرقابة في العرف العام؛ لأننا تربينا على تقاليد معينة ولا توجد صناعة سينما او صناعة فيديو بدون رقابة رسمية، وان كانت غير معلنة، والرقابة يجب أن تكون متفهمة لطبيعة العمل، وهذا عمل في الخيال وليس في الواقع، أما صانع القطعة الفنية فعليه أن يصمت. وعن عمله في التليفزيون قال : لا أعمل فيه لأنى لا أحب التليفزيون، وفى رأيي أنه يعمل على محو الوعى النقدي لدى المشاهد. وعن ثورة 25 يناير قال حميدة: لا نعلم كيف قامت نحن الآباء والامهات، وأولادنا هم الذين قاموا بها وال18 يومًا للثورة شيء لا مثيل له في التاريخ، فقد أخرجت أنبل ما في المصري والمصرية، وبعد ذلك حدث العكس. وأضاف : لم نكن نعرف أولادنا ولا آمالهم ولا أحلامهم، وقلت وقتها: إن من هو فوق الخمسين يصمت ولا يتحدث عن الثورة، وقد عشت عهد ثورة عبد الناصر وبها بذور الفساد الاجتماعي والسياسي، وفى عهد السادات ظهر هذا الفساد ثم في عهد مبارك ترعرع الفساد وأصبحنا نتنفسه فظننا أننا صالحون. وأوضح حميدة أن الأدب خلاف لغة السينما والفيديو، وعندما أعمل فيلما له أصل أدبى لا يصح أن أعمل النص الأدبي كله، والعمل الفني قراءة للرواية. وعن اعتداء الأعمال الفنية على النص الأدبي قال حميدة: إن كل قارئ يعتدى على النص الأدبي. واختتم حديثه قائلا : احرصوا على تعلم اللغة العربية، فإذا لم نتعلم هذا اللسان فلا صلاح لنا، اللغة وعاء للفكر ووسيط بين البشر ولا سبيل لفهم ما تقوله وما تقرأه إلا بتعلم اللغة العربية.