يأخذ شهر رمضان المبارك طابعا مميزا في بريطانيا، حيث تشهد العاصمة لندن وباقي المدن ذات الكثافة المهاجرة من العرب والمسلمين مظاهر احتفاء واسعة بالشهر الفضيل ما يعكس التنوع والتمازج الثقافي والديني الذي تتميز به بريطانيا. وأصبح توجيه رسائل التهنئة والتبريك من قبل المسؤولين البريطانيين إلى الجالية الإسلامية عرفا سنويا، وفرصة لحث المسلمين على التبرع للفقراء والمشاريع الخيرية. وتحاول الجالية المسلمة في بريطانيا القيام بقدر المستطاع بالإحتفاء بالشهر المبارك من خلال إقامة الشعائر الدينية والعادات والطقوس الرمضانية، إضافة إلى تعليق الفوانيس الرمضانية داخل وعلى واجهات البيوت في المناطق ذات الأغلبية من السكان العرب والمسلمين في مدن لندن ومانشستر وبرمنغهام وشفيلد، والتي تكاد تخلو هذه المناطق من المارة خلال ساعات الإفطار وكانك تعيش في بلد عربي أو مسلم، كما وتحرص العائلات المسلمة على دعوة الأصدقاء وباقي أفراد العائلة والأقارب لتناول طعام الإفطار معا. وتمتد فترة الصيام في بريطانيا هذا العام إلى 19 ساعة يوميًا، متزامنا مع فترة فصل الصيف الشديد الحرارة، وليس أمام الصائم سوى خمس ساعات فقط للإفطار والسحور وأداء صلاتي العشاء والتراويح. وخلال الشهر الفضيل، يمكنك ملاحظة قيام الخيم الرمضانية في عدد من المناطق والأحياء ذات التواجد العربي في لندن، حيث تقوم هذه الخيم بتقديم وجبات الإفطار للمسلمين وغير المسلمين، وتقوم ببعض النشاطات الدينية خلال طيلة الشهر المبارك، كما تقوم بعض المساجد بتقديم وجبات الإفطار للمسلمين وغير المسلمين من أجل التعريف بالدين الإسلامي ومعانيه النبيلة.