قال القيادي السابق في حزب البناء والتنمية، والباحث في الحركات الإسلامية، هشام النجار، في حديث خاص ل"البوابة نيوز": إن كل التحركات تشير الى سعي الإخوان الى التهدئة ومحاولات التسليم والعودة من جانب واحد وبدون شروط والتزامات من الدولة للمشهد السياسي، والعمل من خلال مؤسسات الدولة لا بمواجهتها. وأكد أن هذا التغيير الجذرى فى منهجية التحرك اتضح من خطاب "تحالف الشرعية" القائم على الفرز الإسلامي، وأدبيات الثورة الإسلامية، ومواجهة مؤسسات الدولة، وعدم التنازل قيد أنملة عن مكتسبات الإسلاميين السياسية فى عهد حكم محمد مرسي، إلى الخطاب السياسي الناعم، واحترام مؤسسات الدولة مع السعى لإصلاحها، وهو خطاب ينتمي لوضعية الحركة الإسلامية والإخوان فى عهد مبارك قبل الثورة. وأوضح "النجار" أن ما أصدرته الجماعة من بيانات هو تلميح وتكرار محاولات جس النبض، بإمكانية تقديم تنازلات بشأن الدكتور مرسي، والمطالب الأساسية لتحالف الشرعية. وقال: "المشهد يقول إن هناك تفكيكًا للحلف الإسلامى ويقابله تشكيل لحلف ليبرالى إسلامى برعاية غربية، وهو ما أغضب كثيرًا من الأصوات المتشددة من الإسلاميين المتحالفين مع الإخوان، وكذلك كثير من شباب الجماعة الرافضين لتقديم أية تنازلات، والداعمين لبقاء التحالف الإسلامى كما هو". وأضاف: "بيان الإخوان الأخير بعد وثيقة بروكسل الذى يؤكدون فيه على احترام الشرعية وضرورة عودة مرسى جاء بعد الغضب والتذمر الشبابى والإسلامى بعد إقرار الوثيقة، حيث شعر الإسلاميون والشباب الذين يقودون الفعاليات فى الشارع والجامعات أن الاخوان باعتهم، وتخلت عنهم، وتحاول الخروج بمفردها، لتخفف من ثقل مسئوليات وتبعات أحداث الشهور الماضية، بعد أن أيقنت بالهزيمة، واكتفت بهذا الكم الضخم من الخسائر، وتسعى للعودة لتعمل بمفردها بعيدًا عن مكونات التحالف الذى أثقل كاهلها بما لا تطيق". وتابع: "تصريحات قيادات الجماعة الإسلامية تدل على أن هناك سخطًا وتذمرًا من تحرك الإخوان الأحادى وقرار تفكيك التحالف والتنازلات، وأن هناك ضغوطًا مارسها الإسلاميون على الإخوان، بأن هناك فواتير جماعية يجب على الجميع تحملها، وأن قرار الخروج من التحالف ليس بهذه السهولة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعرض الجماعة الاسلامية مقدرتها من جديد على إجراء صلح بين الدولة والإخوان فى نطاق تحالف الشرعية وبشروطه، وهى مسكنات ثبت فشلها، ولم تجد نفعًا طوال الفترة الماضية، لم ينجحوا فيها، وذلك بالتلميح بمقدرة الجماعة على الضغط فى الشارع والصعيد، وإطالة أمد الصراع، لتبدي الدولة تجاوبها وقبولها لشروط أو على الأقل بعض شروط الإسلاميين للصلح". وختم بقوله: "باختصار الإخوان تسعى للخروج من التحالف وتقديم تنازلات بمفردها، وبقايا مكونات التحالف يضغطون عليها ويغرونها بالبقاء، ويعطونها بعض الأمل فى أن التنازل قادم من الدولة عما قريب، بعد الصمود والمواصلة فى مواجهات الشارع والجامعات".