يبدو أنه لا توجد فروق كبيرة في أساليب التعامل الشرطية ما بين الديمقراطية في الغرب والشرق، فكلاهما يتعامل بمنتهى الحسم والقوة مع الاحتجاجات والمظاهرات، والغاز المسيل للدموع والعنف وخراطيم المياه، أساليب ممنهجة في قاموس الأمن سواء في بلادنا العربية أو في البلاد الأوروبية. مئات الضباط في الشوارع، واستنفار أمني عالي المستوى، و57 معتقلًا من المعارضين والمحتجين الإنجليز، حصيلة المظاهرات في اليومين الماضيين ضد الرأسمالية، على خلفية عقد قمة الثمانية الكبار G8 . مما يثير تساؤلات حول الفرق بين الدول عتيدة الديمقراطية وباقي دول العالم إذا كان المتظاهرون يضربون بالغاز المسيل للدموع في كل مكان في العالم! تناقلت وكالات الأنباء العالمية صورًا ومقاطع فيديو، تظهر فيها مداهمات شرطة مكافحة الشغب في لندن للمتظاهرين المناهضين للقمة G8 ، يوم أمس الثلاثاء، والتي ستنعقد الأسبوع المقبل . تستهدف هذه المظاهرات البنوك وصناديق الائتمان، وشركات التعدين والنفط في وسط لندن، البالغ عددها فوق الثمانين مؤسسة مالية، وكذلك فندق كلاريدج ونادي بودل الخاص. تركزت الاحتجاجات في الشوارع الشهيرة المتخمة بتلك المؤسسات، مثل شارع أكسفورد و شارع بيكاديللي، حيث بثت خريطة علي مواقع التواصل الاجتماعي توضح مواقع المؤسسات المالية، حتى يتمكن المحتجون من الوجود أمامها. جاءت الهجمات في يوم احتفال ضد مجموعة G8 الممثل الأوضح للرأسمالية، حيث احتل 32 متظاهرًا مبنى قديمًا كان تابعًا للشرطة في حي سوهو، وعلقوا فوقه لافتة تحمل عنوان “,”ماذا لو أسقطنا الثمانية الكبار؟“,”، وقال متحدث باسم شرطة العاصمة: “,”إن معلومات وردت بأن أفرادًا في هذا العنوان يحوزون أسلحة، بالإضافة إلى التخطيط لإحداث أضرار والانخراط في اضطراب عنيفة“,”. ناشط عرف نفسه باسم “,”فينيكس“,”، ادعى أن الشرطة منعت الحق في الاحتجاج السلمي من خلال محاولة اقتحام المبنى في سوهو، وقال: “,”إن عملية الاقتحام غير ديمقراطية بشكل واضح، وأنها تعد ضربات قوية للحق في الاحتجاج السلمي، إن التعبير عن الرأي هو تقليد تاريخي في هذا البلد، إنها ليست مظاهرة عنيفة إنها مظاهرة سلمية“,”. وتستضيف بريطانيا قادة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في 17 و18 يونيو، في منتجع للجولف في إيرلندا الشمالية، لكن بعض المحتجين اختاروا لندن لتنظيم الاحتجاجات خلال الأيام السابقة على القمة. وقالت جماعة أطلقت على نفسها اسم “,”أوقفوا قمة الثمانية“,” على موقعها على الإنترنت: “,”لندن بالنسبة للمليارديرات والطغاة وغيرهم من الطفيليات مكان امن للاختباء وغسل الأموال والتسوق، هؤلاء الناس لا يجرؤ أحد على المساس بهم، إنهم هنا على عتبات بيوتنا ولهم أسماء وعناوين“,”. وقد قام أحد الافراد بمحاولة القفز من فوق سطح المبنى، قائلا: “,”لا أريد أن أعيش في دولة فاشية“,”، لكن الشرطة تمكنت من إنقاذه، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، وصيحات أخرى أخذت تتصاعد في سماء لندن “,”عار عليكم“,” تتهم فيها الشرطة الإنجليزية بالعنف ضد المواطنين العزل.