بمجرد بدء الإعلان عن فيلم أوسكار عودة الماموث، وجدنا حالة كبيرة من التفاعل من قبل الجمهور والمتابعين ورواد السوشيال ميديا، خاصةً أن الفيلم يقدم نقلة نوعية وبصرية في عالم السينما المصرية، وتجسيدا لكائنات "وحوش"، على خطى السينما العالمية. وهو ما انعكس على حالة التفاعل الكبير من الجمهور مع شباك التذاكر السينمائي، بمجرد طرح الفيلم بدور العرض السينمائي، وتهافت الجمهور بشكل كبير، وحقق الفيلم أرقاما كبيرة في الأيام الأولى من عرضه. وبطبيعة الحال فإن الفيلم يعتبر حالة فنية متفردة وصعبة في التنفيذ واختيار أماكن التصوير والتقنيات المستخدمة والتكنولوجيا، وكلها عوامل جعلت من مخرج العمل العنصر الأكثر مواجهة لتحديات خروج الفيلم بهذا الشكل الرائع. "البوابة" حاورت مخرج العمل هشام الرشيدي، ليكشف تفاصيل العمل والتحديات التي واجهته وكل ما هو متعلق بالصناعة. * كيف بدأت فكرة عمل فيلم يعتمد على كائنات غريبة خاصة بعد فيلم ماكو؟ ** بالطبع وهو ما شجعني للتجربة، أنها بعد فيلم ماكو، وهو مقياس واضح أن الجمهور يريد أعمالا جديدة، ومن هنا بدأت التواصل مع أحمد حليم كي يكتب قصة فيلم أوسكار.
* ألم تخش من المقارنة كمخرج مع الأفلام العالمية؟ ** في بعض الوقت كانت تراودني تلك الفكرة، ولكن "لو انا خفت و غيري خاف و كلنا خفنا محدش هيعمل حاجة".
* ما أكبر التحديات اللي واجهتك أثناء تنفيذ الفيلم؟ ** الفيلم نفسه كان تحديا، والتحديات واجهته في كل مراحله، من أول الكتابة، إلى اختيار أماكن التصوير لاختيار الأفضل لتنفيذ كل مشهد، ولكن التحدي الأكبر هو تحدٍ أن كل القائمين علي المشروع يؤمنون بكائن اسمه أوسكار يتواجد معنا، كي يخرج العمل بالشكل المقنع للجمهور.
* حدثنا عن اختياراتك لأبطال الفيلم كيف كان المعيار؟ ** اختياري لأبطال الفيلم كانت بناء على الإيمان بالفكرة، "دي كانت أهم حاجة بالنسبة لي و سواء أحمد صلاح حسني أو هنادي مهنا أو محمد ثروت من أول ما الفيلم كان قصة بتتحكي أظهروا اهتماما و إيمانا بفكرة الفيلم من أول لحظة".
* ما المشهد الأصعب في الفيلم؟ ** أصعب مشهد صورته كان مشهد الطفلة أثناء حديثها مع أوسكار وفي حالة "فضفضة" وتحكي له مشاكلها، وتأتي صعوبة المشهد أن الطفلة أن تكون مقتنعة ومؤمنة و"مصدقة" بنسبة 100% أن أوسكار فعلا أمامها ويسمعها، كي تستطيع أن تتحدث بطريقة حقيقية. ويظهر المشهد بهذا الصدق، لذلك هو المشهد الأصعب بالنسبة لي في هذا الفيلم.
* هل المناخ السينمائي في الوقت الحالي يحتاج تلك النوعية من الأفلام؟ ** بالتأكيد، خصوصاً أن المتاح بقي سهل الوصول إليه والمشاهد أصبح أكثر وعيا، لأنه أصبحت لديه بدائل كثيرة في المعروض، وأصبح أكثر اطلاعاً على الكثير من الأعمال المتنوعة، خصوصا بعد انتشار المنصات. غير أن الجمهور لديه الفضول طوال الوقت للعمل الجديد والجيد وبصورة بصرية جديدة، لذلك تجسيد كائنات ضخمة تمت بتقنيات VFX على مستوى عالمي، هذا النوع من الأفلام ليس فقط سيحقق حالة إشباع للجمهور، ولكن سيفتح بابا لسوق أوسع.
* وهل تنوي تكرار التجربة؟ ** بكل تأكيد أنوي تكرارها، تجربة "أوسكار" بالنسبة لي كانت بمثابة فتح باب جديد، ومع هذا العمل اكتشفت حجم اهتمام الجمهور وكيف هو متعطش لسينما تقدم أعمالا مختلفة.
* البعض يلقبك ب"مخرج الأفلام المختلفة" نظراً للنوعية اللي تقدمها في السينما؟ ** اللقب يسعدني كثيراً، لأن ذلك يعني أنني أحاول ماهو جديد للسينما، ويعني أيضاً أن الجمهور أدرك ذلك، وهو ما يشجعني أن أكمل بنفس المنهج، وأسعى جاهداً أن أقدم كل ما هو جديد وأفكار وأخوض تحديات كبيرة من أجل الجمهور الذي آمن بالفكرة.
* هل تعتقد أن الجمهور يحتاج إلى الفكرة المختلفة أم الأفضل أن يتم العمل على المضمون وتقديم الأعمال الاجتماعية والكوميدية المعتادة والتي تلاقي نجاحا؟ ** "بصراحة الجمهور يحتاج كل الألوان الفنية، وهو يستحق ذلك، فمثلاً عرض فيلم مثل أوسكار عودة الماموث، مع بعض الأعمال الاجتماعية والكوميدية والتي لها مكانتها بالطبع، يقدم حالة من التنوع الذي يعود على الجمهور بالفائدة. ولا يمكن أن ننكر أهمية الأعمال الاجتماعية، فهي لها مكانتها، لأنها مرتبطة بحياة الناس اليومية، لكن في نفس الوقت، لا يمكن تقديم نوع واحد طوال الوقت، لابد من التنوع. كي يجد المشاهد ما يناسبه، ونشجع أن يرتفع سقف توقعات الجمهور على الأعمال السينمائية المعروضة.
* كيف كان رهانك على نجاح الفيلم؟ ** إلى أقصى درجات اليقين، أنا مؤمن جدا بنجاح الفيلم، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها كل من عمل في هذا الفيلم أعطى له كل ما يستطيع تقديمه من أجل إيمانه بالفكرة الناس، وجميعا بذلنا فوق طاقتنا، حتى نقدم عملا يليق بنا كصناع ويليق بالجمهور "فاعتقد أن رهاني علي نجاح الفيلم ملوش سقف".
* هل تم تصميم كائن الماموث بشكل حقيقي أم جرافيك؟ ** الماموث في أوسكار معمول بمزج بين الجرافيك والماكيت المجسم، فقد قمنا بتصميم المجسم "ماكيت" بالحجم الذي يشبه الطبيعي لأجزاء معينة من الماموث، مثل الرأس والأنف. وكان الهدف أن يتفاعل الممثلون معه بشكل واقعي وقت التصوير، وهو ما يجعل الأداء أكثر طبيعية، ويشعر الممثل بحالة معايشة مع الشخصية، حتى يستطيع أن يقدم تعبيرات ومشاعر وانفعالات هو يقتنع بها قبل المخرج والجمهور.
* ما أسباب تأجيل الفيلم لسنوات حتى يخرج إلى النور؟ ** دعني أخبرك أن تلك النوعية من الأفلام تحتاج إلى الكثير من التحضيرات قبل التصوير، و هو ما حدث بالفعل، وفي كل يوم تصوير، كانت التحضيرات لتجهيز المشاهد تحتاج الكثير من الوقت وقد يصل لأيام وأسابيع. لأن كل مشهد كان يتم ب 1000 طريقة، وهو ما أثر بشكل كبير على الوقت، ولكن كان الهدف الرئيسي أن يتم العمل بشكل مناسب دون التعجل حتى نقدم ما يليق بالسينما المصرية، خاصةً مع نوعية جديدة على الجمهور المتلقي للعمل.
* رسالتك من خلال أوسكار عودة الماموث؟ ** أنا حبيت أوصل فكرة إننا مش أقل من أي صناعة في العالم، وإننا نقدر نقدم عمل ضخم بجودة عالية، بس الأهم أن يكون عنده روحنا وهويتنا، "أوسكار" بيقول للجيل الجديد الحلم الكبير مش بعيد، ولو اجتهدت هتقدر تحقق اللي بتشوفه بس في أفلام برة. وفي عمق القصة، الرسالة كمان عن "التوازن" بين الإنسان والطبيعة، بين العلم والخيال، بين الماضي والمستقبل، ودي كلها عناصر مرتبطة بينا إحنا كمجتمع بيحاول يلاقي مكانه وسط عالم سريع ومتغير.
* مَن مِن النجوم تتمنى العمل معه؟ ** لم أستطع يوما الاجابة عن هذا السؤال، لأنني أتمنى العمل مع الجميع، وأتمنى أن يكون التعاون مع الفنان الواعي والذي يملك شغفا بالعمل وصناعة السينما، ولكن لو تريد اجابة حاليا، اتمنى تكرار التجربة مع الفنان أحمد صلاح حسني، فنان رائع وملتزم ومبدع ويعرف ماهو مطلوب منه ويقدمه على أفضل ما يكون، وهو قريب إلى قلبي بشكل كبير.
* وجه رسالة لفريق عمل الفيلم من ممثلين ومؤلفين وكل العاملين خلف الكاميرا؟ ** رسالتي لفريق العمل كله إني ممتن جدا لهم، "أوسكار عودة الماموث مش مجرد فيلم شخص واحد ده إنجاز جماعي من أول المؤلف اللي حط البذرة، لحد أصغر مساعد في اللوكيشن، كل واحد فيهم ساهم بجهده، بموهبته، وبإيمانه إننا بنعمل حاجة مختلفة ومش سهلة، أنا عارف إن الطريق كان مليان تحديات وضغط".