كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن أن بلاده تخوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مؤكدًا أن هذه المحادثات حققت تقدمًا ملموسًا وأن دمشق قطعت شوطًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق محتمل مع تل أبيب. وجاءت تصريحات الشرع في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حيث أكد أن المفاوضات الجارية تُعد خطوة مهمة نحو إنهاء عقود من التوتر بين البلدين وفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات الإقليمية. وأوضح الرئيس السوري أن هذه المفاوضات تأتي في إطار رؤية شاملة للسلام في الشرق الأوسط، تهدف إلى تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة وضمان الحقوق الوطنية للشعب السوري، وفي مقدمتها استعادة الجولان المحتل. وأشار إلى أن الحوار المباشر مع تل أبيب يجري بوساطة عدد من الدول الصديقة التي تسعى لتقريب وجهات النظر ودعم مسار سياسي متوازن يراعي مصالح جميع الأطراف. وأكد الشرع أن التقدم الذي تحقق في المحادثات يعكس جدية الطرفين في البحث عن حلول عملية، موضحًا أن النقاشات شملت ملفات أمنية وحدودية وسياسية، وأن هناك تفاهمًا أوليًا حول بعض القضايا الحساسة التي كانت في السابق موضع خلاف كبير. وأضاف أن سوريا تنظر إلى السلام كخيار استراتيجي لا بديل عنه، شرط أن يقوم على العدالة واستعادة الحقوق المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية. كما شدد الرئيس السوري على أن دمشق لا تسعى إلى تسويات جزئية أو مؤقتة، بل إلى اتفاق شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتجاوز مرحلة الصراعات وفتح باب التعاون الإقليمي في مجالات الاقتصاد والتنمية والطاقة. وأعرب عن أمله في أن تثمر هذه الجهود عن اتفاق نهائي خلال الفترة المقبلة إذا استمرت النوايا الإيجابية من الجانب الإسرائيلي. وختم الشرع حديثه بالتأكيد على أن أي اتفاق سلام محتمل لن يكون على حساب الثوابت الوطنية السورية، وأن بلاده لن تتنازل عن حقوقها التاريخية أو سيادتها، لكنها في الوقت ذاته منفتحة على السلام العادل الذي يحقق الأمن لسوريا وللمنطقة بأسرها.