تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الفنانة اللبنانية صباح، أو كما أحب جمهورها أن يناديها ب«الشحرورة» و«الصبوحة»، تلك الفنانة التي ولدت عام 1927 في بلدة وادي شحرور بلبنان، لتصبح واحدة من أعظم رموز الفن العربي على الإطلاق، وأيقونة للأناقة والبهجة والحضور الاستثنائي الذي لا يتكرر. بدايتها الفنية منذ بداياتها، كانت تملك صوتًا جبليًا قويًا مختلفًا عن السائد، استطاع أن يخطف أنظار كبار صناع الفن، وعلى رأسهم المنتجة آسيا داغر، التي اكتشفت موهبتها وفتحت لها أبواب السينما المصرية في أربعينيات القرن الماضي. لمع نجم صباح لأول مرة في فيلم «القلب له واحد» عام 1945، لتبدأ مسيرة طويلة امتدت لأكثر من ستة عقود من الإبداع المستمر. صباح من المحلية إلى العالمية كانت الصبوحة من أوائل الفنانين العرب الذين نقلوا الأغنية اللبنانية إلى العالمية، إذ قدمت أول أغنية لبنانية خالصة الإيقاع هي «يا هويدا هويدلك» في مطلع الخمسينيات، لتفتح الباب أمام جيل كامل من المطربين اللبنانيين. كما أسهمت بشكل بارز في نشر الفولكلور والمواويل اللبنانية عبر أفلامها وحفلاتها حول العالم. ولم يقتصر تألقها على العالم العربي، بل كانت أول مطربة لبنانية تغني على أضخم المسارح العالمية مثل أولمبيا في باريس، وكارنيغي هول في نيويورك، والبرت هول في لندن. وقد حظيت حفلاتها في هذه العواصم بإعجاب عالمي، حيث أبهرت الجمهور بأدائها القوي وأناقتها اللافتة. صباح في المسرح في المسرح، تألقت صباح في عدد كبير من الأعمال الاستعراضية التي كتبها ولحنها كبار المبدعين، أبرزها مسرحيات الرحابنة «موسم العز» و«دواليب الهوا» و«القلعة»، إلى جانب أعمالها «ست الكل» و«حلوة كتير»، وأيضًا مسرحية «فينيقيا» و«كنز الأسطورة» التي كانت آخر ظهور مسرحي لها. صباح في السينما المصرية أما في السينما المصرية، فكانت الفنانة صباح واحدة من نجماتها الأبرز، ووقفت أمام عمالقة الشاشة مثل فريد شوقي ورشدي أباظة وصلاح ذو الفقار، حسين فهمي. من أشهر أفلامها: «الرجل الثاني»، «الأيدي الناعمة»، «الحب كده»، «ليلة بكى فيها القمر» وغيرها من الأعمال التي رسخت اسمها بين أهم نجمات العصر الذهبي.